( 41 )
من سورة النساء
{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ
وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }
{ 93 }
تقدم أن الله أخبر أنه لا يصدر قتل المؤمن من المؤمن،
وأن القتل من الكفر العملي،
وذكر هنا وعيد القاتل عمدا،
وعيدا ترجف له القلوب وتنصدع له الأفئدة،
وتنزعج منه أولو العقول.
فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد،
بل ولا مثله،
ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم،
أي: فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده
أن يجازى صاحبه بجهنم،
بما فيها من العذاب العظيم،
والخزي المهين،
وسخط الجبار،
وفوات الفوز والفلاح،
وحصول الخيبة والخسار.
فعياذًا بالله
من كل سبب يبعد عن رحمته.
وهذا الوعيد له حكم أمثاله من نصوص الوعيد،
على بعض الكبائر والمعاصي بالخلود في النار،
أو حرمان الجنة.
وقد اختلف الأئمة رحمهم الله في تأويلها
مع اتفاقهم على بطلان قول الخوارج والمعتزلة
الذين يخلدونهم في النار
ولو كانوا موحدين.