تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 142

الموضوع: الذلة وأسبابها

  1. #41

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    أقسام الذُّل

    ينقسم الذُّل إلى محمود ومذموم:


    الذُّل المذموم :


    وهو التذلل لغير الله
    على وجه الهوان
    والضعف
    والصَّغار
    والانكسار
    والذلة.


    الذُّل المحمود:

    قال الراغب الأصفهاني:

    ( الذُّل متى كان من جهة الإنسان نفسه لنفسه فمحمود،

    نحو قوله تعالى:

    { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }


    [المائدة: 54]
    الحمد لله رب العالمين

  2. #42

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    - ويشمل الذُّل المحمود:

    1- الذُّل لله سبحانه وتعالى:

    وهذا الذُّل عنوان العز والشرف
    والنصر في الدنيا والآخرة.

    قال عمر بن عبد العزيز:

    ( لا يتقي اللهَ عبدٌ
    حتى يجد طعم الذل ) .

    وقال الذهبي:

    ( من خصائص الإلهية
    العبودية
    التي قامت على ساقين
    لا قوام لها بدونهما:

    غاية الحب
    مع غاية الذُّل
    هذا تمام العبودية،

    وتفاوت منازل الخلق فيها
    بحسب تفاوتهم في هذين الأصلين،

    فمن أعطى حبه وذله وخضوعه
    لغير الله
    فقد شبهه في خالص حقه )
    الحمد لله رب العالمين

  3. #43

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    2- الذُّل للمؤمنين:

    وهو بمعنى
    التراحم والتواضع والعطف،

    وليس بمعنى التذلل والانكسار
    على وجه الضعف والخور.

    قال تعالى:

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ
    فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ
    بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
    أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
    أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
    يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
    وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ

    ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء
    وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

    [المائدة:54].


    قال ابن القيم:

    ( لما كان الذُّل منهم ذلَّ رحمة وعطف وشفقة وإخبات
    عدَّاه بأداة على تضمينًا لمعاني هذه الأفعال.

    فإنَّه لم يرد به ذلَّ الهوان
    الذي صاحبه ذليل.

    وإنما هو ذلُّ اللين والانقياد
    الذي صاحبه ذلول،
    فالمؤمن ذلول) .


    وقال الطبري:

    ( { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }

    أرقَّاء عليهم، رحماء بهم...

    ويعني بقوله:{ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ }

    أشداء عليهم، غُلَظاء بهم ) .


    وقال ابن كثير:

    ( قوله تعالى:

    { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
    أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ }

    هذه صفات المؤمنين الكُمَّل
    أن يكون أحدهم متواضعًا لأخيه ووليه،
    متعززًا على خصمه وعدوه )



    الحمد لله رب العالمين

  4. #44

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    3- الذُّل للوالدين:


    قال تعالى:

    { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ

    وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا

    كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }

    [الإسراء:24].


    قال الطبري:

    ( يقول تعالى ذكره:

    وكن لهما ذليلًا رحمة منك بهما،

    تطيعهما فيما أمراك به

    مما لم يكن لله معصية،

    ولا تخالفهما فيما أحبَّا ) .


    وقال السعدي:

    ( تواضع لهما ذلًّا لهما ورحمة واحتسابًا للأجر؛

    لا لأجل الخوف منهما

    أو الرجاء لما لهما،

    ونحو ذلك من المقاصد

    التي لا يؤجر عليها العبد )
    الحمد لله رب العالمين

  5. #45

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    أسباب الوقوع في الذلِّ المذموم


    1- الإشراك بالله تعالى
    والابتداع في الدين:



    قال تعالى:


    ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
    سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
    وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
    وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ




    [الأعراف: 152]


    قال الطبري:


    ( يقول تعالى ذكره:


    ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ إلهًا


    ﴿ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ


    بتعجيل الله لهم ذلك


    ﴿ وَذِلَّةٌ وهي الهوان،


    لعقوبة الله إياهم على كفرهم بربهم


    ﴿ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا


    في عاجل الدنيا قبل آجل الآخرة ) .



    وقال الشاطبي:


    ( كلُّ من ابتدع في دين الله،
    فهو ذليل حقير بسبب بدعته،


    وإن ظهر لبادي الرأي عزُّه وجبروته،
    فهم في أنفسهم أذلاء.


    وأيضًا فإنَّ الذلة الحاضرة بين أيدينا
    موجودة في غالب الأحوال،


    ألا ترى أحوال المبتدعة في زمان التابعين،
    وفيما بعد ذلك ؟


    حتى تلبسوا بالسلاطين،
    ولاذوا بأهل الدنيا،


    ومن لم يقدر على ذلك،
    استخفى ببدعته،
    وهرب بها عن مخالطة الجمهور،
    وعمل بأعمالها على التقية )
    الحمد لله رب العالمين

  6. #46

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    2- محاربة الله ورسوله
    ومخالفة أمرهما:

    قال تعالى:

    { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
    أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ }

    [المجادلة: 20].


    قال ابن كثير:

    ( يقول تعالى مخبرًا عن الكفار المعاندين
    المحادين لله ورسوله،

    يعني: الذين هم في حدٍّ والشرع في حدٍّ،

    أي: مجانبون للحق مشاقون له،
    هم في ناحية والهدى في ناحية،

    { أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ }
    أي:

    في الأشقياء المبعدين
    المطرودين عن الصواب،
    الأذلين في الدنيا والآخرة ) .


    وقال الشوكاني:

    ( أولئك في الأذلين

    أي:

    أولئك المحادون لله ورسوله،
    المتصفون بتلك الصفات المتقدمة،
    من جملة من أذلَّه الله
    من الأمم السابقة واللاحقة؛

    لأنهم لما حادوا الله ورسوله
    صاروا من الذُّل بهذا المكان.

    قال عطاء:

    يريد الذُّل في الدنيا
    والخزي في الآخرة )
    الحمد لله رب العالمين

  7. #47

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    3- النفاق
    والاعتزاز بغير الله سبحانه وتعالى:

    قال تعالى:

    { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
    لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ

    وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ

    وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }

    [المنافقون: 8].


    قال الكلاباذي:

    ( قال الله عز وجل لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ،
    فكان الأذل هو الأعز عند نفسه بكثرة أتباعه وكثرة أنصاره..،
    فالذلة
    هي التعزز بمن لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا،
    ولا يملك موتًا
    ولا حياة
    ولا نشورًا،


    فهو كما قال الله عز وجل:

    { ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ }

    [الحج: 73]،

    فلا أذلَّ ممن ردَّ إلى نفسه الأمَّارة بالسوء،
    وانفرد في متابعة هواه،
    وظُلمة رأيه،

    وانقطع عمن له العزة،
    فإنَّ العزة لله، ولرسوله، وللمؤمنين..

    فيجوز أن يكون الذلة
    التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    بالتعوذ منها

    متابعة الهوى في دين الله عز وجل،
    والتعزز بما دون الله تعالى )
    الحمد لله رب العالمين

  8. #48

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    4- استمراء المعاصي
    وتسويف التوبة:


    قال تعالى:

    { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ
    إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ

    وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ
    وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ

    ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ
    وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ
    ذَلِكَ بِمَا عَصَوا
    وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

    [آل عمران: 112].


    قال أبو حيان الأندلسي:

    ( لما ذكر تعالى حلول العقوبة بهم
    من ضرب الذلة والمسكنة،
    والمباءة بالغضب،

    بيَّن علة ذلك،

    فبدأ بأعظم الأسباب في ذلك،
    وهو كفرهم بآيات الله.

    ثم ثنَّى بما يتلو ذلك في العظم،
    وهو قتل الأنبياء،

    ثم أعقب ذلك بما يكون من المعاصي،
    وما يتعدَّى من الظلم ) .

    وقال الحسن البصري:

    (أما والله،
    لئن تدقدقت بهم الهماليج
    ووطئت الرحال أعقابهم،

    إنَّ ذلَّ المعاصي لفي قلوبهم،
    ولقد أبى الله أن يعصيه عبد
    إلا أذلَّه)
    الحمد لله رب العالمين

  9. #49

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    5- الكبر والأنفة عن قبول الحق:


    قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

    ( يُحشر المتكبرون يوم القيامة
    أمثال الذر في صورة الرجال،
    يغشاهم الذُّل
    من كلِّ مكان ) .


    قال ابن القيم:

    ( من تعاظم وتكبر
    ودعا الناس إلى إطرائه في المدح والتعظيم
    والخضوع والرجاء،
    وتعليق القلب به خوفًا ورجاءً
    والتجاءً واستعانةً،

    فقد تشبه بالله
    ونازعه في ربوبيته وإلهيته،

    وهو حقيق بأن يهينه غاية الهوان،
    ويذله غاية الذل،
    ويجعله تحت أقدام خلقه ) .
    الحمد لله رب العالمين

  10. #50

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    6- اتباع الهوى:

    قال تعالى:

    { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
    وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
    وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ
    وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً

    فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ
    أَفَلا تَذَكَّرُونَ }

    [الجاثية: 23].


    ( قال ابن تيمية:

    من قهره هواه ذلَّ وهان،
    وهلك وباد ) .


    وقال ابن القيم:

    ( لكلِّ عبد بداية ونهاية،

    فمن كانت بدايته اتباع الهوى
    كانت نهايته الذُّل والصَّغار
    والحرمان
    والبلاء المتبوع
    بحسب ما اتبع من هواه،

    بل يصير له ذلك في نهايته عذابًا
    يعذب به في قلبه ) .



    وقال ابن القيم أيضًا:

    ( تجد في المتبع لهواه

    - من ذلِّ النفس
    ووضاعتها
    ومهانتها
    وخستها
    وحقارتها

    ما جعله الله سبحانه فيمن عصاه...

    وقد جعل الله سبحانه العزَّ
    قرين طاعته،

    والذُّل قرين معصيته )
    الحمد لله رب العالمين

  11. #51

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    7- مفارقة جماعة المسلمين:


    قال الله تعالى:

    { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ
    مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
    وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ

    نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
    وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا }

    [النساء: 115].


    قال الكلاباذي:

    (فمن ...خالف أولياء الله عز وجل
    باتباعه غير سبيلهم،

    فهو الوحيد ...،
    الشريد،
    الطريد،
    الحقير،
    الذليل،
    .... القليل،
    جليس الشيطان،
    وبغيض الرحمن،


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    [ عليكم بالجماعة،

    فإنَّ الذئب يأخذ الشاة...)
    الحمد لله رب العالمين

  12. #52

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    8- البخل وشيوع الربا
    وأكل أموال الناس بالباطل:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    ( إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم،
    وتبايعوا بالعينة،
    وتبعوا أذناب البقر،
    وتركوا الجهاد في سبيل الله،
    سلط الله عليهم ذلًّا
    لا يرفعه حتى يراجعوا دينهم )
    الحمد لله رب العالمين

  13. #53

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    9- إيذاء الصالحين واحتقارهم:

    قال تعالى:

    { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ

    إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

    [الحجرات: 13].


    وقال تعالى:

    { فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ

    هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }

    [النجم:32 ].


    قال المناوي:

    ( فينبغي للإنسان أن لا يحتقر أحدًا،
    فربما كان المحتقر أطهر قلبًا،
    وأزكى عملًا،
    وأخلص نية،
    فإن احتقار عباد الله يورث الخسران،
    ويورث الذُّل والهوان )


    الحمد لله رب العالمين

  14. #54

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    10- سؤال الناس
    والتطلع لما في أيديهم:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    ( لأن يأخذ أحدكم حبله،
    فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها،
    فيكفّ الله بها وجهه،
    خير له من أن يسأل الناس؛
    أعطوه أو منعوه ) .


    قال ابن حجر:

    ( فيه الحض على التعفف عن المسألة،
    والتنزه عنها،
    ولو امتهن المرء نفسه في طلب الرزق،
    وارتكب المشقة في ذلك،

    ولولا قبح المسألة في نظر الشرع
    لم يفضل ذلك عليها،

    وذلك لما يدخل على السائل من ذل السؤال،
    ومن ذل الرد إذا لم يعط ) .


    وقال ابن مفلح:

    ( أولى الناس بحفظ المال،
    وتنمية اليسير منه،
    والقناعة بقليله توفيرًا لحفظ الدين والجاه،
    والسلامة من مننِ العوامِ الأراذلِ

    -العالم الذي فيه دين،
    وله أنفة من الذل)

    الحمد لله رب العالمين

  15. #55

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    11- موالاة الكافرين:


    قال تعالى:


    { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ

    أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

    أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ

    فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا }

    [النساء:139].
    الحمد لله رب العالمين

  16. #56

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    12- التحزب والتفرق وتنافر القلوب:

    جاءت نصوص عديدة في الشريعة
    تحذر من التحزب والتفرق،

    لما لذلك من أثر سلبي من ضعف قوة المسلمين،
    وذهاب عزهم
    ولحوق الذُّل والمهانة بهم.


    قال تعالى:

    { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا
    وَلاَ تَفَرَّقُواْ

    وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ
    إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء
    فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
    فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا

    وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ
    فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
    كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ
    لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

    [آل عمران:103].


    وقال تعالى:

    { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ
    تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ
    مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ
    وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

    [آل عمران 105].



    وقال تعالى:

    { وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ
    وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ
    وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
    وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }

    [الأنفال: 46].


    الحمد لله رب العالمين

  17. #57

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    الوسائل المعينة على دفع الذل واجتنابه

    1- الإيمان بالله
    والمداومة على العمل الصالح:

    قال الله تعالى:

    { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ

    وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ

    أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
    هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

    [يونس: 26].


    قال ابن كثير:

    ( يخبر تعالى أنَّ لمن أحسن العمل في الدنيا
    بالإيمان والعمل الصالح
    أبدله الحسنى في الدار الآخرة..


    { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ }

    أي: قتام وسواد في عرصات المحشر،
    كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة
    من القترة والغبرة،

    { وَلاَ ذِلَّةٌ }

    أي: هوان وصغار،

    أي: لا يحصل لهم إهانة في الباطن ولا في الظاهر،

    بل هم كما قال تعالى في حقهم:

    { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
    وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا }

    [الإنسان: 11]

    أي: نضرة في وجوههم،

    وسرورًا في قلوبهم )
    الحمد لله رب العالمين

  18. #58

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    2- الاعتزاز بالله،
    والتمسك بدينه، وتطبيق شريعته:

    قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

    ( إنا كنا أذلَّ قوم فأعزنا الله بالإسلام،

    فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به

    أذلنا الله ) .


    وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما:
    علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم
    كلمات أقولهن في قنوت الوتر
    - وفيه -:

    ( إنه لا يذل من واليت،
    تباركت ربنا وتعاليت ) .


    قال بدر الدين العيني:

    (قوله: ( من واليت ) فاعل

    ( لا يذل ) أي: من واليته بمعنى:

    لا يذل من كنت له ولنا
    حافظًا وناصرًا )
    الحمد لله رب العالمين

  19. #59

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    قال قتادة:

    ( قوله:

    { وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ
    فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
    كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ
    لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

    [آل عمران: 103]،


    كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلًّا،
    وأشقاه عيشًا، وأبينه ضلالة،
    وأعراه جلودًا، وأجوعه بطونًا،

    مكعومين على رأس حجر بين الأسدين:
    فارس، والروم،

    لا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه،
    من عاش منهم عاش شقيًّا،
    ومن مات رُدِّيَ في النار،
    يؤكلون ولا يأكلون،

    والله ما نعلم قبيلًا يومئذ من حاضر الأرض،
    كانوا فيها أصغر حظًّا وأدق فيها شأنًا منهم،

    حتى جاء الله عزَّ وجلَّ بالإسلام،
    فورثكم به الكتاب،
    وأحلَّ لكم به دار الجهاد،
    ووضع لكم به من الرزق،
    وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس،
    وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم،

    فاشكروا نعمه،

    فإنَّ ربكم منعم يحبُّ الشاكرين،
    وإنَّ أهل الشكر في مزيد الله،
    فتعالى ربنا وتبارك )
    الحمد لله رب العالمين

  20. #60

    افتراضي رد: الذلة وأسبابها

    4- موالاة الله ورسوله وصالح المؤمنين:


    قال تعالى:

    { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
    لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ

    وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ

    وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }

    [المنافقون: 8].


    فالعزة لله سبحانه ولرسوله وللمؤمنين،

    ومن والاهم وسار على هداهم
    ينتفي عنه ذل الدنيا والآخرة،
    ويحصل له عز الدنيا والآخرة .
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •