باب قول الله تعالى
"ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته "
قول الله تعالى :
( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ )
[ سورة فصلت : الآية 50 ]
مقصود هذه الترجمة
أن كل من زعم أن ما أوتيه من النعم والرزق
فهو بكده وحذقه وفطنته , أو أنه مستحق لذلك
لما يظن له على الله من الحق ,
فإن هذا مناف للتوحيد
لأن المؤمن حقا من يعترف بنعم الله الظاهرة والباطنة
ويثني على الله بها , ويضيفها إلى فضله وإحسانه ,
ويستعين بها على طاعته ,
ولا يرى له حقا على الله , وإنما الحق كله لله ,
وأنه عبد محض من جميع الوجوه ,
فبهذا يتحقق الإيمان والتوحيد ,
وبضده يتحقق كفران النعم , والعجب بالنفس ,
والإدلال الذي هو من أعظم العيوب .