وماذا يريد الداعي إلى الله من المجتمع ...
هل يريد حكما ، أم منصبا ، أم ثأرا ، أم تشفيا ، أم إسقاطا له ... أم ماذا ؟
قال تعالى : (قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) )...
أي لا أريد منكم جعلاً ولا عطاء على أداء رسالة اللّه عزَّ وجلَّ إليكم، ونصحي إياكم وأمركم بعبادة اللّه ، وإنما أطلب ثواب ذلك من عند اللّه .

فهل ينشيء الداعي إلى الله جماعة توازي الدولة ثم يسعى لإسقاط الدولة ويحل هو وجماعته محلها !!
أم يسعى لحمل السلاح هو وجماعته ثم يقتل في الناس ليمسك بزمام الحكم !!
أم يكون جماعة للخروج بين الناس ويحطم هو وجماعته الخمارات وأكشاك السجائر والنوادي الليلية والمراقص !!
أم يخرج هو وجماعته ويذهب إلى المساجد التي بها القبور فيهدم بالقوة هذه القبور والذي يعترض عليه يقتل !!
أم يستغل قلمه ومنبره بالاعتداء على الدولة ومؤسساتها بالشتم والكفر !!

أم ماذا يريد هو وجماعته من الدولة !!

إن الداعي إلى الله يريد إصلاح الدولة فيأتي إلى أهلها وموسساتها لإصلاح الأخطاء بما آتاه الله من علم وبصيرة ومعرفة ، يتمنى لهم الخير ويحرص على هدايتهم ...
لا يريد المناصب تجاه دعوته لهم ، ولا يسألهم مالا ولا أجرا ...
وإن عاندوه واعتدوا عليه فلا بد له من الصبر ... أما الاعتداء عليهم لعدم الاستجابة له فلن تصير دعوة .. بل تصبح إجبارا ...

الأمر في هذه الأزمان يحتاج لأمثال العلماء الربانيين ، وليس المتسارعين للفتوى ونشر الجهل بين الشباب ... لكن لما هضم حقهم من يعرفهم ... أصبحوا غرباء في مجتمعهم يقولون فلا يسمع لهم .. وهذا من خطايا قادة الجماعات الموجودة اليوم وترؤسهم وحب المناصب ... فأخفوا عمدا أمثال هؤلاء العلماء الربانيين ..

__________________