الداعية بين المحظور والمحذور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
حظر : حجر ومنع
حذر : خاف واحترز ( ما يتقى )
أخي الداعية : أريد منك أن تجعل على كلامك حظر ، والحظار : هو الشيء يحيطه الأسوار لذلك جاءت منه الحظيرة يعني ملتفة بالحيطان ، والمحتظِر هو راعي الحظيرة .
وفي نفس الوقت ا حذر أن تكون إمامتك للناس وكلامك ، وذهابك من مسجد إلى مسجد أجل الراتب الشهري .
نعم أنت تفرغت لهذه المهمة وعندك أولاد ، نعم أنا لاأقصد ألا تأخذ راتبا ، ولكن لا يكون همك الشاغل أن توقع في الدفتر حتى ولو لم تقل الدرس ، فخصم الراتب عندك كبيرة لا تغتفر ، مع أن مهمتك ومهنتك لا تقدر بمال ، الواجب على الدولة أن تعطيك الكثير من أوقاف المسلمين. لست موظفا لدى الدولة بل أنت موظفا عند المسلمين ترشدهم وتنورهم ، ولكن قدر الله ما شاء فعل.فمقصدي لا يكون الراتب شغلك الشاغل يصرفك عن مهمتك أو يكون ديدنك في الحياة ( على قدر أموالهم )فأنت أيها الداعية وظيفتك لا تقدر بمال.
لا أريدك كالصحفي مثلا أو المذيع الذي يتكلم لأجل الأموال وأحيانا يكذب أجل المال ، وحجته لقمة العيش والأولاد " وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون "
ولقد رأينا بأعيننا أمة تسقط بسبب كذب إعلاميها ، بعض الإعلامين يكذبون ويكذبون حتى يصدق هو نفسه الكذبة .
وحالهم أخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم
عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال : لَيأتِينَّ على الناسِ زمانٌ يأكلون فيه بألسنتِهم كما يأكلُ البقرُ بألسنتِها.صححه الألباني
والعجب العجاب بأن الحيوان الذي يأكل بلسانه هو البقر هذا تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الذين يكذبون أجل الرزق وتناسى أن الرزق في السماء ليس عند فلان ولا علان .
" وفي السماء رزقكم وما توعدون "
يأكل بلسانه ، يقطر لسانه حلاوة وشهدا ، وقلبه خرب عشش فيه فئران النفاق ، وعنكبوت الرياء ، خارجه مزركش وداخله نتن .
إياك أن تكون مثل هؤلاء
قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

قال ابن عطاء رحمه الله :
إرادتك التجريد - مع إقامة الله إياك في الأسباب - من الشهوة الخفية ،وإرادتك الأسباب ( البحث عن الدنيا) مع إقامة الله إيّاك في التجريد ( أي العمل للدين والدعوة ) انحطاط عن الهمة العلية .
فالداعية ينأى بنفسه أن يكون من هؤلاء ، فهو أفضل الكائنات وأحسنها بشرط أن يتكلم عن الله ويدعو إلى الله على بصيرة متبعا سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
وصل اللهم على محمد وآله وسلم وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .
عادل الغرياني