تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 80

الموضوع: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

  1. #21

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    علي بن أبي طالب
    بطل الإسلام وفخر المسلمين



    إن أهل السنة يقولون :

    إن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه زوج الزهراء
    وأبو الحسنين وبطل المسلمين ومصدر فخرهم واعتزازهم
    ومن أعظم بناة الإسلام المدافعين عن النبي
    صلى الله عليه وسلم
    منذ حداثة سنه –
    حبُّه هو وأهله إيمان ، وبغضهم نفاق.


    غير أنهم لا يوافقون ما يقوله الشيعة
    من أن حبه كفارة للذنوب
    وأن بغضه لا تنفع معه حسنات ،
    وأن النظر إلى وجه عليٍ عبادة [1] .


    فإن هذه الكفارة شبيهة بفكرة الكفارة والفداء
    عند النصارى الذين يقولون
    إن مجرد حب المسيح كافٍ في الخلاص
    والكفارة يوم القيامة ولو من غير عمل.


    ويعترضون على تلك الهالة الإلهية التي أُعطيت له ،
    مثلما جاء في تفسير البرهان [2] أن الله قال :

    " علي بن أبي طالب حجتي على خلْقي ونوري ...
    وأميني على عِلمي "

    وذكر في التفسير نفسه أن الله خلق السموات والأرض
    من نور النبي صلى الله عليه وسلم ،
    وخلق العرش والكرسي من نور علي بن أبي طالب [3] .


    وكالذي يفعله العامة من الشيعة
    كالضرب بالكف على الرُكَبِ عند دُبُر الصلوات
    مع قولهم " تاه الأمين " أي أخطأ جبريل
    فنـزل على محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي ،
    وكان عليه أن يتنـزّل على علي بن أبي طالب ،
    وهذا أمر مشاهد ولولا أننا رأيناه لما ذكرناه .



    ويعترضون على ما نسبه الكشي من علماء الشيعة
    إلى علي
    " أنا وجه الله ، وأنا جنب الله ،
    وأنا الأول وأنا الآخر وأنا الظاهر وأنا الباطن ،
    وأنا وارث الأرض ، وأنا سبيل الله " [4].



    وبلغ الغلو بشيخهم الملقب بالمفيد
    حتى زعم أن الله كان يناجي علياً [5].


    =============
    [1] - كتاب " مع الخطيب في خطوطه العريضة " ص 18.
    [2] - مقدمة تفسير البرهان ص 23 .
    [3] - تفسير البرهان 4 : 226 .
    [4] - رجال الكشي 184 .
    [5] - الاختصاص للمفيد 200 طبع سنة 1402 هـ .
    وهذا المفيد هو: محمد بن محمد بن النعمان
    أثنى عليه الخميني ووصفه بأنه من أهل الفقه والاجتهاد
    ( الحكومة الإسلامية 58 ) .

    الحمد لله رب العالمين

  2. #22

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    علينا أن نأخذ العبرةَ من النصارى
    الذين بدأوا بقليل من الغلو
    ما لبث أن ازداد واستفحل
    حتى انتهى بهم كما ترون
    إلى عبادة المسيح من دون الله.


    لقد فتح هذا الغلو أبواباً خطيرةً
    لدى الفرق الشيعية الأخرى كالنصيرية والإسماعيلية
    حتى عبدوا علياً رضي الله عنه
    وزعموا أنه إله أهل الأرض وإله أهل السماء،



    ومع أن الشيعة الإمامية يحكمون بكفر هؤلاء
    من الناحية النظرية،
    إلا أنهم من الناحية العملية على توافقٍ وانسجامٍ تام.


    النصارى يحبون المسيح حباً مجرداً من الضوابط والقوانين،
    فإنهم حيث يحبونه لا يطيعونه،
    بل المهم عندهم إطراؤه بحقٍ كان أو بباطل،
    هكذا حبٌ مع هوىً متّبَع.


    لذا فليس الأصل مجرد محبة هوجاء
    تخدع صاحبها وتوهمه أن هذا يشفع له عند ربه،


    وإنما الحق أن محبة الله طاعته واتباعه ،
    إذ الطاعة ترجمة المحبة وبرهانها.



    والحب لابد أن يكون من طرفين لا من طرفٍ واحد،
    فإن النصارى يحبون المسيح لكنه لا يحبهم
    لأنهم خرجوا به عن المعقول والمشروع
    بسبب الغلو الذي يغلق العقول،

    واليهود يحبون موسى
    وهو لا يحبهم لعصيانهم ما جاء به.


    الحمد لله رب العالمين

  3. #23

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    تنبؤ أهل البيت

    بغلو شيعتهم فيهم


    ولقد تنبأ أهل البيت أن طائفة من الناس ستغلو فيهم ،

    قال علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه:

    " إن يهوداً أحبوا عزيراً حتى قالوا فيه ما قالوا،
    فلا عزيرٌ منهم ولا هم منه،

    وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا
    فلا عيسى منهم ولا هم منه ،

    وإن قوماً من شيعتنا سيحبوننا
    حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير،
    وما قالت النصارى في عيسى ،
    فلا هم منا ولا نحن منهم " [1].


    وروي عن علي أنه قال :

    " سيهلكُ فيَّ صنفان :
    محبٌّ مفرطٌ يذهب به الحب إلى غير الحق ،
    ومبغضٌ مفرطٌ يذهب به البغض إلى غير الحق،
    وخير الناس فيَّ حالاً: النّمطُ الوسط " [2] .


    وروى الكشي المحدث الشيعي
    أن جعفر الصادق رضي الله عنه قال:
    " إنا لا نخلو من كذّابٍ يكذب علينا "

    وقال:
    " لقد أصبحنا وما من أحدٍ أكثر عداوةً لنا
    ممن ينتحلون اسمنا " [3].



    =============
    [1] - رجال الكشي ص 111 .
    [2] - نهج البلاغة الجزء الثاني ص 8 .
    [3] - رجال الكشي 257 و 259 .

    الحمد لله رب العالمين

  4. #24

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    لا يكره أهل البيت إلا منافق


    وأهل السنة يحفظون وصية نبيهم صلى الله عليه وسلم:

    " أذكركم الله في أهل بيتي " [1].

    ويؤمنون بأن من ذكرهم بسوءٍ
    فإن ذلك علامةً على نفاقه ،


    غير أنهم يقولون

    إن عائشة رضي الله عنها من أهل بيته [2]
    وأنه يؤذي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما يؤذيها.



    إن الطعن في عائشة طعن في النبي صلى الله عليه وسلم

    لأن الله يقول:


    {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ
    وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ

    وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ
    وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
    }



    فهل كان رسول الله يقتني خبيثة في بيته
    ويُقره الله على ذلك؟!

    إن كتب الشيعة لم تخْلُ من الطعن في عائشة وحفصة

    لقد زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أشار إلى بيت عائشة وقال:

    " رأس الكفر من هنا " [3]

    وأن عائشة وحفصة دبّرتا السمَّ لرسول الله
    صلى الله عليه وسلم لقتله [4].



    فهل يجوز لمن يعظمون نبيهم
    صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
    أن يسبوا زوجاته اللاتي هنّ أمهات المؤمنين

    كما قال تعالى :

    { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
    وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }
    [ الأحزاب 6 ]

    كيف يدعي رجل أنه من المؤمنين
    وهو لا يرضى أن تكون عائشة أمه في الإيمان
    بالنص من القرآن
    وهي ممن وصفهن الله بـ " أمهات المؤمنين " إذ قال :


    { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
    وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }

    [ الأحزاب 6 ]



    وهل يجوز الاستشهاد بقوله تعالى :
    { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ }
    والاستدلال بها على ردة عائشة وحفصة ؟!



    هذا النفاق شبيهٌ بنفاق عبد الله بن سبأ
    الذي كان يطعن في
    أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم

    ويتهمهنّ بالفساد والفسوق ؟

    فهل يمتاز الشيعة في عقيدتهم
    إلا بالغلو في قسم من أهل البيت إلى حد التقديس،
    وبالتفريط والإجحاف والطعن في حق آخرين منهم
    حتى أنكروا أن يكونوا من أهل البيت ؟!



    =============
    [1] - رواه مسلم رقم ( 2408 ) باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    [2] - الأدلة على ذلك كثيرةٌ من القرآن:
    ( 1 ) قول امرأة العزيز { مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا
    إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }. أي أراد سوءاً بزوجة العزيز.

    ( 2 ) لما خاطبت الملائكة زوجة إبراهيم قالت
    { رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ }
    وقال تعالى ضمن خطابه الموجه إلى نساء النبي
    { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } .
    وقد اعترض البعض بأن الضمير " عنكم " جاء بصيغة التذكير
    ولو كان عائداً على الزوجات لجاء بصيغة التأنيث " عنكن " .
    والجواب عن ذلك يتضح في الجواب.

    ( 3 ) قال تعالى حاكياً عن موسى { قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا }
    قال مفسرو الشيعة " أي قال لامرأته "
    [ انظر مجمع البيان للطبرسي 4 : 211 و 4 : 250
    والقمي 2 : 139 والكاشاني تفسير منهج الصادقين 7 : 95 ].

    إذن فقال موسى لأهله " امكثوا " ولم يقل " امكثُنَ "
    مع أن خطابه إنما كان لزوجته باعتراف مفسري الشيعة.

    ( 4 ) قال تعالى للوط { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ }
    فهذا دليل على أن لفظ الأهل يشملها،
    إذ لو أنها آمنت لكانت من الناجين من أهله.
    ولو أنها لم تكفر لم يحصل استثناءها من أهله.

    [3] - وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص 79 للحسين العاملي.
    [4] - كتاب حياة القلوب للمجلسي 2 : 700 .

    الحمد لله رب العالمين

  5. #25

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    موقف أهل السنة من الصحابة


    أما فيما يتعلق بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
    فإن قلوب أهل السنة سليمةً تجاههم،
    ويقولون بأن شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم
    شرف لا يساويه شرف.


    ويحفظون وصية نبيهم صلى الله عليه وسلم فيهم
    " لا تسبوا أصحابي " [1]
    فلا يسبون أحداً من المهاجرين ولا من الأنصار


    بعد أن قال الله :

    { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ
    وَالْمُهَاجِرِي نَ وَالْأَنْصَارِ }
    [ التوبة 117 ].


    إن السب واللعن ليس من سمات المؤمنين الورعين
    وإنما كان يفعل ذلك المنافقون في عهد النبوة
    حيث نقل القرآن عنهم شيئاً من ذلك:



    { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين َ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ
    وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ
    فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ

    سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ
    وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
    }

    [ التوبة 79 ].


    =============
    [1] - متفق عليه .
    الحمد لله رب العالمين

  6. #26

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    موقف الشيعة من الصحابة


    أما الشيعة فقد كثر تعرضهم لأصحاب النبي
    صلى الله عليه وسلم

    حتى زعموا أنهم ارتدوا على أعقابهم بعد موته إلا ثلاثة:
    أبو ذر وسلمان الفارسي والمقداد ،
    وأن من شك في كفرهم فهو كافر .[1]




    وجاء في كتاب الكافي [2]
    " إن أبا بكر وعمر فارقا الدنيا ولم يتوبا،
    ولم يتذكرا ما فعلاه بعليّ ،
    فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "


    وفسر الكليني آية :
    { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا
    ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا }
    [ النساء 137 ].

    قال :

    نزلت في فلان وفلان [3]
    حيث آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم
    ثم كفروا حيث لم يُقِروا ببيعة عليٍّ
    ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعهم للبيعة لهم.
    فهؤلاء لم يبقَ لهم من الإيمان شيء " [4].


    وقالوا عن عمر رضي الله عنه بأنه
    " ابن زانية اسمها صهاك ،
    زنا بها عبد المطلب فولدت منه عمر " [5].


    وقالوا عن أبي بكر أنه قرين الشيطان،
    وأنه وصاحبه عمر منافقان وظالمان وكاذبان،
    وأن من اعتقد إمامتهما
    مات ميتة جاهلية وضلالة " . [6]


    وقالوا عن عثمان:
    إنه كان على الباطل ملعوناً . [7]

    فهؤلاء الثلاثة يكرههم الشيعة كرهاً شديداً ،
    ويبالغون في سبهم ،

    ولهذا عقد لهم المجلسي في كتابه باباً بعنوان :
    باب كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم [8].


    وقال :

    " إن كل من يعتقد بأن عثمان مات مظلوماً
    يكون ذنبه أشد من الذين عبدوا العجل " [9].



    وهكذا طريقة أهل الأهواء:
    إما بالتفريط في المحبة ،
    وإما إفراط في الكراهية .



    ومن العجب أن الشيعة ذموا معاوية ،

    قالوا : لأنه أمر بسبِّ عليٍّ على المنابر
    وعَدُّوا هذا من قبائح أعماله ،

    وهم يسبون أبا بكرٍ وعمر كل يوم
    لا يرون ذلك قبيحاً .


    =============
    [1] - أصول الكافي 2 : 245 ،
    حياة القلوب للمجلسي 2 : 640 باللغة الفارسية ،
    وكتاب سليم بن قيس العامري 92 ط دار الفنون ،
    تفسير العياشي 1 : 199 ، تفسير الصافي 1 : 389 ،
    البرهان في تفسير القرآن 1 : 319 ، تفسير نور الثقلين 1 : 396 ،
    الاختصاص 4 – 5 ، السرائر 468 ،
    تجار الأسوار 22 : 345 – 352 - 440

    [2] - الكافي 8 : 246 .
    [3] - أي أبي بكر وعمر كما أكد ذلك الصافي في شرحه على الكافي.
    [4] - الكافي من الأصول : كتاب الحجة 240 .
    [5] - الطرائف في معرفة الطوائف 401 ، الأنوار النعمانية 1 : 61 ،
    كتاب دائرة المعارف الشيعية 23 : 29 ،
    وكتاب سليم بن قيس العامري وهذا الكتاب مُنع في عهد الشاه ،
    ثم أعيد طبعه بعد الثورة الإيرانية .

    [6] - الطرائف في معرفة الطوائف 401 لابن طاووس ط : مطبعة الخيام – قم.
    وكتاب حق اليقين للمجلسي 204 طبع في إيران.
    [7] - حديقة الشيعة للمقدسي الأردبيلي 275 طبع في إيران .
    [8] - بحار الأنوار 8 : 208 – 252 ط: المطبعة الحجرية.
    [9] - حق اليقين 270
    الحمد لله رب العالمين

  7. #27

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    كتاب جديد يشهد على الإصرار


    لقد كنا نأمل أن تكون الكتب التي طُبعت
    بعد قيام الثورة الإيرانية أقل حقداً وتطرفاً
    من الكتب القديمة التي يتقي مشايخ الشيعة التحدث عنها.


    وإذا بنا نجد أن الأمر لم يتغير ،
    فالكتب التي يصدرها الشيعة اليوم
    لا تزال على منوال الكتب القديمة،
    مثل كتاب " كذبوا على الشيعة " لمحمد الرضي الرضوي
    الذي طُبع بعد الثورة الإيرانية

    وكتاب " ثم اهتديت " لمحمد التيجاني السماوي ،
    وكتاب " فاسألوا أهل الذكر "
    وكتاب " مع الصادقين "

    وكتاب " مع الخطيب في خطوطه العريضة "
    للشيخ الأنصاري
    الذي يصف مجموعة من الصحابة بأنهم كذابون
    وأعداء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.


    لقد لاحظتُ أن المراكز الشيعية في العالم
    تترجم كتاب " ثم اهتديت "
    وتقوم بترجمته بلغات عديدة وتوزيعه على المسلمين ،

    وفي هذا الكتاب يتحدث مؤلفه محمد التيجاني السماوي
    عن تجربته الصوفية السابقة
    يوم أن كان بتصوفه بعيداً عن السنة،
    ومن ثم اختياره مذهب الشيعة،


    ولنلقِ نظرةً سريعة على عناوين ومواضيع
    ومقتطفات من كتاب: " ثم اهتديت "

    لترى كيف ( هدى الله ) هذا الرجل
    إلى شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه ،
    وننقل ذلك بلفظه:


    " الصحابة أغضبوا رسول الله ...
    تاهوا وتطاولوا عليه "
    " لم يُراعوا حقه ولم يعرفوا له احتراماً "
    " معاندون مجادلون "
    " خالفوا أمر ربهم " [1] .
    " أنزلوا أنفسهم فوق منزلته "
    " ليسوا جديرين بأي احترام "
    " استأجروا ضعفاء العقول
    ليرووا لهم الأحاديث الموضوعة [2] في فضائلهم ".[3]


    " عمر لا يتورع ولا يخشى الله "
    " الصحابة انقلبوا على أعقابهم .
    لا يستحقون ثواب الله ولا غفرانه "
    " تثاقلوا عن الجهاد وركنوا إلى الدنيا "[4]
    " ارتدوا على أدبارهم،
    بدّلوا وغيّروا وقالوا سمعنا وعصينا "[5]
    " شهدوا على أنفسهم بتغيير سنة النبي
    صلى الله عليه وسلم "
    " عائشة غَيَّرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم ".


    وهكذا كتبه الأخرى " فاسألوا أهل الذكر "
    و " مع الصادقين ".
    فإنها تنسج على نفس المنوال،


    وكما قيل فإن دعامة المذهب وركنه:
    سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
    وبدون ذلك لا تقوم للمذهب قائمة.



    لقد ضلّ هذا المجترئ الطريق،
    فظن الحقد والكراهية وقلة الوفاء
    في حق من قام الإسلام على أكتافهم
    وسب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ظن ذلك
    " هدى "

    إن هذا الحقد لا صلة له بالهدى
    الذي يدّعيه مؤلف هذا الكتاب
    وإنما انتقل الرجل من ضلالة التصوف
    إلى ضلالة التشيع.



    ويوم أن كان صوفياً كان على خطى قريبةٍ من التشيع
    لأنه لولا التشيع ما عُرف التصوف،
    إن التصوف فرع عن التشيع
    كما ذكره ابن خلدون في مقدمته،

    وتجمع بينهما مخالفات وانحرافات وشطحات عديدة


    مثل


    اتخاذ القبور على المساجد
    وبناء الأضرحة
    وتقديس الأئمة والأولياء والغلو فيهم،
    واعتقاد عصمتهم

    وتصرفهم المطلق في الكون
    والاستغاثة بالأموات،

    وكان عليه قبل الانتقال إلى التشيع
    أن يطلع على الآلاف من كتب أهل السنة
    التي ردت على المتصوفة وحكمت عليهم بالضلال،
    ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ( ... ).



    =============

    [1] - ثم اهتديت 88 – 89.
    [2] - هذا تناقض منه فإنه يروي عن الترمذي والمسند وأبي داود
    من غير رجوع إلى سند الحديث ودون التوثيق من صحته.
    إنه لا يكفي أن يقال عن الحديث " رواه أحمد والترمذي ومالك ... إلخ
    من غير أن يتثبت من صحة الرواية.

    ثم إن الحقيقة أن الشيعة هم رواد هذا الوضع
    باعتراف المنصفين والنقاد من الشيعة .
    فإن كتبهم محشوّةٌ بالأحاديث الموضوعة
    في فضل البكاء والإبكاء والنياحة على الحسين
    وفضل زيارة قبور الأئمة التي تعدل عندهم مئة حجة ومئة عمرة ... إلخ.

    [3] - ثم اهتديتُ 92 – 93 .
    [4] - ثم اهتديتُ 96 و 100 – 101 .
    [5] - ثم اهتديت 104 – 107 .

    الحمد لله رب العالمين

  8. #28

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد


    إن كلاً من الشيعة والصوفية متفقان
    على مخالفة آيات الله

    {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
    فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ
    أَحَدًا }
    [ الجن 18 ]


    إذ أن لدى كل من الفريقين كم هائل
    من الأضرحة والمقامات ورصيد هائل من البدع.


    وقد قال تعالى:
    { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
    عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ

    فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُ وا لَكُمْ
    إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

    [ الأعراف 194 ]



    وقال :
    { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ
    وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ }
    [ فاطر 14 ]



    لقد جاء هذا الكتاب ليكون دليلاً آخر
    على استحالة التقارب بين السنة والشيعة،

    ما دام الشيعة يُصرون
    على تجريح الصحابة وأمهات المؤمنين وتفسيقهم
    واتهامهم بتبديل الدين وتحريف القرآن
    والتآمر على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم.



    إن الهدف من التقارب والوحدة
    حصول التآلف بين القلوب وتحاببها،

    فهل يمكن التأليف بين قلبين
    أحدهما ملئ بحبِّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
    والآخر مليء بكراهيتهم ؟


    لقد جاء هذا الكتاب ليكون دليلاً آخر
    على أن الشيعة اليوم لم يختلفوا عن شيعة الأمس ،
    وأن شيعة اليوم لم يتخلصوا من الطعن في
    أصحاب النبي
    صلى الله عليه وسلم،
    فهل يعي الدعاة المخلصون ذلك.[1]




    إن التاريخ لم ينس مواقف أصحاب النبي
    صلى الله عليه وسلم
    الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولادهم،
    وفتحوا الأقاليم ونشروا الإسلام في ربوع الدنيا،


    من الذي فعل كل ذلك سوى الصحابة؟



    إن المنصفين المتعقلين من الشيعة
    لم يتنكروا لهذا الجميل والتضحية
    التي قام بها الصحابة على أتم وجه،

    فقد قال الشيخ محمد حسن آل كاشف الغطاء

    " لما رأى عليٌّ أن أبا بكر وعمر
    بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد
    وتجهيز الجيوش وتوسيع الفتوح
    ولم يستأثروا ولم يستبدوا :
    بايع وسالم " [2]


    =============
    [1] - وحتى الخميني لم يستطع أن يُخْفِ موقفه من الصحابة
    فوصف الصحابي سمرة بن جندب بأنه مفْتَرٍ
    يفتري الأحاديث التي تطعن في كرامة علي بن أبي طالب .
    ( الحكومة الإسلامية 131 ).
    [2] - أصل الشيعة وأصولها 91.

    الحمد لله رب العالمين

  9. #29

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    الخلاف بين الصحابة


    وأهل السنة يسكتون عما حدث بين أصحاب النبي
    صلى الله عليه وسلم

    ويقولون تلك فتنةٌ قد طهّر الله منها أيدينا،
    فلماذا لا نطهّر منها ألسنتنا ،
    لا سيما وأن الله لا يؤاخذنا بما حدث بينهم ،

    فقد قال في كتابه :

    { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ
    وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
    [ البقرة 134 ]



    إن السبب الجوهري للخلاف بين السنة والشيعة
    كامنٌ في سبّ الشيعة وتجريحهم للصحابة،

    فهو السبب الذي فتح معه مصائب أخرى
    كالطعن في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ،
    ومسألة تحريف القرآن ، ومسألة الرجعة،
    ورفض روايات السنة المروية من طريق الصحابة.


    فيوم أن قالوا إن الإمامة واجبة بالنص من القرآن

    قيل لهم

    أين النص الموجود في القرآن
    على وجوب الإمامة لأهل البيت؟

    قالوا

    حذفه الصحابة من القرآن وكتموه.



    وما لم يُرفع هذا العائق من قائمة الخلاف
    فسيبقى الخلاف مستحكماً إلى الأبد،
    وإن أيّ جهدٍ للتقريب بعد ذلك
    سيُكتَب له الفشل مهما خُصصِّت له المؤتمرات
    والكلمات الإصلاحية الرنانة

    إن هذا التطاول على الصحابة
    والطعن فيهم دليل على بطلان هذا المذهب.

    الحمد لله رب العالمين

  10. #30

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    من الذي بدأ سبّ الصحابة ؟


    لقد بدأ سب الصحابة وسنّ هذه السنة رجلٌ يهودي
    تستَّر بالإسلام اسمه عبد الله بن سبأ
    حسب اعتراف أحد أكبر وأقدم أئمة الشيعة ،
    وهو الإمام النوبختي .

    لقد أوضح النوبختي أن أصل سب الصحابة
    – وخاصة أبا بكر وعمر وعثمان
    نشأ من عبد الله بن سبأ اليهودي
    الذي تظاهر بالإسلام ثم أخذ يتآمر على الصحابة.


    قال النوبختي :

    " عبد الله بن سبأ كان ممن أظهر الطعن
    على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم ،
    قائلاً إن عليّاً أمره بذلك
    فأخذه عليٌّ فسأله عن قوله هذا فأقرّ به ،
    فأمر عليٌّ بقتله
    فصاح الناس إليه
    " يا أمير المؤمنين : أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم "..؟


    أضاف النوبختي

    " وكان ابن سبأ يقول عندما كان يهودياً
    بوصاية يوشع بن نون بعد موسى ،
    فلما أسلم قال بوصاية عليٍّ بعد النبي
    صلى الله عليه وسلم ...

    وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ...
    فمن هناك قال من خالف الشيعة
    إن أصل الرفض مأخوذٌ من اليهودية " .[1]


    على أن هناك سبباً آخر لتسمية الشيعة بـ " الرافضة "
    وهو ما ذكره ميرزا تقي
    أن زيد بن علي ( من أهل البيت )
    أنكر على الشيعة سبّهم لأبي بكرٍ وعمر ،


    قالوا له : ماذا تقول فيهما ؟

    قال : ما أقول فيهما إلا الخير.

    فقالوا : إذن لستَ بصاحبنا ، وتفرقوا عنه ورفضوه.

    فقال زيد :
    رفضونا اليوم ، فسُمّوا منذ ذلك اليوم
    " الرافضة " .


    ثم أخذ الإمام زيد يستعمل هذه الكلمة
    في كل من يغلو في المذهب
    ويُجِوِّز الطعن في الأصحاب ".[2]


    وقد جاء عبد الله بن سبأ مرةً إلى عليٍ
    يريد تحريضه على أبي بكرٍ وعمر

    فزجره عليٌ وقال له
    " وهل فرغتم لهذا "؟. [3]


    فهل يأخذ الشيعة العبرة

    من موقف عليٍّ من عبد الله سبأ ،
    فإنه همّ بقتله
    لأنه كان دائم الطعن لأصحاب رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ،

    في أي جانب نضع الشيعة اليوم ؟

    أفي جانب عليٍ رضي الله عنه

    الذي كاد أن يقتل مبغض أبي بكر وعمر وعثمان ؟


    أم في جانب ابن سبأ

    الذي سنّ لمن بعده سبّ

    أصحاب وأصهار وأزواج

    رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ؟!!



    =============
    [1] - فرق الشيعة للنوبختي 44 - 45
    [2] - ناسخ التواريخ للميرزا تقي 3 : 590 .
    [3] - الغارات للثقفي 1 : 203.

    الحمد لله رب العالمين

  11. #31

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    الإمامة عند الشيعة


    يحدد الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء [1]
    مفهوم الإمامة عند الشيعة فيقول :

    " الإمامة منصب إلهي كالنبوة،
    فكما أن الله يختار من يشاء من عباده للنبوة
    فكذلك يختار للإمامة من يشاء
    ويأمر نبيه بالنص عليه ".[2]


    وبما أن الشيعة يعتقدون أن الله قد نصّ في القرآن
    على إمامة عليٍّ رضي الله عنه وأبنائه من بعده.[3]

    وبما أن أبا بكرٍ قد تولى الخلافة بعد النبي
    صلى الله عليه وسلم
    ثم عمر، ثم عثمان :

    اعتقدَ الشيعة حينئذٍ
    أن هؤلاء الثلاثة قد ظلموا علياً
    وأخذوا منه حقه هو وأولاده
    وغصبوه حق الخلافة.



    لذا كان كل من اعتقد شرعية خلافة هؤلاء الثلاثة
    عند الشيعة فاسقاً بل كافراً عند بعضهم.


    فقد قال المجلسي :

    " اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحدٍ من الأئمة
    وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرضِ الطاعة
    فهو كافرٌ مستحق للخلود في النار "


    وذكر الكليني في الكافي

    أن معصية عليٍّ كُفر
    وأن اعتقاد أولوية غيره بالإمامة شركٌ.[4]

    =============
    [1] - من كبار مشايخ الشيعة توفي سنة 1376 هـ
    [2] - أصل الشيعة وأصولها 58 ، الحكومة الإسلامية للخميني 39.
    [3] - انظر كتاب الكافي 1 : 286 .
    [4] - بحار الأنوار 23 : 390 ، الكافي الحجة 1 : 52 و 54 .

    الحمد لله رب العالمين

  12. #32

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    التعقيب على دعوى نصية الإمامة


    إن الاعتقاد بوجود نصٍّ من القرآن
    ينص على وجوب إمامة علي [1] ومن بعده
    يصطدم بعقبات رئيسية:


    1- أن أمر المسلمين شورى بينهم كما قال تعالى :
    " وأمرهم شورى بينهم "
    [ الشورى 38 ]،

    والخلافة من أمور المسلمين،
    وليس في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
    نصٌ صريح على تعيين الخليفة من بعده،


    يؤكد ذلك ما رواه الشريف المرتضى في نهج البلاغة
    عن علي أنه قال لمعاوية :


    " إنما الشورى للمهاجرين والأنصار،
    فإذا اجتمعوا على رجلٍ وسمَّوْهُ ( إماماً )
    كان ذلك لله رضاً " [2]

    أي أن الله يرضى ما رضيه المهاجرون والأنصار.


    ثم طلب من معاوية أن يبايعه قائلاً :

    " بايَعَني القومُ الذين بايعوا
    أبا بكرٍ وعمر وعثمان
    على ما بايعوهم عليه ،

    فلم يكن للشاهد أن يختار ،
    ولا للغائب أن يختار
    ".[3]

    فهذا يعني بوضوح أن علياً كان يعتقد بشرعية
    خلافة أبي بكر وعمر بطريقةٍ رضي بها الجميع.


    2- أن علي بن أبي طالب بايع الخلفاء،
    وهذا متفق عليه ،

    غير أن الشيعة يروون أنه اعترض أول الأمر
    ثم ما لبث أن سلّم بالأمر وبايع ،


    وهذه البيعة تعتبر إقراراً
    بشرعية الخلفاء الذين سبقوه
    وهذا الإقرار حجة على المنتسبين إليه.


    قال الشيخ آل كاشف الغطاء :

    " لما رأى عليٌّ أن أبا بكرٍ وعمر بذلا أقصى الجهد
    في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجيوش وتوسيع الفتوح ،


    ولم يستأثروا ولم يستبدوا بايع وسالم ".[4]


    بل إن شارح نهج البلاغة روى عن عليٍ اعتقاده
    بأولوية إمامة أبي بكر على من سواه
    إذ قال حين بايعه:


    " وإنا لنرى أبا بكرٍ أحق الناس بها ،
    إنه لصاحب الغار ،
    وإنا لنعرف له سِنّه ،

    ولقد أمره رسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    بالصلاة بالناس وهو حي ". [5]


    وإذا كان المجلسي والكليني يحكمان على من يعتقد
    شرعية خلافة أبي بكر وعمر بالكفر والشرك،


    فماذا يكون حينئذٍ موقفهما من علي

    وقد بسط لهما يده وبايعهما

    على السمع والطاعة ،

    وهو معصوم عندهم من الخطأ ،
    ومنزّهٌ عن الجبن والمداهنة ؟

    =============
    [1] - قال الخميني:
    " والرسول قد كلّمه الله وحياً أن يبلّغ فيما نُزِّل إليه فيمن يخلفه في الناس ،
    وبحكم هذا الأمر فقد اتبع ما أُمر به ، وعيّن أمير علياً للخلافة
    ( الحكومة الإسلامية 43 ).
    [2] - نهج البلاغة 3 : 7 .
    [3] - نهج البلاغة 3 : 7 ، وانظر كتاب الإرشاد للشيخ الشيعي المفيد
    ص 31. ط: الأعلمي – بيروت .
    أو ص 143 من الطبعة الحيدرية بالنجف .
    [4] - أصل الشيعة وأصولها 91 .
    [5] - شرح نهج البلاغة 1 : 132.
    الحمد لله رب العالمين

  13. #33

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    مبايعة عليٍ للشيخين حجة دامغة


    ولقد عللّ مشايخ الشيعة بيعة علي لأبي بكرٍ وعمر
    بتعليلات أهمها:




    التعليل الأول:

    أن بيعته كانت خوفاً على الإسلام من الضياع.


    ومما يُبطل هذا التعليل أن عصر الإسلام
    في عهد عمر وعثمان كان عصراً ذهبياً
    امتدت فيه الخلافة من الشرق حتى بخارى
    ومن الغرب حتى شمال أفريقيا.




    التعليل الثاني:

    أنه بايعهم تقيّةً،
    أي أظهر لهم الموافقة ظاهراً ،
    وأسرّ في قلبه عدم الرضى عن خلافتهم وبيعتهم.




    وهذا التعليل أقبح من الذي قبله ،

    إذ يجعل من شخصية عليٍّ شخصية مزدوجة
    خائفة جبانة مضطربة تتظاهر بخلاف ما تُبطن،


    وهذا ما لا يُعهد عنه لمن يعرف شجاعته الفائقة ،
    وقوته في الحق
    ولمن يطّلع على الروايات التي تثبت شجاعته ،


    وقد روى المرتضى في نهج البلاغة عن علي أنه قال :

    " وإني من قومٍ لا تأخذُهم في الله لومة لائم ". [1]



    وإذا قلنا أن بيعته لهم كانت تقيةً
    فماذا نقول في بقائه وزيراً لهم
    طيلة فترة خمس وعشرين سنةً من خلافتهم ؟


    إنه لمن الصعب الاعتقاد
    أنه كان يستخدم التقية طيلة تلك الفترة.




    وهل كان تزويج ابنته لعمر تقيّةً أيضاً ؟


    وهل كانت تسمية أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة
    تقيةً أيضاً ؟ [2]



    إن أهل السنة يرون أن نسبة التقية
    إلى واحدٍ من أشجع أهل الأرض ( أعني عليّاً )
    إنما هو طعنٌ فيه.


    ويتساءلون:

    هل يحب الشيعة علي بن أبي طالب حقاً
    بينما ينسبون إليه مثل هذه الأمور ؟.



    التعليل الثالث:

    أن علي بن أبي طالب عليه السلام رفض الخلافة
    عندما عُرضت عليه قائلاً :

    " دعُوني والتمسوا غيري
    فلأن أكون لكم وزيراً خير لكم
    من أكون عليكم أميراً " [3]


    وقال عند مبايعته عقب مقتل عثمان:

    " والله ما كانت لي الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ،
    ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها " . [4]


    فلا يبدو من خلال هذه النصوص
    أن عليّاً كان يعتقد بنصية إمامته من القرآن ،


    وإلا فلو كان يعتقد ذلك لما قال :

    " دعوني والتمسوا غيري "


    ولما قال :

    " والله ما كانت لي في الخلافة رغبة "


    ولما بايع أبا بكرٍ وعمر وعثمان ،


    فإن هذا عصيانٌ للنص الإلهي
    على افتراض وجوده ،

    ومخالفة صريحةٌ لحديث " غدير خم "
    على افتراض صحته .

    =============

    [1] - نهج البلاغة 159 .
    [2] - سيأتي مزيد بيان لحقيقة موقف أهل البيت من الصحابة.
    [3] - نهج البلاغة 181 – 182 .
    [4] - نهج البلاغة 322 .

    الحمد لله رب العالمين

  14. #34

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    ومن المتفق عليه أن الحسن تنازل عن الخلافة لمعاوية
    حسبما تنبّأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم



    قائلاً :

    " إن ابني هذا سيد ،
    ولعل الله أن يصلح به
    بين فئتين عظيمتين من المسلمين" [1]


    والسؤال :

    لماذا يتنازل الحسن عن الخلافة إلى معاوية


    حسبما اعترفت بتفاصيله كتب الشيعة
    التي ذكرَتْ أن سليمان بن صرد – من كبار شيعة عليٍّ –
    كان يذم الحسن لتنازله قائلاً له :

    " السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين "
    بدلاً من أمير المؤمنين . [2]


    إن الاعتراض على الحسن وتخطئته
    في تنازله لمعاوية
    يتناقض مع اعتقاد العصمة فيه
    وفي باقي الأئمة

    الذين يعتقد الشيعة أن أقوالهم وأفعالهم حجة على الخلق ،


    إن ملف هذه القضية قد طُوِيَ
    بتنازل الحسن
    ومبايعة عليٍّ للثلاثة بالخلافة


    وإن ملف " نصيّة الإمامة " قد أُلغيَ
    برضاهما عن استلام غيرهما مقاليد الخلافة

    فلماذا يتمسك الشيعة
    بشيء تنازل عنه أئمتهم ؟


    =============
    [1] - رواه البخاري وغيره من طريق أبي بكرة
    انظر إرواء الغليل للألباني رقم ( 1597 ).
    [2] - رجال الكشي ص 103 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 215 ،
    جلاء العيون للمجلسي 1 : 393 ط : إيران 1393 هـ ،
    الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة 162 ، الاحتجاج للطبرسي 148 .
    الحمد لله رب العالمين

  15. #35

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    تلك أمة قد خلت


    وما فائدة الكلام على مسألة الخلافة والاختلاف عليها؟
    وما فائدة إعادة الكلام حول مسائل ماتت وانتهت ؟

    هل من الحكمة أن نبقى إلى اليوم نعيش في ظلها ،
    ننبش من أحداث الماضي ما لا ينفع حاضرنا ؟



    هل من العقل أن نختلف اليوم حول :
    الأولى بالخلافة وقد مات الخلفاء ؟!



    تُرى ، هل نستطيع أن نُعيد التاريخ مرة أخرى
    لنسلِّم زمام الخلافة إلى من تطالبون بهم ؟


    أم أن طرْق هذه المسائل
    ليس إلا من قبيل تحريش الشيطان
    وعمله في تفريق الأمة الواحدة
    وتمزيق أواصرها وجلب مزيد من الشقاق والتنافر ؟

    وهل يتخلى الشيعة عن ذكريات الماضي
    إن كانوا يريدون حقاً وحدة الأمة ونهضتها ؟

    هل يُلغون هذه الاستعراضات السنوية في مناسبة عاشوراء
    التي تحرك قلوب أبناء هذه الأمة
    وتهيجها ضد بعضها بعضاً السنة تلو السنة ،

    وتبعث في النفوس من جديد أحقاد الماضي
    وتعيد فتح صفحاته المطوية .
    الحمد لله رب العالمين

  16. #36

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    الحق مع علي ومخالفوه مخطئون بغاة


    وبالنسبة للخلاف بين علي ومعاوية

    فإن أهل السنة متفقون فيما بينهم

    على أن الحق مع علي بن أبي طالب في قتاله ضد معاوية

    وأن معاوية أخطأ حين بغى عليه هو وأشياعه وأنصاره.


    إننا نطالب المنصفين من الشيعة
    أن يأتونا بكتاب واحد من كتب أهل السنة
    حكم فيه بخطأ علي وجعل الحق حليف معاوية ،



    إنهم مستعدون

    لتقديم لائحة بأسماء مئة كتاب من كتب العقيدة السنية
    حكمت كلها بخطأ معاوية
    لخروجه على أمير المؤمنين عليٍّ رضي الله عنه ،



    لذا لم يكن من اللائق بالشيعة
    إظهار أهل السنة بمظهر النواصب [1]
    الذين يقفون دائماً في صفِّ معاوية ضد علي ،

    وليس من اللائق تسميتها بـ " الأمويين "
    فإن هذا ظلمٌ يُسئلون عنه يوم القيامة .

    =============
    [1] - كلمة النواصب اصطلاح يرمز إلى أهل السنة
    الذين يقال عنهم أنهم يناصبون أهل البيت العداء ،
    وقد ذكر نعمة الله الجزائري حُكمَ النواصب عند الشيعة
    وأنهم كفار أنجاسٌ بإجماع علماء الشيعة الإمامية
    وأنهم شرٌ من اليهود والنصارى ،
    وأن من علامات الناصبي : تقديم غير عليٍّ عليه في الإمامة .
    ( الأنوار النعمانية 2 : 206 – 207 )

    الحمد لله رب العالمين

  17. #37

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    الخلاف الأول كان سياسياً


    لقد كان الخلاف بين عليٍ ومعاوية
    مجرد خلاف سياسي ،

    غير أنه تطور بعد ذلك عند الشيعة
    حتى صار عقائد مفرطة ،

    وانفصلت عن الأمة الواحدة فرقة جديدة مستقلة
    لها منهج جديد في الأصول والفروع
    والعقائد والفقه والمواريث .




    تُرى :

    هل كان الخلاف بين عليٍ ومعاوية حول كل ذلك ؟


    أم أن الخلاف كان في مسألة جانبية
    لم تكن لتؤثّر فيما كان عليه كلاهما من المعتقد الواحد
    الذي تلقياه عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!


    كان معاوية يرى التعجيل في القبض على قاتلي عثمان

    في حين كان يرى عليٌّ
    ضرورة التروي والتمهُّل إلى أن تخمد الفتنة ،
    وقد كان هذا الرأي منه سديداً وصواباً،
    وكان غيره مخطئاً.




    يوضح عليٌ نفسه هذه الحقيقة بقوله
    فيما رواه عنه الشيعة :

    " وكان بدء أمرنا
    أنا التقينا والقوم من أهل الشام ،

    والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد ،
    ودعْوتنا في الإسلام واحدة ،

    ولا نستزيدهم
    في الإيمان بالله والتصديق برسوله
    ولا يستزيدوننا شيئاً

    إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ".[1]


    =============

    [1] - نهج البلاغة جـ 3 ص 114.
    الحمد لله رب العالمين

  18. #38

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    حب علي للصحابة


    وبناءً على هذا النص لا يظهر أي خلاف أو حقد
    بين عليٍ وبين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
    كما يصِّوره الشيعة ،

    بل إنه كان يرثيهم بعد موتهم ،
    ويتحسّر على فراقهم قائلاً:


    " أين القوم الذين دُعوا إلى الإسلام فقبلوه ،
    وقرأوا القرآن فأحكموه
    وسلبوا السيوف أغمادها
    وأخذوا بأطراف الأرض أطرافها
    زحفاً زحفاً وصفاً صفاً ،
    مُرْهُ العيون من البكاء ،
    خُمْصُ البطون من الصيام
    ذُبْلُ الشِفاه من الدعاء ،
    صُفْرُ الألوان من السهر ،
    على وجوههم غبرة الخاشعين ،
    أولئك إخواني الذاهبون ،
    فحُقَّ لنا أن نظمأ إليهم ،
    ونعضّ الأيدي على فراقهم " . [1]


    وليس أدلّ على هذه العلاقة الطيبة المتينة
    بين عليٍ والصحابة

    من تزويج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب [2]
    كما اعترفت بذلك كتب ومصادر الشيعة .


    ولّما شاور عمر بن الخطاب عليّاً
    بالذهاب بنفسه إلى غزو الروم

    منعه عليٌّ من ذلك وقال:

    " أنت حصنُ العرب ومرجعهم
    ورِدءٌ للناس ومثابةٌ للمسلمين .

    " إن الأعاجم إنْ ينظروا إليك غداً يقولوا :
    هذا أصلٌ العرب فإذا قطعتموه استرحتم ،
    فأطاعه عمرُ ولم يخرج لغزوهم " [3]


    وروى الشيعة عن علي قوله :

    " لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى أحداً يشبههم
    لقد كانوا يصبحون شعثاً غُبراً ،
    وقد باتوا سُجَّداً وقياماً ،
    يراوحون بين جباههم وخدودهم ،
    ويقفون على مثل الجمر من ذِكْر معادهم ،
    كأن بين أعينهم ركب المعزى
    من طول سجودهم .


    إذا ذُكر اللهُ هملت أعينهم حتى تبلَّ جيوبهم ،
    ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف
    خوفاً من العقاب ورجاء الثواب " .[4]


    وكان عليٌ يقول في عثمان:

    " إن الناس طعنوا عليه ( مثلما يفعل الشيعة اليوم )
    فكنت رجلاً من المهاجرين أُكثِر استعتابه "
    ( أي استرضاءه ) .[5]


    =============
    [1] - نهج البلاغة 235 .
    [2] - إن هذا الزواج يبطل الروايات المُختَلَقة التي وضعها الكذابون
    والتي تحكي أن عمر بن الخطاب ضرب فاطمة برجله حتى سقط جنينها ،
    هب أن رجلاً ضرب زوجتك وتسبب في قتل ولدك :
    هل تعطيه ابنتك وترضى أن يكون صهرك ؟
    وتسمي ولدك الآخر باسمه ؟
    ثم إن هذه الرواية المكذوبة تنص على أن الذي فعل ذلك
    رجلٌ اسمه " قنفذ " وليس عمراً .
    ( بحار الأنوار 43 : 197 – 200 ).
    [3] - نهج البلاغة 2 : 18 و 2 : 30 .
    [4] - نهج البلاغة 182 – 189 .
    [5] - نهج البلاغة 3 : 2

    الحمد لله رب العالمين

  19. #39

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    موقف أبنائه من الصحابة


    وروى الطبرسي عن الباقر أنه قال :

    " ولستُ بمنكرٍ فضل عمر ،
    ولكن أبا بكر أفضل من عمر " [1]


    ودخلتْ امرأةٌ على جعفر بن محمد – الإمام السادس –

    فسألتْه عن أبي بكرٍ وعمر

    فقال لها : تولِّيهما ،

    قالت: فأقول لربي إذا لقيتُه أنك أمرتني بولايتهما ؟

    فقال لها : " نعم " .[2]


    وقد تعجب رجلٌ من محمد بن علي ( من أهل البيت )
    حين وصف الثاني ( أبا بكر ) بـ " الصديق "

    ثم قال : " وتصفه بذلك ؟

    قال : نعم ، الصديق

    فمن لم يقل له ( الصديق )
    فلا صدّق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة " .[3]


    ويذكر المسعودي أنه لما قُتل عثمان ،
    وكان المصحف بين يديه يقرأ فيه
    صعدّتْ امرأتُه فصرخت :
    قد قُتِل أمير المؤمنين ،

    فدخل الحسن والحسين فوجداه قد فاضت روحه
    رضي الله عنه ،

    فبكوا عليه ، فبلغ ذلك عليّاً وطلحة والزبير وسعداً
    وغيرهم من المهاجرين والأنصار ،
    فدخل عليٌّ الدار وهو كالوالِهِ الحزين

    وقال لابنيه الحسن والحسين :

    " كيف قُتِل أمير المؤمنين وأنتما على الباب ؟ ".

    فلطم الحسن وضرب صدر الحسين ،
    وشتم محمد بن طلحة ولعن عبد الله بن الزبير .[4]

    =============

    [1] - الاحتجاج للطبرسي 230 .
    [2] - الكافي الروضة 8 : 101
    [3] - كشف الغُمّة 2 : 174 .
    [4] - مروج الذهب للمسعودي 2 : 344 .
    الحمد لله رب العالمين

  20. #40

    افتراضي رد: حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد

    صلة أهل البيت بالصحابة


    ومن فرط حب عليٍ للخلفاء الثلاثة الراشدين
    سمّى أولاده الثلاثة بأسمائهم :

    أبو بكر بن علي بن أبي طالب ،
    وعمر بن علي بن أبي طالب ،
    وعثمان بن علي بن أبي طالب ،

    وذلك باعتراف الشيعة ،[1]

    وزوّج ابنته أم كلثوم إلى عمر ( كما تقدم ) .



    وسمّى الحسين عليه السلام أولاده بأبي بكر وعمر ،
    وكذلك فعل أولاد الحسين ،

    كل ذلك تبركاً وتيمناً وتحبباً
    بصاحبَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

    وهذه حقيقة سطّرها علماء الشيعة في كتبهم .[2]



    وأما موسى بن جعفر عليه السلام
    وهو الإمام السابع عند الشيعة
    فقد سمى أحد أبنائه " أبا بكر " .[3]

    وهذا الإمام المذكور وُلدتْ له بنت
    فسماها عائشة [4]


    كما أن جده علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
    سمّى ابنته عائشة . [5]


    وكذلك الإمام العاشر عند الشيعة علي بن محمد الهادي ،
    له ولدٌ اسمه الحسن وبنت أسماها عائشة .[6]


    وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ،
    له ولدٌ أسماه أبا بكر .[7]

    والحسن بن علي له ثلاثة أولاد ،
    اسم أحدهم عمر .[8]

    وكان جعفر بن محمد الإمام السادس يقول :
    " ولدني أبو بكر مرتين " [9]

    وذلك لأن نسبه ينتهي إلى أبي بكر من طريقين :


    الأول :
    عن طريق والدته فاطمة بنت قاسم بن أبي بكر .


    الثاني :
    عن طريق جدته أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ،
    التي هي أم فاطمة بنت قاسم بن محمد بن أبي بكر .




    إن كل ذلك يؤكد

    أن الشيعة لا يقفون من الصحابة
    موقف أهل البيت من الصحابة ،

    وإلا فهل من الشيعة من يرضى
    أن يسميَ ولده أبا بكر أو عائشة
    ما دام أهل البيت فعلوا ذلك ؟

    أم أن هذا خطأ آخر
    ارتكبه الأئمة " المعصومون "

    يُضاف إلى جانب خطئهم
    في مبايعة الشيخين
    وتنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية !!



    إننا بهذا نضع " حب " الشيعة لأهل البيت
    تحت الاختبار وعلى المحكّ :



    هل يقتدون بأهل البيت في تسمية أبنائهم
    بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة


    كما فعل أهل البيت حسبما روته كتب الشيعة ؟


    وإذا لم يفعلوا

    فيكون انتسابهم إليهم ضرباً من الإدعاء .


    ============

    [1] - كتاب إعلام الورى للطبرسي 203 ، الإرشاد للمفيد 186 ،
    تاريخ اليعقوبي 2: 213 ، مقاتل الطالبيين لأبي فرج الأصبهاني 142 ،
    كشف الغمة للأربلي 2 : 64 ، جلاء العيون للمجلسي 182 .

    [2] - كتاب إعلام الورى 213 ، تاريخ اليعقوبي 228 ،
    مقاتل الطالبيين 78 و 119 ، التنبيه والإشراف للمسعودي 263 ،
    كتاب جلاء العيون للمجلسي 582 .

    [3] - كشف الغمة 2 : 217 ، مقاتل الطالبيين 561 .
    [4] - كشف الغمة 2 : 90 .
    [5] - كشف الغمة 2 : 334 ، الفصول المهمة 283 .
    [6] - كشف الغمة 2 : 334 ، الفصول المهمة 283 .
    [7] - مقاتل الطالبيين 123

    [8] - تاريخ اليعقوبي 2 : 228 ، عمدة الطالب 81 ،
    منتهى الآمال للقمي 1 : 240 ، الفصول المهمة 166 .

    [9] - عمدة الطالب 195 ، ط: طهران ، الإرشاد للمفيد 186 ،
    الكافي كتاب الحجة 1 : 472
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •