تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 6 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 120 من 132

الموضوع: القول السديد في مقاصد التوحيد / للشيخ عبد الرحمن السعدي

  1. #101

    افتراضي

    باب قول الله تعالى "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها "

    قول الله تعالى :

    ( يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا )


    [ سورة النحل : الآية 83 ]

    الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولا واعترافا كما تقدم



    وبذلك يتم التوحيد ،

    فمن أنكر نعم الله بقلبه ولسانه

    فذلك كافر ليس معه من الدين شيء .

    ومن أقر بقلبه أن النعم كلها من الله وحده


    وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ،

    وتارة يضيفها إلى نفسه وعمله وإلى سعي غيره



    كما هو جار على ألسنة كثير من الناس ,


    فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ,


    وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها وأن يجاهد نفسه على ذلك ,



    ولا يتحقق الإيمان والتوحيد

    إلا بإضافة النعم إلى الله قولا واعترافا ,

    فإن الشكر الذي هو رأس الإيمان

    مبني على ثلاثة أركان :

    اعتراف القلب بنعم الله كلها عليه
    وعلى غيره والتحدث بها

    والثناء على الله بها



    والاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته

    والله أعلم .

    الحمد لله رب العالمين

  2. #102

    افتراضي

    باب قول الله تعالى "فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون "


    قول الله تعالى :

    ( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )


    [ سورة البقرة : الآية 22 ]

    الترجمة السابقة على قوله تعالى :

    ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا )

    [ سورة البقرة : الآية 165 ]

    يقصد بها الشرك الأكبر

    بأن يجعل لله ندا في العبادة والحب والخوف والرجاء

    وغيرها من العبادات -


    وهذه الترجمة المراد بها الشرك الأصغر

    كالشرك في الألفاظ كالحلف بغير الله

    وكالتشريك بين الله وبين خلقه في الألفاظ

    كلولا الله وفلان وهذا بالله وبك



    وكإضافة الأشياء ووقوعها لغير الله

    كلولا الحارس لأتانا اللصوص ,

    ولولا الدواء الفلاني لهلكت ,

    ولولا حذق فلان في المكسب الفلاني لما حصل ,



    فكل هذا ينافي التوحيد ,

    والواجب أن تضاف الأمور ووقوعها

    ونفع الأسباب إلى إرادة الله ,

    وإلى الله ابتداء ويذكر مع ذلك مرتبة السبب ونفعه

    فيقول لولا الله ثم كذا

    ليعلم أن الأسباب مربوطة بقضاء الله وقدره ,

    فلا يتم توحيد العبد
    حتى لا يجعل لله نداً
    في قلبه وقوله وفعله.

    الحمد لله رب العالمين

  3. #103

    افتراضي

    باب من لم يقنع في الحلف بالله


    ويراد بهذا إذا توجهت اليمين على خصمك

    وهو معروف بالصدق أو ظاهره الخير والعدالة فيحلف

    فإنه يتعين عليك الرضا والقناعة بيمينه ,

    لأنه ليس عندك يقين يعارض صدقه

    وما كان عليه المسلمون من تعظيم ربهم وإجلاله

    يوجب عليك أن ترضى بالحلف بالله


    وكذلك لو بذلت له اليمين بالله

    فلم يرض إلا بالحلف بالطلاق

    أو دعاء الخصم على نفسه بالعقوبات ,

    فهو داخل في الوعيد

    لأن ذلك سوء أدب وترك لتعظيم الله ,

    واستدراك على حكم الله ورسوله .


    وأما من عرف منه الفجور والكذب

    وحلف على ما تيقن كذبه فيه

    فإنه لا يدخل تكذيبه في الوعيد للعلم بكذبه ,

    وأنه ليس في قلبه من تعظيم الله ما يطمئن الناس إلى يمينه ,

    فتعين إخراج هذا النوع من الوعيد لأن حالته متيقنة

    والله أعلم .


    الحمد لله رب العالمين

  4. #104

    افتراضي

    باب قول ما شاء الله وشئت

    قول : ما شاء الله وشئت

    هذه الترجمة داخلة في الترجمة السابقة

    ( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا )

    [ سورة البقرة : الآية 22 ]

    ***********

    باب من سب الدهر فقد سب الله

    وهذا واقع كثيرا في الجاهلية

    وتبعهم على هذا كثير من الفساق والمجان والحمقى

    إذا جرت تصاريف الدهر على خلاف مرادهم

    جعلوا يسبون الدهر والوقت وربما لعنوه .


    وهذا ناشئ من ضعف الدين ومن الحمق والجهل العظيم ,

    فإن الدهر ليس عنده من الأمر شيء فإنه مدبر مصرف

    والتصاريف الواقعة فيه تدبير العزيز الحكيم ,

    ففي الحقيقة يقع العيب والسب على مدبره ,


    وكما أنه نقص في الدين فهو نقص في العقل ,

    فيه تزداد المصائب ويعظم وقعها

    وتغلق باب الصبر الواجب , وهذا مناف للتوحيد :

    أما المؤمن فإنه يعلم

    أن التصاريف واقعة بقضاء الله وقدره وحكمته

    فلا يتعرض لعيب ما لم يعبه الله ولا رسوله

    بل يرضى بتدبير الله ويسلم لأمره

    وبذلك يتم توحيده وطمأنينته .

    الحمد لله رب العالمين

  5. #105

    افتراضي

    باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه

    باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لذلك

    وهاتان الترجمتان من فروع الباب السابق ,

    وهو أنه يجب أن لا يجعل لله ند في النيات والأقوال والأفعال ,

    فلا يسمى أحد باسم فيه نوع مشاركة لله في أسمائه وصفاته

    كقاضي القضاة وملك الملوك ونحوها ,

    وحاكم الحكام , أو بأبي الحكم ونحوه ,


    وكل هذا حفظ للتوحيد ولأسماء الله وصفاته ,

    ودفع لوسائل الشرك حتى في الألفاظ

    التي يخشى أن يتدرج منها إلى أن يظن مشاركة أحد لله

    في شيء من خصائصه وحقوقه .


    الحمد لله رب العالمين

  6. #106

    افتراضي

    باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول


    من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

    أي فإن هذا مناف للإيمان بالكلية , ومخرج من الدين ,

    لأن أصل الدين : الإيمان بالله وكتبه ورسله ,

    ومن الإيمان تعظيم ذلك .


    ومن المعلوم أن الاستهزاء والهزل بشيء من هذه

    أشد من الكفر المجرد ,

    لأن هذا كفر وزيادة احتقار وازدراء ,


    فإن الكفار نوعان : معرضون ومعارضون ,

    فالمعارض المحارب لله ورسوله ,

    القادح بالله وبدينه ورسوله أغلظ كفرا وأعظم فسادا ,

    والهازل بشيء منها من هذا النوع .

    الحمد لله رب العالمين

  7. #107

    افتراضي

    باب قول الله تعالى
    "ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته "

    قول الله تعالى :

    ( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ )

    [ سورة فصلت : الآية 50 ]


    مقصود هذه الترجمة

    أن كل من زعم أن ما أوتيه من النعم والرزق

    فهو بكده وحذقه وفطنته , أو أنه مستحق لذلك

    لما يظن له على الله من الحق ,

    فإن هذا مناف للتوحيد


    لأن المؤمن حقا من يعترف بنعم الله الظاهرة والباطنة

    ويثني على الله بها , ويضيفها إلى فضله وإحسانه ,

    ويستعين بها على طاعته ,

    ولا يرى له حقا على الله , وإنما الحق كله لله ,

    وأنه عبد محض من جميع الوجوه ,

    فبهذا يتحقق الإيمان والتوحيد ,

    وبضده يتحقق كفران النعم , والعجب بالنفس ,

    والإدلال الذي هو من أعظم العيوب .


    الحمد لله رب العالمين

  8. #108

    افتراضي

    باب قول الله تعالى

    "فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما "

    قول الله تعالى :

    ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا )

    [ سورة الأعراف : الآية 190 ]

    مقصود الترجمة أن من أنعم الله عليهم بالأولاد ,

    وكمل الله لهم النعمة بهم بأن جعلهم صالحين في أبدانهم ,

    وتمام ذلك أن يصلحوا في دينهم ,

    فعليهم أن يشكروا الله على إنعامه ,

    وألا يُعبِّدوا أولادهم لغير الله ,

    أو يضيفوا النعم لغير الله ,

    فإن ذلك كفران للنعم منافٍ للتوحيد .

    الحمد لله رب العالمين

  9. #109

    افتراضي

    باب قوله
    "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه "

    قول الله تعالى :
    ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
    وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ )
    [ سورة الأعراف : الآية 179 ]
    أصل التوحيد إثبات ما أثبته الله لنفسه :
    أو أثبته له رسوله من الأسماء الحسنى :

    ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة , والمعارف الجميلة ,
    والتعبد لله بها ودعاؤه بها ,

    فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه :
    فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى :

    فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق ,
    ولحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم
    العفو الغفور التواب ونحو ذلك .

    وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته دعاء العبادة ,
    وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى وتحصيلها في القلوب
    حتى تتأثر القلوب بآثارها ومقتضياتها , وتمتلئ بأجل المعارف .

    فمثلا أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة
    تملأ القلب تعظيما لله وإجلالا له .

    وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود
    تملأ القلب محبة لله , وشوقا له وحمدا له وشكرا .

    وأسماء العز والحكمة والعلم والقدرة
    تملأ القلب خضوعا لله وخشوعا وانكسارا بين يديه

    وأسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة
    تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات ,
    وحراسة للخواطر عن الأفكار الردية , والإرادات الفاسدة .

    وأسماء الغنى واللطف تملأ القلب افتقارا واضطرارا إليه
    والتفاتا إليه كل وقت في كل حال .

    فهذه المعارف التي تحصل للقلوب
    بسبب معرفة العبد بأسمائه وصفاته وتعبده بها لله
    لا يحصل العبد في الدنيا أجل ولا أفضل ولا أكمل منها ,
    وهي أفضل العطايا من الله لعبده ,
    وهي روح التوحيد وروحه ,

    ومن انفتح له هذا الباب
    انفتح له باب التوحيد الخاص والإيمان الكامل ,

    الذي لا يحصل إلا للكمل من الموحدين .

    وإثبات الأسماء والصفات هو الأصل لهذا المطلب الأعلى .

    الحمد لله رب العالمين

  10. #110

    افتراضي

    وأما الإلحاد في أسماء الله وصفاته

    فإنه ينافي هذا المقصد العظيم أعظم منافاة ,

    والإلحاد أنواع
    إما أن ينفي الملحد معانيها كما تفعله الجهمية ومن تبعهم ,

    وإما بتشبيهها بصفات المخلوقين

    كما يفعله المشبهة من الرافضة وغيرهم ,
    وإما بتسمية المخلوقين بها كما يفعله المشركون

    حيث سموا اللات من الإله ,
    والعزى من العزيز , ومناة من المنان ,

    فاشتقوا لها من أسماء الله الحسنى فشبهوها بالله ,
    ثم جعلوا لها من حقوق العبادة
    ما هو من حقوق الله الخاصة ,

    فحقيقة الإلحاد في أسماء الله

    هو الميل بها عن مقصودها لفظا أو معنى ,

    تصريحا أو تأويلا أو تحريفا .
    وكل ذلك مناف للتوحيد والإيمان
    الحمد لله رب العالمين

  11. #111

    افتراضي

    باب لا يقال السلام على الله


    لا يقال : السلام على الله

    وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله

    ( فإن الله هو السلام )

    فهو تعالى السلام السالم من كل عيب ونقص ,

    وعن مماثلة أحد من خلقه له ,

    وهو المسلم لعباده من الآفات والبليات ,

    فالعباد لن يبلغوا ضره فيضروه ,

    ولن يبلغوا نفعه فينفعوه ,

    بل هم الفقراء إليه ,

    المحتاجون إليه في جميع أحوالهم ,

    وهو الغني الحميد .
    الحمد لله رب العالمين

  12. #112

    افتراضي

    باب لا يقول اللهم اغفر لي إن شئت


    الأمور كلها وإن كانت بمشيئة الله وإرادته ,

    فالمطالب الدينية كسؤال الرحمة المغفرة ,

    والمطالب الدنيوية المعينة على الدين

    كسؤال العافية والرزق وتوابع ذلك ,

    قد أمر العبد أن يسألها من ربه طلبا ملحا جازما ,

    وهذا الطلب عين العبودية ومخها ,

    ولا يتم ذلك إلا بالطلب الجازم الذي ليس فيه تعليق بالمشيئة ,

    لأنه مأمور به , وهو خير محض لا ضرر فيه ,

    والله تعالى لا يتعاظمه شيء .


    وبهذا يظهر الفرق بين هذا

    وبين سؤال بعض المطالب المعينة التي لا يتحقق مصلحتها ومنفعتها ,

    ولا يجزم أن حصولها خير للعبد .

    فالعبد يسأل ربه ويعلقه على اختيار ربه له أصلح الأمرين ,


    كالدعاء المأثور
    " اللهم احيني إذا كانت الحياة خيرا لي ,

    وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي "

    وكدعاء الاستخارة .


    فافهم هذا الفرق اللطيف البديع

    بين طلب الأمور النافعة المعلوم نفعها وعدم ضررها ,

    وأن الداعي يجزم بطلبها ولا يعلقها ,

    وبين طلب الأمور التي لا يدري العبد عن عواقبها ,

    ولا رجحان نفعها على ضررها ,

    فالداعي يعلقها على اختيار ربه

    الذي أحاط بكل شيء علما وقدرة ورحمة ولطفا .

    الحمد لله رب العالمين

  13. #113

    افتراضي

    باب لا يقل عبدي وأمتي


    وهذا على وجه الاستحباب

    أن يعدل العبد عن قول عبدي وأمتي إلى فتاي وفتاتي ,

    تحفظا عن اللفظ الذي فيه إيهام ومحذور ولو على وجه بعيد ,


    وليس حراما

    وإنما الأدب كمال التحفظ بالألفاظ الطيبة

    التي لا توهم محذورا بوجه ,

    فإن الأدب في الألفاظ دليل على كمال الإخلاص

    خصوصا هذه الألفاظ التي هي أمس بهذا المقام .


    الحمد لله رب العالمين

  14. #114

    افتراضي

    باب لا يرد من سأل بالله


    وباب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة


    الباب الأول خطاب للمسئول ,

    وأنه إذا أدلى على الإنسان أحد بحاجة

    وتوسل إليه بأعظم الوسائل , وهو السؤال بالله ,

    أن يجيبه احتراما وتعظيما لحق الله ,

    وأداء لحق أخيه حيث أدلى بهذا السبب الأعظم .


    والباب الثاني خطاب للسائل ,


    وأن عليه أن يحترم أسماء الله وصفاته ,

    وأن لا يسأل شيئا من المطالب الدنيوية بوجه الله ,

    بل لا يسأل بوجهه إلا أهم المطالب وأعظم المقاصد

    وهي الجنة بما فيها من النعيم المقيم ,

    ورضا الرب والنظر إلى وجهه الكريم والتلذذ بخطابه ,


    فهذا المطلب الأسنى هو الذي يسأل بوجه الله ,


    وأما المطالب الدنيوية , والأمور الدنية

    وإن كان العبد لا يسألها إلا من ربه فإنه لا يسألها بوجهه .

    الحمد لله رب العالمين

  15. #115

    افتراضي

    باب ما جاء في " اللو“


    اعلم أن استعمال العبد للفظة " لو " يقع على قسمين :

    مذموم ومحمود :


    أما المذموم فأن يقع منه أو عليه أمر لا يحبه فيقول :

    لو أني فعلت كذا لكان كذا ,

    فهذا من عمل الشيطان , لأن فيه محذورين

    ( أحدهما )

    أنها تفتح عليه باب الندم والسخط والحزن

    الذي ينبغي له إغلاقه وليس فيها نفع

    ( الثاني )

    أن في ذلك سوء أدب على الله وعلى قدره ,

    فإن الأمور كلها , والحوادث دقيقها وجليلها بقضاء الله وقدره ,

    وما وقع من الأمور فلا بد من وقوعه , ولا يمكن رده .

    فكان في قوله : لو كان كذا أو لو فعلت كذا كان كذا ,

    نوع اعتراض ونوع ضعف إيمان بقضاء الله وقدره .

    ولا ريب أن هذين الأمرين المحذورين

    لا يتم للعبد إيمان ولا توحيد إلا بتركهما .



    وأما المحمود من ذلك فأن يقولها العبد تمنيا للخير ,

    أو تعليما للعلم والخير

    كقوله صلى الله عليه وسلم :

    ( لو استقبلت من أمرى ما استدبرت

    لما سقت الهدي ولأهللت بالعمرة )

    وقوله في الرجل المتمني للخير

    ( لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان )

    و ( لو صبر أخي موسى ليقص الله علينا من نبئهما ) ,

    أي في قصته مع الخضر .


    وكما أن " لو " إذا قالها للخير فهو محمود ,

    فإذا قالها متمنيا للشر فهو مذموم ,

    فاستعمال " لو " تكون بحسب الحال الحامل عليها :

    إن حمل عليها الضجر والحزن

    وضعف الإيمان بالقضاء والقدر أو تمني الشر كان مذموما ,

    وإن حمل عليها الرغبة في الخير والإرشاد والتعليم كان محمودا ,

    ولهذا جعل المصنف الترجمة محتملة للأمرين .

    الحمد لله رب العالمين

  16. #116

    افتراضي

    باب النهي عن سب الريح


    وهذا نظير ما سبق في سب الدهر


    إلا أن ذلك الباب عام في سب جميع حوادث الدهر ,


    وفي هذا خاص بالريح .


    ومع تحريمه فإنه حمق وضعف في العقل والرأي ,


    فإن الريح مصرفة مدبرة بتدبير الله وتسخيره ,


    فالساب لها يقع سبه على من صرفها ,



    ولولا أن المتكلم بسب الريح لا يخطر هذا المعنى في قلبه غالبا


    لكان الأمر أفظع من ذلك ,


    ولكن لا يكاد يخطر بقلب مسلم .

    الحمد لله رب العالمين

  17. #117

    افتراضي

    باب قول الله تعالى "يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية "



    قول الله تعالى : ( يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ )


    [ سورة آل عمران : الآية 154 ]


    وذلك أنه لا يتم للعبد إيمان ولا توحيد


    حتى يعتقد جميع ما أخبر الله به من أسمائه وصفاته وكماله ,

    وتصديقه بكل ما أخبر به وأنه يفعله


    وما وعد به من نصر الدين , وإحقاق الحق , وإبطال الباطل ,

    فاعتقاد هذا من الإيمان وطمأنينة القلب بذلك من الإيمان :


    وكل ظن ينافي ذلك فإنه من ظنون الجاهلية المنافية للتوحيد

    لأنها سوء ظن بالله : ونفي لكماله
    وتكذيب لخبره , وشك في وعده .

    والله أعلم .


    الحمد لله رب العالمين

  18. #118

    افتراضي

    باب ما جاء في منكر القدر


    قد ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة

    أن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان


    وأنه ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن ,


    فمن لم يؤمن بهذا فإنه ما آمن بالله حقيقة .


    فعلينا أن نؤمن بجميع مراتب القدر


    فنؤمن أن الله بكل شيء عليم ,


    وأنه كتب في اللوح المحفوظ
    جميع ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ,


    وأن الأمور كلها بخلقه وقدرته وتدبيره .


    ومن تمام الإيمان بالقدر
    العلم بأن الله لم يجبر العباد على خلاف ما يريدون

    بل جعلهم مختارين لطاعاتهم ومعاصيهم .

    الحمد لله رب العالمين

  19. #119

    افتراضي

    باب ما جاء في المصورين


    وهذا من فروع الباب السابق


    أنه لا يحل أن يجعل لله ندا في النيات والأقوال والأفعال .


    والند هو المشابه ولو بوجه بعيد ,



    فاتخاذ الصور الحيوانية تشبه بخلق الله ,

    وكذب على الخلقة الإلهية , وتمويه وتزوير ,


    فلذلك زجر الشارع عنه .


    الحمد لله رب العالمين

  20. #120

    افتراضي

    باب ما جاء في كثرة الحلف


    أصل اليمين إنما شرعت

    تأكيدا للأمر المحلوف عليه , وتعظيما للخالق ,


    ولهذا وجب أن لا يحلف إلا بالله ,


    وكان الحلف بغيره من الشرك ,


    ومن تمام هذا التعظيم أن لا يحلف بالله إلا صادقا .


    ومن تمام هذا التعظيم أن يحترم اسمه العظيم عن كثرة الحلف ,


    فالكذب وكثرة الحلف تنافي التعظيم الذي هو روح التوحيد .

    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •