
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزام محمد ذيب الشريدة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:"
ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم*وفي هذه الآية الكريمة الأمران التاليان:
الأول : دعت الحاجة المعنوية إلى مجيء المبتدأ "ويل" نكرة ، ويقع تحته كل نوع من أنواع الويل والعذاب ، فهي لا تدل على ويل من نوع معين ، وهذه الكلمة تذهب معها النفس كل مذهب فلا تظفر منها بطائل ،وهذا الجزاء من جنس العمل .
الثاني : تقديم الخاص على العام ، وتقديم السبب على المسبب بالأهمية المعنوية ، في قوله " لكل أفّاك أثيم " لأن الإفك سبب الإثم ،فالإفك هو الكذب ،وهو في القول، والإثم هو الفجور ، وهو في الفعل ، والكذب يدعو إلى الفجور ، كما في الحديث الشريف أن الكذب يدعو إلى الفجور وأن الفجور يدعو إلى النار.