الداعية بين الاستشراق والاستغراب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما علم أعداء الدين أنهم لن يستطيعوا أن يهزموا المسلمين ويغيروا عقائدهم بالحرب والقتال والنزاع ، فكروا وقالوا : لا يحارب الفكر إلا بالفكر ، والطرق السلمية وإغضاء الأموال عليهم هي ما تدفعهم إلى التنازل عن أصولهم ومعتقداتهم وأفكارهم .
فالمسلمون وقعوا فريسة بين نارين أو وحشين ضاريين
- المستشرقون الذين أتوا بلادنا بحجة التنوير وحب الشرق وعلومه وهؤلاء أدخلوا السم في العسل .
- دعاة التغريب الذين ما أتوا على البلاد إلا بالتخريب ، فكشفوا عوراتنا وقللوا من شأن علمائنا ، وقاسوا قياسات باطلة ، حتى إنهم قالوا إذا أردنا التقدم وجب علينا تقليد الغرب القذة بالقذة ونحذوهم ونمشي على آثارهم ونهتدي بآثارهم نلبس زِيٍَّهم ، ونأكل مثلهم ، ونفرط في أعراضنا .........الخ، للأسف لم يأخذوا من الغرب إلا كل مرذول فلم تجد واحدا منهم لينقل نهضة أو يفكر في خدمة البلد بمشروع قومي مثلا يخدم البلاد والعباد بل كل همهم أن تختلط البنت بالولد ، لسان حالهم ولم تتعفف البنت ، كيف تلبس الحجاب ؟ كيف تتزوج قبل 18 سنة ؟ كيف لا نشرب الخمر؟ هم يوقفون المراكب السيارة . ....الخ من الأفكار المنتشرة ولا تخفى على حليم .
فهذه الحملات الضارية من المستشرقين الأفاعي أو من بني جلدتنا السذج دعاة التغريب أحفاد أتاتورك تنفق عليهم الإرساليات وتغدق عليهم الأموال من الكنائس والجمعيات ...الخ كلها محاولات لتدمير المنابع الأصلية للفكر الإسلامي ، خاصة في مجال العقائد والقيم والآداب الإسلامية .
يقول الدكتور السباعي رحمه الله تعالى :
جنَّد الاستعمار بعض المستشرقين لتسميم هذا المنبع الروحي ، فنصبوا الفخ باسم البحث العلمي والتفكير الحر . وجاء نفر فوقعوا في الفخ ، وراحوا يرجون بضاعة الغزاة ، إما عن جهل بحقيقة التراث الإسلامي أو عن انخداع بالأسلوب العلمي المزعوم ، وإما عن رغبة في الظهور بمظهر التحرر العقلي ، وشجاعة الرأي . وإما عن انحراف فكري ووجداني بتأثير الاستهواء .
ويقول العلامة أنور الجندي رحمه الله تعالى ما مضمونه:
إن هدف الغزو الفكري وحركة التقريب هي هدم مفهوم الإسلام الصحيح الجامع المترابط بين القرآن والسنة ، فعددوا جوانب الشبهات المثارة حول الشريعة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحول القرآن .
ثم يقومون بمحاولات زائفة منها ادعاء " القرآن وحده يكفي "
ثم يخرج من يوجه الاتهامات للسنة ومصادرها وحملتها ، فيسبون مثلا البخاري ويشككون في مسلم ....الخ كلها محاولا لتبعد الجيل عن دينها وتشويهه .فكل من يتكلم بهذا مستشرق أو مستغرب فلهم ولاء سياسي وولاء ديني جمعوا الخيوط في كلامهم من فكر المعتزلة وغلاة الشيعة والقدرية والأفكار الدخيلة المستقاة من فلسفة اليونان وحكايات الأدب واعتمدوا على كتب النوادر والغرائب فجعلوها أدلة وشواهد .
فاعتمدوا على كتب ألف ليلة وليلة والأغاني للأصفهاني وكتب المتعصبين لشعوبهم ( الشعوبيون مثل الجاحظ وبشار بن برد ، والأصفهاني ، ابن المقفع ..........وغيرهم كثير في العصر العباسي ) لتشويه حكام المسلمين وقياداتهم ومشائخهم ،ولكن هيهات فهم أرادوا أن ينفخوا في الشمس ليطفئوها .
هم كما رأيت أساتذة دعاة التغريب هم المستنشرقون كبروكلمان وجولد زهير ودوزي وسبرنجر وكريمر وزويمر ...........وغيرهم قائمة كبيرة ، ودعاة التغريب على منوالهم اليازجي وطه حسين وجرجي زيدان ........الخ
فهؤلاء لم يتحرروا عن نزعاتهم في هدم الدين .
هل تعلم أن أول مؤتمر تنصيري كان بالقاهرة في بيت زعيم للمصريين .
أما وقد جاء دورك أيها الداعية أنت قابع ببيتك تشاهد المآسي حولك ( بورما تحرق المسلمين أحياء ، أفريقيا الوسطى إبادة ، سوريا ، العراق ، اريتريا ، الصومال ، مالي .......................الخ بل وصل الحد بالهند أنها ترسم خطة لتحويل المسلمين لهندوس خلال أعوام كما فعلوا بالأندلس وكينيا وغيرها في خطة 1907 لو أتيت بخريطة ستجد أرخص دم دم المسلمين بالمجان لايتكلم عنه أحد ؛ لأنه هو الهدف المقصود . وبالفعل ينجحون فالسلمون في كينيا مثلا وتنزانيا كانوا 70 بالمئة الآن أصبح المسلمون 30 بالمئة .؛لأنك ما زلت بالبيت )
تحترق داخليا المسلسلات خاصة الهندية والتركية ناهيك عن العربية كلها تحارب القيم الإسلامية وتنفق عليها بالأموال العربية لهدم الدين وتشويه صورة العلماء .
أنت الآن على عاتقك هم كبير ، فأنت على ثغر من الثغور . هيا ارفع صوتك وسن قلمك في رسائل تبشيرية للشرق والغرب بالإسلام .
هيا انهض من نومك وقم من ثباتك وانفض عنك غبار الكسل وانظر فكرا يحارب دينك وذاكره وقم ببطلانه ودافع عنه بل خير وسيلة للدفاع الهجوم ، اهجم على بلادهم واشترك أنت وزملاءك كي تحفروا بئرا في افريقيا في الصومال مثلا " أفضل الصدقة سقي الماء " هل تستغرب ؟ والله إن الذين يتحكمون بالماء في النيجر مثلا كنائس مع أن هذه الدولة 97بالمئة مسلمين .
هيا فكر لهذه الأمة ، اهجم عليهم في دارهم جمع صدقاتك وزملاءك وابنوا مركزا إسلاميا، حتى الآن مالي المسلمة ليس بها مركزا لاتحاد علماء افريقيا ينتظرون منة ملك من ملوك المسلمين، أخي امسك قارة أنت وزملاؤك ، وتعلموا لغة وانشروا دينكم.
المسلمون عرايا ، المسلمون جوعى ، المسلمون أميون ،بل جهلة بدينهم ، المسلمون كرهوا دينهم لأن الذين يعيشون في بلاد مهد الإسلام لا يفكرون بهم .
أتعلم ماذا يقول دعاة التنصير لمسلمي افريقيا: إن العرب ماتوا قتلتهم الحرب ، وهدمت الكعبة ، ولا يوجد أثر للإسلام ؟ بالله عليك ألا تتحرك . أما زلت تضع همومك في مخالفات فلان وشذوذ علان بالله عليكم قوموا حاربوا المحرمات ودعوا خلاف الفروع جانبا لاتجعلوه يشرأب للقلوب .
- إن تنزانيا الفقيرة دولة مسلمة لما نظر إليها أهل عمان الطيبين وتصدقوا عليهم رجعوا للدين ولكن على غير ما تريد.
- هل تعلم أن من المرتدين في تنزانيا أئمة مساجد ؟
- الفقر يأكلهم ولا يجدون عونا إلا ممن يقول الله ثلاثة .فلم يسمع انتهوا .
- وعندما عادوا للدين عادوا على أيدي أهل عمان الطيبين - افهم حسن ظني –

أما عندك غيرة قم وتحرك . إن لم تكتب ولم تتكلم وتنشر فتصدق وحرض الناس على الصدقات لافريقيا وآسيا .
هل ستحمل على عاتقك محاربة هذه الأفكار بالفكر والمال . أم ستجلس لكي تخوض في غيبة ونميمة .
يقول زويمر : إنكم أعددتم نشئا في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله ، ولا يريد أن يعرفه . وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية .
وبالتالي جاء النشء الإسلام طبقا لما أراد له الاستعمار ، لايهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل .ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات فإذا تعلم فللشهوات ، وإذا جمع المال فللشهوات ، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات .
وتقول الشيوعية : المطلوب هدم الدين في ضمير المؤمنين ونجحنا في تعميم ما يهدم الدين من القصص والمسرحيات والمحاضرات والصحف والمجلات والمؤلفات التي تروج للإلحاد وتدعو إليه وتهزأ بالدين ورجاله .
أخي الداعية قادة الشرق والغرب يقولون : دمروا الإسلام أبيدوا أهله
ولكي تحارب فيجب عليك مذاكرة فكر من تحاربه ذكر الشيح عبد الرحمن عوض في أخطار التبشير في ديار المسلمين : وسائل التنصير :
1- عقد المؤتمرات ، ومصاحبة كبار المسئولين في الدول .
2- الشخصية القوية وهي قوة في سحر البيان لكي يقنع الجاهل أن الثلاثة واحد
3- جهل وفقر ومرض المسلمين .
4- الخدمات الإنسانية تعليم . طب وعلاج . مساعدات
5- الطعن في أصول الدين
6- الاشتراك في المجالات العلمية بقد التأثير على المفكرين والمثقفين مثلا مجمع لغة ...الخ
7- التأليف والنشر
8- المناظرات والمجادلات
9- تملك وسائل الإعلام
10- التركيز على مجال التربية في النشء خاصة الروضة
11- إنشاء مدارس خاصة تابعة لوزارة التربية والتعليم
12- عمل مستشفيات وجمعيات
هيا فند وجمع زملاءك واعقدوا النية على نشر الدين في دولة معين ، ثم احفظوا جغرافية مكانها وتاريخها ثم زيارة أو مصاحبة أحد من هذه الدول عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي .......الخ الوسائل كثيرة
هيا قم انهض ، جعلك الله كقتيبة الباهلي وعقبة بن نافع وحشرك معهم وسقاك من يد حبيبك شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبدا
وصل اللهم على محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عادل الغرياني .