تمايز مستوى نظم التراكيب في إطار المطابقة
عودة الضمير على جمع العاقل
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث مستوى النظم في إطار المطابقة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب :
نقـول: الهندات ذهبن – الكثير والأفصح والمستقيم الحسن.
ونقول:الهندات ذهبت – قليل وفصيح .
لأن الضمير العائد يجب أن يطابق المرجع وهذا متوفر في التركيب الأول حيث أعدنا ضمير الجمع على الجمع ،ومنزلة المعنى على أشدها بين أجزاء التركيب ،قال تعالى "والمطلقات يتربصن بأنفسهن ،وقال تعالى :وقطَّعن أيديهن " بينما يفتقر التركيب الثاني إلى منزلة المعنى بين أجزاء التركيب ،حيث أعدنا ضمير الإفراد على الجمع ، ففاعل الفعل ذهب ضمير مستتر تقديره "هي" ،مما أدى إلى انخفاض جودة التركيب .
وهذا يعني أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن كل العمليات التي تحدث داخل اللغة تعتمد على منزلة المعنى ، وأن عودة الضمير نابعة من الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ، وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس بمستويات ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى نظم التراكيب.