تقديم الصلة على المصدر
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:" أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " حيث تقدمت صلة المصدر"ليلة الصيام" وهي ظرف للرفث على المصدر "الرفث " لأن الآية الكريمة تترتب بحسب الأهمية المعنوية من العام إلى الخاص ، والأهمية لليلة الصيام وليس للرفث ، لأن التحليل مرتبط بها وكان بسببها ،مما أدى إلى تقدمها على الرفث نحو الفعل بحسب منزلة المعنى ، مع أن القاعدة النحوية تمنع تقديم صلة المصدر عليه ، ولكنَّ منزلة المعنى لا يقف حائل أمامها ، كما قال تعالى :واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا " فقد تقدمت صلة المصدر"بالوالدي " على المصدر "إحسانا "بالأهمية المعنوية واقترنت بعبادة الله تعالى للهدف المعنوي وهو التعظيم ،كما أن مجيء الأصل يجعل "إحسانا"معطوفا على "شيئا" وهذا يثير اللبس ،كما أن تأخير المصدر"إحسانا" إلى ما بعد المتعاطفات يضعف العلاقة المعنوية بينه وبين المتعاطفات ،فهذا المصدر وُضع في أحسن مكان ،مع أن القاعدة النحوية تمنع تقديم الصلة على المصدر،وكأنِّي بالقرآن الكريم يتحدى قواعد النحاة قبل وضعها .