تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:"الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين*الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّزَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْمُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ* الآية الكريمة الأولى مبنية على عقوبة الزنا ،والمباني هي :الزانية والزاني ،وقد تقدمت الزانية على الزاني لأن المرأة هي المادة التي نشأت منها الجناية ،لأنها لو لم تطمع الرجل ولم تومض له ولم تمكنه لم يتمكن ،فلما كانت أصلا وأولا بدئ بذكرها ، أما الآية الثانية فمبنية على ذكر النكاح ، والمباني هي الزاني والزانية ، والرجل هو الأصل فيه ،لأنه هو الخاطب والراغب ومنه يبدأ الطلب ،ولهذا تقدم على الزانية .كما نلاحظ في الآية الثانية تقدم الزانية على المشركة نحو الزاني بفعل علاقة الاحتياج المعنوي ،وتقدم الزاني على المشرك نحو الزانية بفعل علاقة الاحتياج المعنوي . وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .تبادل الأهمية المعنوية بين الزاني والزانية