تمايز معنى التراكيب في إطار الأداة
لا زال
وما زال
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى في إطار الأداة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
قال ذو الرمة:ألا يا اسلمي يا دار ميٍّ على البلى //ولا زال منهلاًّ بجرعائك القطر
ونقــول:ألا يا اسلمي يا دار ميٍّ على البلى //وما زال منهلاًّ بجرعائك القطر
التركيب الأول يعني الدعاء بالسقيا لديار الحبيبة ،،بينما يعني التركيب الثاني الإخبارعن السقيا في ديار الحبيبة.
وقال أبو العتاهية:أَمَا وَاللهِ إنَّ الظُلْمَ لُؤمٌ //ومَا زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظلوم
ونقــــول:أَمَا وَاللهِ إنَّ الظُلْمَ لُؤمٌ //ولا زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظلومُ

التركيب الأول يعني الإخبار ،أما التركيب الثاني فيعني الدعاء.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب.