تمايز التراكيب في إطار الصيغة
(1)
تمايز معنى التراكيب في إطار الصيغة
الفرق بين "تُفاعِلونه" و "تَفعَلونه" من الفعل "مارى"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين :
قال تعالى:"أفَتُمارو نه على ما يرى "بضم التاء وإثبات الألف .
وقـرئ:أفَتَمرون على ما يرى" بفتح التاء وحذف الألف.
وهناك فرق في المعنى بين القراءتين: القراءة الأولى تعني:أتجادلونه ،وهي من المماراة والمجادلة في الباطل ،ومنه قوله – صلى الله عليه وسلم-لا تماروا بالقرآن فإن مراء فيه كفر". أما القراءة الثانية فهي على معنى "أفتجحدونه" .
(2)
تمايز إعراب التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث الإعراب في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب :
نقـول: كان المطرُ نازلا(صيغة كان الناقصة)
ونقول: كان المطرُ........(صيغة كان التامة)
في التركيب الأول كان ناقصة والمطر اسمها ونازلا خبرها ،أما في التركيب الثاني فكان تامة بمعنى وُجِد أو حَصل أو حَدث .....إلخ وما بعدها فاعل أو نائب فاعل بحسب التقدير. وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز إعراب التراكيب .
(3)
تمايز مستوى نظم التراكيب في إطار الصيغة
(1)
نقـول:إذا غابت الشمس فأتني.
ونقول:إن غابت الشمس فأتني.
التركيب الأول من مستوى الكلام المستقيم الحسن لتوافر الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،لأن إذا للمتحقق الوقوع ،أو تستلزم المتحقق الوقوع ،أو الكثير...إلخ ، أما التركيب الثاني فمستقيم قبيح لعدم الاحتياج المعنوي بين "إن" التي تفيد الشك والاستحالة وبين غياب الشمس المتحقق أما إن كان العربي يقصد غياب الشمس بين الغيوم في اليوم الماطر فكلامه من المستقيم الحسن حيث يكون غياب الشمس بين الغيوم مشكوكا فيه . وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس بمستويات،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى نظم التراكيب.
(2)
نقـول:ألا ليت الشباب يعود .
ونقول:ألا لعل الشباب يعود.
التركيب الأول من مستوى الكلام المستقيم الحسن لأن "ليت"موضوعة لتمني حصول المستحيل أو البعيد ،والشباب لا يعود بل مستحيل فهناك احتياج معنوي بين ليت وعدم عودة الشباب. أما التركيب الثاني فمستقيم قبيح لأن "لعلَّ موضوعة لارتقاب شيء متوقع الحصول ، كقولنا:ألا لعل الغائب يعود ،فالغائب قد يعود وقد لا يعود ،والمتكلم يترجى عودته ،وهناك احتياج معنوي بين لعل وبين عودة الغائب المتوقعة ولكن لا يوجد احتياج معنوي بين معنى لعل وعودة الشباب المستحيلة فانخفضت درجة جودة التركيب.
(3)
نقـول:ما أحسن فلان !
ونقول:ما أفنى فلان !
التركيب الأول تركيب من المستقيم الحسن لأن "ما" تفيد استعظام صفة خرج بها المتعجَب منه عن نظائره ،والحسن شيء يختلف من شخص إلى آخر ، فهناك احتياج معنوي بين "ما" والمتعجب منه . ولكن التركيب الثاني مستقيم قبيح بسبب عدم الاحتياج المعنوي لأن الفناء لا يختلف من شخص إلى آخر.
وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس بمستويات،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب ومستوى التراكيب.