F موسوعة ( شعراء العربية )
شعراء العصر الاموي
بقلم- فالحج الحجية 10
الشاعر الصمة القشيري

هو الصمة بن عبدالله بن الطفيل القشيري بن قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار. شاعر إسلامي بدوي من سكنة منطقة نجد ومن شعراء العصر الاموي . ولجده قرة بن هبيرة صحبة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أحد وفود العرب الوافدين عليه. فقد وفد قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال له:- يا رسول الله إنا كنا نعبد الآلهة لا تنفعنا ولا تضرنا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعم ذا عقلا).. وقيل احب الصمة القشيري بنت عمه واسمها ( ريا العامرية ) بنت غطيف بن حبيب بن قرة بن هبيرة حبا جما فخطبها إلى أبيها فأبى ابوها أن يزوجه إياها . واثقل عليه في المهر وطلب في مهرها مائة ناقة حمراء فسأل أباه أن يعاونه وكان كثير المال فلم يعنه بشيء من مهرها فسأل عشيرته فأعطوه ابلا مختلفة فأتى بالإبل الى عمه فقال:- لا أقبل هذه الابل مهرا لابنتي الا ابلا حمرا ولا آخذها الا كاملة- وكان عددها تسع وتسعين ناقة - فاسأل أباك أن يبدلها .فسأل الصمة أباه فغضب أبوه وحلف لا يزيده على ما جاء به شيئاً. ورجع إلى الصمة فقال له: ما وراءك. فأخبره فقال: تالله ما رأيت قط ألأم منكما جميعا وإني لألأم منكما إن أقمت بينكما ثم ركب ناقته ورحل وقال في ذلك:أمن ذكر دار بالرقاشين أصبـحـت بها عاصفات الصيف بدءأ ورجعـاحننت إلى ريا ونفسـك بـاعـدت مزارك من ريا وشعباكما مـعـافقالت بنت عمه حين رأته يتحمل كل هذه التبعات :- تالله ما رأيت كاليوم رجلاً باعته عشيرته بأبعرة . ومضى من وجهه هائما حتى لحق بالثغر فقال وقد طال مقامه واشتياقه لحبيبته وندم على فعله:لعمري لئن كنتم على النأي والقلى بكم مثل ما بي إنكـم لـصـديقإذا زفرات الحب صعدن في الحشا رددن وملم ينهج لـهـن طـريقوقيل كان ابن الأعرابي يستحسن قول الصمة:أما وجلال الله لو تذكـرينـنـي كذكريك ما كفكفت للعين مدمعافقالت بلى والله ذكراً لـو أنـه يصب على صم الصفا لتصدعا ولما رأيت البشر قـد حـال بـينـن وجالت بنات الشوق في الصدر نزعاتلفت نحو الحي حتـى وجـدتـنـي وجعت من الإصغاء ليتاً وأخـدعـا ثم خطبها (عامر بن بشر ) بن أبي براء بن مالك بن ملاعب الأسنة بن جعفر بن كلاب فزوجه ابوها إياه. وكان عامر قصيراً قبيحاً فقال الصمة بن عبدالله في ذلك: فإن تنكوحها عامراً لاطلاعكم إليه يُدهدهكُم برجليه عامرُ وفي رواية اخرى ان والد حبيبته وهو عمه طلب مائة ناقة حمراء مهرا لابنته واب الصمة يريد ان يكون مهرها 50 ناقة فقط وبعد المساومة جعلها تسعا وتسعين ناقة الا ان اباها رفض ذلك واصر على المئة فلم تتم الخطبة . وخطبها غيره وهو (عامر بن بشر بن براء ) فزوجه إياها وكان عامر هذا قصيرا ً قبيحا ً فقال الصمه يذم عامرا: ًفإن تنكوحها عامراً لاطلاعكم إليه يُدهدهكُم برجليه عامرُ ثم حزن الصمة حزنا ً شديدا ً على حبيبته ( ريا العامرية) ثم زوجه أهله إمراة يقال لها ( جبرة بنت وحشي) فاقام معها مدة يسيرة ثم ترك نجد بما فيها قومه وزوجته (جبرة )عندهم ورحل إلي الشام مُغاضبا ً وهو ينشد فيقول : أقول لصاحبي والعيس تهوي بنا بين المنيفة فالضمارتَمَتَّع ْ مِنْ شَميمِ عَرَارِ نَجْدٍ فما بَعْدَ العَشِيَّة ِ منْ عَرَارِألا حبذا نفحات نجد ورَيَّا رَوْضِهِ غِبَّ القِطَارِوَأهْل ُكَ إذْ يَحلُّ الحَيُّ نَجْداً وأنت على زمانك غير زارشُهُورٌ يَنْقَضِينَ وما شَعَرْنَا بَأنْصَافٍ لَهُنَّ ولا سَرَارِفأما ليلهن فخير ليل وأقصر ما يكون من النهار وأخّذ يقول الشعر في حبيبته ومن قوله فيها : بروحي تلك الأرض ما أطيب الربى وما أحسن المصطاف والمتربع و أذكر أيام الحمى ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدع و ليست عشيات الحمى برواجع إليك ولكن خلي عينيك تدمع كأنا خلقنا للنوى وكأنما حرام على الأيام إن نتجمع ومن قوله فيها ايضا: إذا ما أثتنا الريح ُ من نحو ارضه أتتْنا بـِرياه فطاب هُبوبُها أتتنْا بِمسكٍ خالط المسك عَنبرَ وريح خُزامي باكرتها جنوبها وقال شعيب بن صخر عن بعض بني عقيل وقد عاصر الصمة قال: مررت بالصمة بن عبدالله القشيري يوماً وهو جالس وحده يبكي ويخاطب نفسه ويقول:- لا والله ما صدقتك فيما قالت - فقلت: من تعني. ويحك! أجننت!- قال: اعني التي أقول فيها:أما وجلال الله لو تذكرينـنـي كذكريك ماكفكفت للعين مدمعافقالت بلى والله ذكراً لـوأنـه يصب على صم الصفا لتصدعا يقال أنه خرج مع جيش المسلمين من الشام لغزو الديلم فمات في طبرستان. وعن عبد العزيز بن أبي ثابت قال حدثني رجل من أهل طبرستان كبير السن قال:- بينا أنا يوما ًكنت أمشي. في ضيعة لي فيها ألوان من الفاكهة والزعفران وغير ذلك من الأشجار و إذا أنا بإنسان في البستان مطروح عليه أهدام خلقان فدنوت منه فإذا هو يتحرك ولا يتكلم فأصغيت إليه فإذا هو يقول بصوت خفي:تعز بصبـر لا وجـدك لا تـرى بشام الحمى أخرى الليالي الغوابركأن فؤادي من تذكره الحـمـى وأهل الحمى يهفو به ريش طائر وقال: فما زال يردد هذين البيتين حتى فاضت نفسه فسألت عنه فقيل لي: هذا الصمة بن عبدالله القشيري. وقيل في شعره ان إبراهيم بن محمد بن سليمان الأزدي :قال : لو حلف حالف أن أحسن أبيات قيلت في الجاهلية والإسلام في الغزل قول الصمة القشيري ما حنث :حننت إلى ريا ونفسك بـاعـدت مزارك من ريا وشعباكما معـافما حسن أن تأتي الأمر طائعـا وتجزع أن داعي الصبابة أسمعابكت عيني اليمنى فلما زجرتهـا عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معاوأذكر أيام الحمى ثم أنـثـنـي على كبدي من خشية أن تصدعافليست عشيات الحمى برواجـع عليك ولكن خل عينيك تدمعـا شعره من جيد الشعر وروائعه مكتمل المعنى مسبوك النظم وصوره الشعرية رائعة وخاصة في الغزل وتعتبر قصيدته العينية ادناه من عيون الشعر العربي وروائعه : لذا اذكرها هنا كاملة :أَمِنْ أَجْلِ دارٍ بالرَّقاشَيْنِ أَعْصَفَتْ عليها رياحُ الصَّيفِ بَدْءً ومَرْجِعاأَرَبّ َتْ بها الأَرْواحُ حتى تَنَسَّفَتْ مَعارِفُها إلاّ الصَّفيحَ المُوَضَّعاوغير َ ثَلاثٍ في الدِّيارِ كأنّها ثَلاثُ حَماماتٍ تَقابَلْنَ وُقَّعاحننْتَ إلى ريَّا ونفسكَ باعدتْ مزارَكَ من ريَّا وشَعْباكما معَابَكَتْ عَينُكَ اليُسْرى فلمّا زَجَرْتَها عَنِ الجَهلِ بعدَ الحِلْمِ أَسْبَلَتا مَعاولمْ أَرَ مِثلَ العامِرِيَّةِ قَبْلَها ولا بعدَها يومَ ارْتَحَلْنا مُوَدِّعاتُريكَ غَداةَ البَيْنِ مُقْلَةَ شادِنٍ وجيدَ غَزالٍ في القَلائِدِ أَتْلَعاوما أُمُّ أَحْوى الجُدَّتَيْنِ خَلا لها أَراكٌ مِنَ الأَعْرافِ أَجْنى وأَيْنَعاغَدَتْ مِن عليهِ تَنْفُضُ الطَّلَّ بعدما رَأَتْ حاجِبَ الشَّمْسِ اسْتَوى وتَرَفَّعابأَحْ سَنَ مِنْ أُمِّ المُحَيَّا فُجاءَةً إذا جِيْدُها مِن كِفَّةِ السِّتْرِ أَطْلَعاولمّا تَناهَبْنا سِقاطَ حَديثِها غِشاشاً ولانَ الطَّرْفُ منها فأَطْمَعافَرَشّ َتْ بِقَولٍ كادَ يَشْفي مِنَ الجَوى تَلُمّ ُ بهِ أَكْبادَنا أنْ تَصَدَّعاكما رَشَفَ الصَّادي وَقائِعَ مُزْنَةٍ رِشاشٍ تَوَلّى صَوْبُها حينَ أَقْلَعاشَكَوْت ُ إليها ضَبْثَةَ الحَيِّ بالحَشا وخَشْيَةَ شَعْبِ الحَيِّ أن يَتَوَزَّعافما كَلَّمَتْني غيرَ رَجْعٍ وإنّما تَرَقْرَقَتِ العَيْنانِ منها لِتَدْمَعاكأنّك َ بِدْعٌ لمْ تَرَ البَيْنَ قَبْلَها ولم تَكُ بالأُلاّفِ قبلُ مُفَجَّعافليتَ جِمالَ الحَيِّ يومَ تَرَحَّلوا بِذي سَلَمٍ أَمْسَتْ مَزاحِيفَ ظُلَّعافَيُصْبِ حْنَ لا يُحْسِنَّ مَشْياً بِراكِبٍ ولا السَّيرَ في نَجْدٍ وإنْ كانَ مَهْيَعاأَتَجْز َعُ والحَيَّـــانِ لم يَتَفَرَّقا- فكيفَ إذا داعي التَّفَرُّقِ أَسْمَعافَرُحْت ُ ولو أَسْمَعْتُ ما بي مِنَ الجَوى رَذِيَّ قِطارٍ حَنَّ شَوْقاً ورَجَّعاألا يا غُرابَيْ بيتِها لا تَرَفَّعا- وطِيرا جَميعاً بالهَوى وقَعا مَعاأَتَبْكي على رَيّا ونَفسُكَ باعَدَتْ مَزارَكَ مِن رَيَّا وشَعْباكُما مَعافما حَسَنٌ أنْ تَأْتِيَ الأمرَ طائِعاً وتَجْزَعَ أنْ داعي الصَّبابَةِ أَسْمَعاكأنَّكَ لم تَشْهَدْ وداعَ مُفارِقٍ ولم تَرَ شَعْبَيْ صاحِبَيْنِ تَقَطَّعاتَحَمّ َلَ أَهْلي مِن قَنِينَ وغادَروا بهِ أَهْلَ ليلى حِينَ جِيدَ وأَمْرَعاألا يا خَليلَيَّ اللّذَيْنِ تَواصَيا بِلَوْميَ إلاّ أَن أُطيعَ وأضْرَعافإنّي وَجَدْتُ اللَّوْمَ لا يُذْهِبُ الهوى ولكنْ وجَدْتُ اليأسَ أَجْدى وأنْفَعاقِفا إنَّهُ لا بُدَّ من رَجْعِ نَظْرَةٍ مُصَعَّدَةٍ شَتّى بها القومُ أوْ مَعالِمُغتَصَبٍ قد عَزَّهُ القومُ أَمْرَهُ يُسِرُّ حَياءً عَبْرَةً أنْ تَطَلَّعاتَهيجُ لهُ الأَحْزانُ والذِّكْرُ كلَّما تَرَنَّمَ أوْ أَوْفى مِنَ الأرضِ مَيْفَعاقِفا وَدِّعا نَجْداً ومَنْ حَلَّ بالحِمى وقَلَّ لِنَجْدٍ عندنا أنْ يُوَدَّعابنَفْس ي تِلْكَ الأرضُ ما أَطْيَبَ الرُّبى وما أَحْسنَ المُصْطافَ والمُتَرَبَّعاو أَذْكُرُ أيّامَ الحِمى ثمَّ أَنْثَني على كَبِدي مِن خَشْيَةٍ أنْ تَصَدَّعافَلَيْ سَتْ عَشِيَّاتُ الحِمى بِرَواجِعٍ عليكَ ولكنْ خَلِّ عَيْنَيْكَ تَدْمَعامَعي كُلُّ غِرٍّ قد عَصى عاذِلاتِهِ بِوَصْلِ الغَواني مُذ ْلَدُنْ أن تَرَعْرَعاإذا راحَ يَمْشي في الرِّداءَيْنِ أَسْرَعَتْ إليهِ العُيونُ النَّاظِراتُ التَّطَلُّعاوسِ رْبٍ بَدَتْ لي فيهِ بيضٌ نواهِدٌ إذا سُمْتُهُنَّ الوَصْلَ أَمْسَيْنَ قُطَّعامَشَيْنَ اطِّرادَ السَّيْلِ هَوْناً كأَنَّما تَراهُنَّ بالأَقْدامِ إذا مِسْنَ ظُلَّعافقلتُ سَقى اللهُ الحِمى دِيَمَ الحَيا فَقُلْنَ سَقاكَ اللهُ بالسُّمِّ مُنْقَعافقلتُ عليكنّ السَّلامُ فلا أَرى لِنَفْسي مِن دونِ الحِمى اليومَ مَقْنَعافَقُلنَ أَراكَ اللهُ إنْ كنتَ كاذِباً بَنانَكَ مِن يُمْنى ذِراعَيْكَ أَقْطَعاولمّا رأيتُ البِشْرَ أَعْرَضَ دونَنا وجالَتْ بَناتُ الشَّوْقِ يَحْنِنَّ نُزَّعاتَلَفَّت ُّ نحوَ الحَيِّ حتى وَجَدْتُني وَجِعْتُ مِنَ الإصْغاءِ لِيتاً وأَخْدَعافإنْ كُنتمُ تَرْجونَ أن يَذْهَبَ الهوى يَقيناً ونَرْوى بالشَّرابِ فَنَنْقَعافَرُد ُّوا هُبوبَ الرّيحِ أو غَيِّروا الجَوى إذا حَلَّ أَلْواذَ الحَشا فَتَمَنَّعاأَما وجَلالِ اللهِ لو تَذْكُرِينَني كَذِكْرِيكِ ما كَفَفْتُ للعينِ أَدْمُعافقالتْ بلى واللهِ ذِكْراً ! لو انَّهُ يصَبُّ على الصَّخْرِ الأَصَمِّ تَصَدَّعافما وَجْدُ عُلْويِّ الهوى حَنَّ واجْتَوى بِوادي الشَّرى و الغَوْرِ ماءً ومَرْتَعاتَشَوّ َقَ لمّا عَضَّهُ القَيْدُ واجْتَوى مَراتِعَهُ مِن بينِ قُفٍّ وأَجْرَعاورامَ بِعَيْنَيْهِ جِبالاً مُنيفَةً ومالا يَرى فيهِ أَخو القيدِ مَطْمَعاإذا رامَ مِنها مَطْلَعاً رَدَّ شَأْوَهُ أَمينُ القٌوى عَضَّ اليَدينِ فأَوْجَعابِأَكْ بَرَ مِن وَجْدٍ بِرَيّا وَجَدْتُهُ غَداةَ دَعا داعي الفِراقِ فأَسْمَعاولا بَكْرَةٍ بِكْرٍ رَأَتْ مِن حُوارِها مَجَرّاً حَديثاً مُسْتَبيناً ومَصْرَعاإذا رَجَّعَتْ في آخرِ الليلِ حَنَّةً لِذِكْرِ حَديثٍ أَبْكَتِ البُذْلَ أَجْمَعالقد خِفْتُ أَن لا تَقنَعَ النَّفْسُ بعدهُ بشْيءٍ مِنَ الدُّنْيا وإنْ كانَ مُقْنِعاوأَعْذِ لُ فيهِ النَّفْسَ إذ حِيلَ دُونَهُ وتَأْبى إليهِ النَّفْسُ إلاّ تَطَلُّعاسَلامٌ على الدّنيا فما هِيَ راحَةٌ إذا لم يَكُنْ شَمْلي وشَمْلُكُمُ معاولا مَرْحَباً بالرَّبْعِ لستُمْ حُلولَهُ ولو كانَ مُخْضَلَّ الجَوانِبِ مُمْرِعافماءٌ بلا مَرْعىً ومَرْعىً بِغَيْرِ ما وحيثُ أَرى ماءً و مَرْعىً فَمَسْبَعالعَمْ ري لقد نادى مُنادي فِراقِنا بِتَشْتيتِنا في كُلِّ وادٍ فأَسْمَعاكأَنّا خُلِقْنا للنَّوى وكأنّما حَرامٌ على الأَيّامِ أن نَتَجَمَّعا .

امير البيـــــــــــ ان العرب
يد. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز

****************************** ont][/siz
e][/color]