تمايز معنى التراكيب في إطار الرتبة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين: تقـول العرب:باع الدار صاحبها. ونقـــول:باع صاحبها الدار. وبينهما فرق في المعنى ، فالتركيب الأول يحمل معنى التخصيص نتيجة ارتباط المفعول بالفعل أولا بحسب قوة العلاقة المعنوية ،أما التركيب الثاني ففيه تقديم للضمير على مرجعه بحسب الأهمية المعنوية ، ويحمل معنى التعظيم والتفخيم وفيه لفت الانتباه والتشويق وفيه تفسير بعد إبهام ، رغم أنه يخرق قاعدة وجوب تقديم المفعول على الفاعل إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول حتى لا يعود الضمير على متأخر في اللفظ والمرتبة ، فلكل تركيب معنى ، والقرآن الكريم يقول: "قل هو الله أحد"ويقول"فاعلم أنه لا إله إلا الله "ويقول: "فإنها لا تعمى الأبصار"ويقول العرب: "نعم امرأ أبوك " ويقولون:"ربه رجلا أكرمت "ويقولون:"رأيت أخاك " وبهذا يتضح أن العربي يقول ما يشاء تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس ، وليس تحت رعاية القاعدة ، وأن منزلة المعنى هي المعيار في تمايز معنى التراكيب ،والكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم في الأصل وفي العدول عن الأصل ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك .