تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الداعية بين المحن والمنح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    المشاركات
    631

    افتراضي الداعية بين المحن والمنح

    الحمد لله والصلام على رسول الله
    هذه هي ضريبة الدعوة فالانبياء كما تحكي الآيات أيامهم كانت محنا وأوجاعا.
    وفي قلب هذه المحن تأتي المنح تلوح ببشرياتها فتضي لهم الطريق الذي كان يظن الجاهل أنهم في مداحض الزلق .
    ولأن الدعاة سائرون على نفس منوالهم فهم في هذا الطريق يتألمون كما تألموا ويحاربون كما حوربوا
    فما سمعنا عن داعي لم يؤذ في الله ولم يمتحن ، خاصة المبرزين في التاريخ .
    ولكن هذه المحن دائما تكون طريق الأمل وينبوع المنح للدعاة.
    فالداعي بعد المحنة يشتد ساعده ويقوى ظهره ، وتنتشر سيرته كالعطر الفواح .
    فكم من ملك أراد أن يقتل فكرا فنشر في الآفاق
    وكم من جاهلين أرادوا أن يشيعوا الفتن في الذين آمنوا فأتى الدعاة نصر الله .
    فطريق الدعوة ظاهره المحن والمشاكل ولكن داخله مزركش ويفوح بالمسك .
    يقول الشافعي رحمه الله :
    التمكن درجة الأنبيا ولا يكون التمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر وإذا صبر مكن .
    امتحن الأنبيا ثم مكنوا .
    وواجب الدعاة التجمل عند المحن ، فالمحنة والأقدار قد نفذت ووقعت ،والواجب عليك أن ترد الأمر بالصبر فيحسب لك الجميل عند ربك .
    يقول سفيان رحمه الله : أفضل الاعمال التجمل عند المحنة .
    فتكون متحرزا من الجزع بالصبر ، ومتبررا في المحن بالشكر .
    فالسني صبور على الرزايا شاكر على المنح والعطايا .
    فالمحن في حياة لداعية هي منن ، ويكثر في المحن الرجاء، كما يكثر مع العمل الخوف .
    وقال ابن طاهر رحمه الله : في المحن ثلاثة أشياء :
    تطهير من الكبائر ، وتكفير من الصغائر ، وتذكير لأهل الصفاء.
    قال صاحب المدخل : إذا كان من يتشبه بالعلماء لا يصبر على نزول المحن فكيف يصبر الجاهل على نزولها .
    نعوذ بالله من المحن ومضلات الفتن
    والمحن إذا لم تعالج بالصبر كانت كالمنح إذا لم تقابل بالشكر .
    والمحن إذا كانت في الظاهر شرا فهي تحمل في طياتها خيرا كثيرا .
    فحافظ على نفسك في وقت المحن بالصبر والتجلد ، وسيأتي الفرج لا محالة .
    وجزى الله الشدائد خيرا فهي تظهر لنا معادن الناس ، كالنار إذا دخلت على المعادن بان الذهب من غيره .
    " ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
    وصل اللهم على محمد وآله
    وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
    عادل الغرياني

  2. #2

    افتراضي رد: الداعية بين المحن والمنح

    بارك الله فيكم
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •