تقديم الألسن على الأيدي والأرجل
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " (النور24)
هذه الآية الكريمة مبنية على شهادة الأعضاء على الإنسان يوم القيامة بما كان يعمله ، والمباني هي اللسان والأيدي والأرجل ،وهذه المباني تتقدم نحو المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية من الخاص إلى العام ، حيث يأتي اللسان في المقدمة ليرتبط مع المبني عليه بحسب قوة العلاقة المعنوية ، لأن اللسان أقدر الأشياء المذكورة على الشهادة ولأن سيئات الإنسان أكثرها من اللسان ،كما ورد في حديث معاذ - رضي الله عنه - ، تلي اللسان الأيدي ،لأنها أداة البطش والفتك والقتل ، تليها الأرجل لأنها أقل الأشياء المذكورة عملا للشر ، ولهذا تأخرت عن المبني عليه بسبب ضعف منزلة المعنى مع المبني عليه . وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .