تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: وسادت النمل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    64

    افتراضي وسادت النمل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( وسادت النمل )) . أو إن شئت قل : (( من وحي النمل ))
    هذه قصة قصيرة مستوحاة من حقائق ، ومنسوخة بخيال .
    ساد صمت عميق ، بعد أن جاء المارد الجبار المعتدي ليدك معقل النمل ويقتل ويأكل منهم المئات بل الألوف ، بل إن شئت قل الملايين .
    هذه النملة فقدت أخاها ، وهذا فقد أخته ، وهذا ، وهذا .. .
    ثم بدأت أصوات التزمجر تعلو ، إلى متى كل ما نبني قواعدنا ونربي أجيالاً يأتي هذا المعتدي الجبار ليهلكنا ويضعفنا ويجعلنا نعود إلى الوراء ؟
    ثم تتالت الصيحات منها :
    هيا للرحيل
    ومنها : بل استكينوا وهذا قدركم .
    بل أنت جبان ، بل أنت متهور ، بل .. ، بل ..
    وقطع تلك الأصوات اليائسة البائسة الضعيفة المستكينة ، أما فكرتم في الخلاص ؟
    فإذا يعاد الشريط بين يائس وبين هارب ...
    فعاد الصوت من جديد لكنه ليس ثَمَّ خلاص إلا خلاص واحد .
    بدأ الأمل يَدُبّ في بعض النمل ، وكثير ما زال يغط في انكساره ، فبدأت صيحات الاستفهام قل يا حكيمنا كيف الخلاص ؟
    قال الحكيم : قد هاجر من قبل أمم وما زال يطاردها هذا المارد المعتدي ، وأكل منها الملايين ودك حصونها الجديدة .
    فقيل له : وهذا الذي يُعجزنا ويقهرنا .
    قال الحكيم : بل هو الأمل والذي لا محيص عنه ، إنها معركة حياة وكرامة ، إنه ليس ثَمَّ إلا النزال .
    فقيل : النزال ؟ أو مجنون أيها الحكيم أم خرفت ؟
    قال الحكيم : بل الحق أقول ، أو ترون أن كل فرار أضحى أضحوكة ولا ينجو منه إلا القليل ، أما ترون أننا في خسران إلى خسران وذل وعار .
    قيل : وما تصبو إليه ؟
    قال الحكيم : الذي أصبو إليه هو إعادة تفكير في كيف يكون لنا هجوم مضاد مخطط نستطيع به مع اتحاد كلمتنا أن نشل جزء صغير من هذا المارد المعتدي .
    قيل : ثُمَّ ماذا ؟
    قال الحكيم : ثم من هذا الجزء نركز ضرباتنا ونشغله بهجوم على بقية جسده ، وبهذا نستطيع أن نشل حركته ، ثم نفسد له هذا الجزء ، سينقلب من مارد جبار إلى مكسور متألم من هذا الجزء ، ثم منه إلى بقية الجسد ، وهكذا نغلبه ونسيطر عليه .
    بدأ تعود صيحات الانهزام ، لكن صيحات الحماس علت وبدأ صوت الانهزام ينخفض شيئًا فشيء ، بل يذوب في صيحات القوة ، بل يتلاشى .
    وبدأ الحكيم في تنفيذ خطته ، وعملوا السراديب وخططوا لوضعه بعد طُعْمٍ معين ليكون في مكان معين ساعة الهجوم .
    وجاء المارد العاتي ، قائلاً : هاأنذا قد عُدت لأدك معاقل المتخلفين ، لأدك الحضارات ولا أبقي إلا حضارتي ، ولا يكون إلا سلطاني أين العبيد ، فإني إلى إزهاق أنفسهم متعطش .
    وبدأ الطُّعم يظهر سريعًا ثم يختفي ، فقال : إذًا هنا المخبأ ، واقترب من المخبأ وبدأ بمنقاره ومخلبه يحفر ليصل إلى المخبأ . فما كان من كتائب النمل المخفاة إلا تقفز بإشارة من الحكيم لتلتف وتعلو رجله اليسرى وتنخر في أصبع واحد ، وواحد فقط ، فبدأ الألم يسري في وجدانه ولكن هيهات هيهات أنا المارد ، وقد ظهروا كي آكلهم كلهم ، وبدأ لينفض رجله ، ولكن هناك من الطرف الضعيف استماتة ، فبدأ يضرب العشرات ويتساقطوا ، لكن ملايين أخرى قادمة وليس لها صوب إلا أصبعه ، الألم يزداد ، وهذه جموع أخرى غير خائفة مثل كل مرة آتية فهذه لقدمي اليمنى وهذه آتية من فوق الأغصان لعيني وهذه لرأسي ، زمجر أنا المارد سأبيدكم ، ولكن صوته كان كله حماس لهم أن بدأ الأمل يدب وها هو بدأ يحاول أن يخيف إذًا قوته بدأت تتشتت ، لا يستطيع السيطرة ، ألم في أصبعه يكاد يسقطه ، وإصابات غير قوية لكن باجتماعها بدأت تجعله ينهار ، الله أكبر بل سقط ، وَجَّهَ الحكيم إحدى قوى النمل إلى عينه وأخرى على أماكن ضعيفة ، وازداد هجوم النمل ، وبدأ المارد الجالس تنهار قواه بل تَمَدَّ أرضًا ، وازداد الهجوم والقرص وكثر الهجوم أكثر فأكثر ، وأراد فريق الأصبع أن يتحول إلى مكان آخر ، فصاح الحكيم : بل هذا الموضع الذي جعله ينهار فاستمروا ، فلم يُعْصَ .
    وفي أوج الانتصار وفي وطيس المعركة إذا بقرية من النمل آتية ، وبدأ الفريق الأول ينقسم لا بد أن نهلك عدونا الأول قرية النمل الآتية ، أما هذا المارد فقد تعودنا على الذل له أم هذه القرية الأخرى فقد تتغلب علينا بعد إنهاك قوانا مع المارد .
    وبدأت جموع النمل في الانقسام ، منها من استمر في مكانه ، ومنها ما توقف ، ومنها الذي انسحب ليشن هجومًا على ابن عمه النمل فلن يجعل له السيادة عليه ، وكاد الحكيم أن يتكلم لكن قبل كلامه الذي وقر في صدره التفت إلى المارد فإذا به أحس بما يدور حوله فعندما أدرك الأمر بدت منه ابتسامة وتنهد ، ها قد جاءني الفرج بدون تخطيط إذ لم أكن أضع في الحسبان يومًا ما يقظة الخراف .
    قال الحكيم في نفسه : هذا ما كنت سأصيح به ، بل لقد أكدت لي ابتسامة المارد وتنهيدته أنني على صواب .
    فصاح الحكيم : أيها النمل أنتم وأبناء عمومتكم إلى هلاك إذا ما تركتم هذا المارد ولم تستمروا في إهلاكه ، فما هي إلا لحظات وينقض عليكم ، أما اتعظتم من بني الإنسان وما يحدث له ، أما لكم فيهم عبرة ، بالأمس القريب في أفغانستان تكالبت القوى الإسلامية وقلنا أمل وصبح جديد آت ، فقد دمروا المارد الشيوعي ، ثم لأسباب بدؤوا في إهلاك أنفسهم ، فما كان إلا أن تدهورت قوتهم ، ثم لم يلبسوا إلا قليلاً وجاءهم مارد عاتي من جنس آخر أذاقهم الذل والدمار وما زالوا .
    قالوا : يا حكيمنا فما العمل ؟ أن نجعل لأبناء العموم السيادة علينا فلا ، أو نجعل لهم الشرف في اشتراكهم معنا في إهلاك المارد فلا ؟
    قال : على رسلكم ، استمروا ولا تخشوا من أبناء العم فحتى قتال الباغي منهم أمره بسيط عن ذلك الطاغوت العاتي المارد .
    دعوا الأمر لي واستمروا في إبادة عدونا جميعًا ودَعُوا لي أبناء العم ، ولكن لا تنشغلوا عنه فيسترد قوته ، ولا تنشغل كتيبة الأصبع عن الإصبع .
    توجه الحكيم إلى كتائب أبناء العمومة ، وذهب معه بعض كبار النمل الذي لا يقوى على جهاد المارد ، والذي بقى له من حياته الكلمة ولا أزيد .
    فقال الحكيم : يا أهلاً وسهلاً بأبناء العمومة ، تفضلوا ، ابتلينا وإياكم بمارد دمر منا ومنكم الأجيال ، فإن كنتم جئتم لحربنا كي لا يكون لنا شرف الانتصار فما هي إلا لحظات ونكون وإياكم من المهلكين فلن نفرح بانتصار ولن تفرحوا بانتصاركم علينا .
    بدأ النمل الضيف ينظر إلى نفسه إنه كلامٌ حكيمٌ ، لكن أنجعل لكم الانتصار فتسودا علينا وترفعوا رؤوسكم وننكسر نحن ؟ لا ، لا ...
    قال الحكيم : إذا ارجعوا وفروا من المارد بدلاً من موتكم المحقق منه .
    بدأت كتائب النمل الضيف تنظر إلى بعضها إنها الحكمة والحق فماذا نصنع ؟
    قال الحكيم : هل جئت لسيادة أم لإهلاك عدو ابن عمكم وعدوكم ، اسألوا وحددوا الإجابة ، أوما تعلموا أن أي سلطان لسيادة لن يدوم وأن سلطان العدل والحق هو الدائم ؟
    قالوا : كلامك حكيم ، ولكن
    فقاطعهم الحكيم قائلاً : بل انتصروا على أنفسكم ، وكونوا وأبناء عمومتكم يدًا واحدة ، ودعوا الجاهلية فهي منتنة ، وهيا ليكون منكم ما يكون من أبناء العم ، نحن فخورين بأن تكونوا معنا ضد المارد العاتي ، ونفخر أكثر إذا ما تزايدت الأواصر بيننا فهيا إلى أفراح النصر المبكر انتصارنا على الذات ، ثم انتصارنا على المارد ، ولتتقدم منكم كتائب للجهاد وليتقدم منكن من يريد التزوج معنا ، وأنا أريد لابني بنت عمه فلان فهي ذات أصل مكين . وهذا ابن عمكم لن يجد كفاً لابنته خير من فلان .
    خرجت منهم الصفوف صفوف للقتال ، وأخرى لإقامة الأفراح .
    وتوجه الحكيم وقص على إخوته وقريته ما حدث وبدأت كتائبهم تقترب أكثر من المارد الذي نظر إليه الحكيم فوجده يتألم ويتحسر وتزداد حسرته وما هي إلا ساعات ومات المارد ، وشيدت أفراح الانتصار ، وشيدت أفراح اتحاد القريتين والمملكتين . ومن ساعتها وكل المردة تخشاهم و..

    منقول من أهل الحديث
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forum/...D9%84?t=218954
    وكان قبل الربيع الأمريكي في بلاد العرب
    بتاريخ 3/8/2010
    اللهم ارحم زوجتي وارفع درجتها في المهديين
    واجعل قبرها روضة من رياض الجنة ، وأَمِّنها من هول المطلع ، ومن خوف يومئذ
    وابعثها اللهم في ظلِّك يوم لا ظل إلا ظلك


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي رد: وسادت النمل


    أيها الطاغوت في قصر الهلاك
    يا ظلوما فاحشا تبت يداك
    لن ترى مني ركونا لأذاك

    أيها الطاغوت لا تسجني
    فإني كاسر بمخالبي أبواب الحديد
    وارتقب صيحتي من شرفتي
    لجحافل الإسلام تأتي من بعيد


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •