تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: { قال فاذهب فإن لكَ في الحياةِ أن تقولَ لا مساسَ }

  1. #1

    Exclamation { قال فاذهب فإن لكَ في الحياةِ أن تقولَ لا مساسَ }

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    قال الحق عز وجل :

    { قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ

    وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ

    وَانظُرْ إِلَىٰ
    إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ

    لَّنُحَرِّقَنَّ هُ

    ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا }

    سورة طه (97)


    ( قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس )

    أي : كما أخذت ومسست ما لم يكن أخذه ومسه من أثر الرسول ،

    فعقوبتك في الدنيا أن تقول : " لا مساس "
    أي : لا تماس الناس ولا يمسونك .


    ( وإن لك موعدا ) أي : يوم القيامة ،
    ( لن تخلفه ) أي : لا محيد لك عنه .

    وقوله : ( وإن لك موعدا لن تخلفه )
    قال الحسن ، وقتادة : لن تغيب عنه .

    وقوله : ( وانظر إلى إلهك ) أي : معبودك ،

    ( الذي ظلت عليه عاكفا )
    أي : أقمت على عبادته ، يعني :
    العجل

    ( لنحرقنه )
    قال الضحاك عن ابن عباس ، والسدي :
    سحله بالمبارد ، وألقاه على النار .
    ثم ألقاه ، أي : رماده في البحر;

    ولهذا قال : ( ثم لننسفنه في اليم نسفا ) .

    وقال ابن أبي حاتم :
    حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، أنبأنا إسرائيل ،
    عن أبي إسحاق ، عن عمارة بن عبد وأبي عبد الرحمن ،
    عن علي ، رضي الله عنه ، قال :

    إن موسى لما تعجل إلى ربه ،
    عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلي نساء بني إسرائيل ،
    ثم صوره عجلا
    قال : فعمد موسى إلى العجل ،
    فوضع عليه المبارد ، فبرده بها ،
    وهو على شط نهر ،
    فلم يشرب أحد من ذلك الماء
    ممن كان يعبد العجل
    إلا اصفر وجهه مثل الذهب .

    فقالوا لموسى : ما توبتنا ؟
    قال : يقتل بعضكم بعضا .



    تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى
    بتصرف واختصار

    الحمد لله رب العالمين

  2. #2

    افتراضي رد: { قال فاذهب فإن لكَ في الحياةِ أن تقولَ لا مساسَ }

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ *
    قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ
    فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا
    وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي *

    قَالَ فَاذْهَبْ
    فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ
    وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ

    وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا
    لَنُحَرِّقَنَّه ُ
    ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا }


    أي: ما شأنك يا سامري، حيث فعلت ما فعلت؟،
    فقال: { بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ }
    وهو جبريل عليه السلام على فرس رآه وقت خروجهم من البحر،
    وغرق فرعون وجنوده على ما قاله المفسرون،
    فقبضت قبضة من أثر حافر فرسه، فنبذتها على العجل،

    { وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }
    أن أقبضها، ثم أنبذها، فكان ما كان،



    فقال له موسى: { فَاذْهَبْ } أي: تباعد عني واستأخر مني

    { فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ }
    أي: تعاقب في الحياة عقوبة،
    لا يدنو منك أحد، ولا يمسك أحد،
    حتى إن من أراد القرب منك،
    قلت له: لا تمسني، ولا تقرب مني،
    عقوبة على ذلك،
    حيث مس ما لم يمسه غيره،
    وأجرى ما لم يجره أحد،


    { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ } فتجازى بعملك، من خير وشر،

    { وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا } أي: العجل

    { لَنُحَرِّقَنَّه ُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا }
    ففعل موسى ذلك،
    فلو كان إلها، لامتنع ممن يريده بأذى ويسعى له بالإتلاف،

    وكان قد أشرب العجل في قلوب بني إسرائيل،
    فأراد موسى عليه السلام إتلافه وهم ينظرون،
    على وجه لا تمكن إعادته بالإحراق والسحق وذريه في اليم ونسفه،
    ليزول ما في قلوبهم من حبه،
    كما زال شخصه،

    ولأن في إبقائه محنة،
    لأن في النفوس أقوى داع إلى الباطل،


    فلما تبين لهم بطلانه،
    أخبرهم بمن يستحق العبادة وحده لا شريك له،
    فقال:


    { إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ
    الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
    وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا
    }

    أي: لا معبود إلا وجهه الكريم،
    فلا يؤله، ولا يحب،
    ولا يرجى ولا يخاف،
    ولا يدعى إلا هو،


    لأنه الكامل الذي له الأسماء الحسنى،
    والصفات العلى،
    المحيط علمه بجميع الأشياء،
    الذي ما من نعمة بالعباد إلا منه،
    ولا يدفع السوء إلا هو،
    فلا إله إلا هو،
    ولا معبود سواه.


    تفسير الآيات { 95 - 98 }
    من تفسير العلامة السعدي
    رحمه الله تعالى
    الحمد لله رب العالمين

  3. #3

    افتراضي رد: { قال فاذهب فإن لكَ في الحياةِ أن تقولَ لا مساسَ }

    قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا

    وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا

    فَكَذَلِكَ أَلْقَى
    السَّامِرِيُّ *

    فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ

    فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ
    *

    أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا

    وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا


    87 - 89


    أي: قالوا له:

    ما فعلنا الذي فعلنا عن تعمد منا، وملك منا لأنفسنا،

    ولكن السبب الداعي لذلك، أننا تأثمنا من زينة القوم التي عندنا،

    وكانوا فيما يذكرون استعاروا حليا كثيرا من القبط،

    فخرجوا وهو معهم وألقوه،

    وجمعوه حين ذهب موسى ليراجعوه فيه إذا رجع.


    وكان السامريقد بصر يوم الغرق بأثر الرسول،

    فسولت له نفسه أن يأخذ قبضة من أثره،

    وأنه إذا ألقاها على شيء حيي، فتنة وامتحانا،

    فألقاها على ذلك العجل الذي صاغه بصورة عجل،

    فتحرك العجل، وصار له خوار وصوت،

    وقالوا: إن موسى ذهب يطلب ربه، وهو هاهنا فنسيه،



    وهذا من بلادتهم، وسخافة عقولهم،

    حيث رأوا هذا الغريب الذي صار له خوار،

    بعد أن كان جمادا،

    فظنوه إله الأرض والسماوات.


    أَفَلَا يَرَوْنَ أن العجل

    لَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا

    أي: لا يتكلم ويراجعهم ويراجعونه،

    ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا،


    فالعادم للكمال والكلام والفعال

    لا يستحق أن يُعبد
    وهو
    أنقص من عابديه،


    فإنهم يتكلمون ويقدرون على بعض الأشياء،

    من النفع والدفع، بإقدار الله لهم.

    من تفسير العلامة
    عبدالرحمن السعدي
    رحمه الله تعالى

    الحمد لله رب العالمين

  4. #4

    افتراضي رد: { قال فاذهب فإن لكَ في الحياةِ أن تقولَ لا مساسَ }

    وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ

    وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ

    فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي
    *

    قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى

    90 - 91


    أي: إن اتخاذهم العجل، ليسوا معذورين فيه،

    فإنه وإن كانت عرضت لهم الشبهة في أصل عبادته،

    فإن هارون قد نهاهم عنه، وأخبرهم أنه فتنة،


    وأن ربهم الرحمن،

    الذي منه النعم الظاهرة والباطنة،

    الدافع للنقم



    وأنه أمرهم أن يتبعوه، ويعتزلوا العجل،

    فأبوا وقالوا:

    لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَحَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى


    من تفسير العلامة
    عبدالرحمن السعدي
    رحمه الله تعالى


    الحمد لله رب العالمين

  5. #5

    افتراضي




    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •