الداعية بين الإنسان والإحسان
الحمد لله والصلاةوالسلام عل رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإنسان هو المدعو ، ولابد للداعية أن يراعيه بالإحسان ، وما الإحسان ؟
الإحسان في حق الله تعالى : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . أي يقوم بالعبادة الحقة في حق الله تعالى .
والإحسان للخلق: هو بذل جميع المنافع من أي نوع كان لأي مخلوق يكون .
والإحسان أمر من الله تعالى

قال تعالى : إن الله يأمر بالعدل والإحسان
قال ابن عيينة : سئل علي رضي الله عنه عن هذا فقال : الإحسان التفضل .
وقال الحسن رحمه الله : ماترك العدل والإحسان شيئا من طاعة الله إلا جمعه .
قال ابن القيم رحمه الله : من منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الإحسان ، وهي لب الإيمان وروحه وكماله ، وهذه المنزلة تجمع جميع المنازل ، فجميعها منطوية فيها.
فهو أمر من الله تعالى للناس واجب في حقهم وفي حق الداعية أوجب .
ولقد سمعنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يدعو كبار قريش على الطعام ليكلمهم عن الله تعالى ، وقد كانت أحيانا تؤتي ثمارها مع المدعوين .
ويصرخ أعرابي في قومه قائلا : جئتكم من عند أجود الناس فأسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر .
ويقول لبلال : أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا.
يابن آدم أنفق ينفق عليك .
فالإحسان يعلمك اليقين

" أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب "

فكن أخي الداعية أوثق بما عند الله تعالى منك بما في يدك .

والإحسان يعلمك الزهد

قال ابن القيم : مفتاح حصول الرحمة الإحسان، في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده.


ثمرات الإحسان :

يفرح القلب ، ويشرح الصدر ، ويجلب النعم ، ويدفع النقم ، وتركه يوجب الضيم والضيق ، ويمنع وصول النعم إليه .
الجبن ترك الإحسان بالبدن ، والبخل ترك الإحسان بالمال.
الداعية عبد المحسن يتصف بصفة خالقه وهي الإحسان ، فتجده رفيقا بالناس ورفيقا بالحيوان
" إن الله كتب الإحسان على كل شيء ..."
فكلمة شيء تجمع كل شيء إنسان حيوان حتى الجماد .
فالداعية إذا كان محسنا ملك قلوب الناس ، فعندما يتكلم معهم عن ربهم فهو يمسك بقلوبهم في يده ، ثم إذا شاء بإحسانه تركها .
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
لطالما استعبد الإنسان إحسان .
وصل اللهم على محمد وآله وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عادل الغرياني .