الداعية بين الإشراف والاستخفاف
عن أمنا عائشة رضي الله عنها
إنَّ هذا المالَ خضِرةٌ حلوةٌ فمن أعطيناه منها شيئًا بطيبِ نفسٍ منَّا وحسنِ طُعمةٍ منه من غيرِ شرَهِ نفسٍ بُورك له فيه ومن أعطيناه منها شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ منَّا وحسنِ طُعمةٍ منه وشرَهِ نفسٍ كان غيرَ مباركٍ له فيه"
أشراف النفس أسلوب يرفضه الأسوياء ولكنه أحيانا يحدث ، وعندما تراه من داعية تسود وتسوء له الوجوه ، وتنزل من هيبة الداعية ، فتجد كل من هب ودب يتسامر على سيرته ، بأن هذا الشيخ أشبه بالشحاذين ، عينه ممدودة قبل يديه ، السحت مبدؤه عرف بين الناس بذلك يبيع دينه لأجل أكلة ، يطلب من الناس ، ينظر لما في أيديهم ، دائما شاهرا سيف الحياء ، والناس تغض الطرف ؛ لأنه هو من يعلمهم وهو بعيد عن ذلك تمام البعد ، لا ينظر إلا تحت قدمه .
ضيق الأفق يوقع الناس في إحراج وأسف .
فالداعية النزيه معروف بين الناس بعفته ، عود الناس على غحسانه وجوده وكرمه ، ومع ذلك هو لا ينتظر منهم شيئا ، نفسه لا تهفو لما في أيديهم، فهو أزهد ما يكون لما في أيدي الناس .
فالناس مجبولون على حب الأخذ ، لا يحبون من يقول لبهم هات .
فأنت أيها الداعية دائم العطاء ، والناس يستخفون بمن يستشرف ما بأيديهم ، فلا تجعل نفسك ممن يسخف بهم الناس لاستشرافهم ما في أيديهم .
إنك أنت الأعلىوأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وسلم
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين