قال الذهبي في "السير ط الرسالة" (12/220-221): "أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن غالية، قالا:
أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن البناء، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا أحمد بن المقدام، حدثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، قال:كتب إلي عبد الله بن رباح، سمعت عبد الله بن عمرو يقول:هجرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج إلينا، نعرف في وجهه الغضب، فقال: (ألا إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب).
هذا حديث صحيح، وهو دال على تحريم الجدال، والاختلاف في الكتاب، مع أنه - عليه الصلاة والسلام - كان يمكنه أن يوضح الحق لهما في تلك الآية، ويبين أن أحدهما مصيب، ومع هذا فلم يفعل، بل سد الباب، ولو كان تبيين ذلك مما تمس إليه الحاجة، لأوضحه، فعلم بهذا أن كل نص ألقاه إلى أمته، ولم يزدهم فيه تفسيرا، ولا هم سألوه، بل ولا فسروه لمن بعدهم، فإن قراءته تفسيره، فلا يزاد عليه، ولا يبحث فيه، ولا سيما إذا كان في أسماء الله، وصفاته المقدسة". اهـ.