الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذاك، قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم.




وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرحم شجنةٌ آخذة بحجزةِ الرحمن يصِلُ من وصلها، ويقطع من قطعها. رواه أحمد وصححه الأرناؤط.

قال الألباني في السلسلة: والحجزة بضم الحاء المهملة: موضع شد الإزار من الوسط ويقال: أخذ بحجزته: التجأ إليه واستعان به كما في المعجم. اهـ.

وأما الحقو فهو يوافقه في المعنى وقد يطلق على الإزار كما في حديث أم عطية: فأعطاها حقوه، فقال: أشعرنها إياه ـ يعني: إزاره، قال ابن حجر في الفتح: والحقو في الأصل معقد الإزار وأطلق على الإزار مجازا. اهـ.

وقال شيخ الإسلام أيضًا: وهذا الحديث في الجملة، من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء، وردوا على من نفى موجبه، وما ذكره الخطابي وغيره أن هذا الحديث مما يتأول بالاتفاق، فهذا بحسب علمه حيث لم يبلغه فيه عن أحد من العلماء أنه جعله من أحاديث الصفات التي تمر كما جاءت. اهـ.

وقال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات: اعلم أنه غير ممتنع حمل هذا الخبر على ظاهره وأن الحقو والحجزة صفة ذات، لا على وجه الجارحة والبعض، وأن الرحم آخذة بها، لا على وجه الاتصال والمماسة، بل نطلق ذلك تسمية كما أطلقها الشرع وقد ذكر شيخنا أبو عبد الله ـ رحمه الله ـ هذا الحديث في كتابه، وأخذ بظاهره، وهو ظاهر كلام أحمد. انتهى.


http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=188071