تمايز معنى ومستوى إعراب التراكيب في إطار العلامة الإعرابية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين:
تقول العرب :الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرَّا.
ويقولــون:الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخيرٌ وإن شرا فشرٌّ.
فمن ناحية الإعراب الرفع أكثر وأحسن ،لوجود حرف الفاء ، لأن التقدير في التركيب الأول جملة فعلية ،هكذا : إن كان عمله خيرا فكان جزاؤه خيرا ،وإن كان عمله شرا فكان جزاؤه شرا،أما التقدير في التركيب الثاني فجملة اسمية هكذا:إن كان عمله خيرا فجزاؤه خيرٌ وإن كان عمله شرا فجزاؤه شر ،فالرفع أجود لوجود حرف الفاء الذي يدخل على الجملة الاسمية .
أما من ناحية المعنى فالجملة الاسمية تدل على الثبات والديمومة ، أما الجملة الفعلية فتدل على التغير وعدم الثبات ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المرء مجزي بعمله إن خيرا فخيرٌ وإن شرا فشرٌ. وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس بمستويات ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معاني وإعراب ومستويات التراكيب .