تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 12 من 22 الأولىالأولى ... 23456789101112131415161718192021 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 221 إلى 240 من 433

الموضوع: تفسير آيات التوحيد في القرآن المجيد

  1. #221

    افتراضي

    ( 143 )


    من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )


    { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا

    نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ *

    أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ

    وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

    { 15 - 16 }


    يقول تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا }

    أي: كل إرادته مقصورة على الحياة الدنيا،

    وعلى زينتها من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة،

    من الذهب، والفضة، والخيل المسومة، والأنعام والحرث.

    قد صرف رغبته وسعيه وعمله في هذه الأشياء،

    ولم يجعل لدار القرار من إرادته شيئا،

    فهذا لا يكون إلا كافرا،

    لأنه لو كان مؤمنا، لكان ما معه من الإيمان

    يمنعه أن تكون جميع إرادته للدار الدنيا،

    بل نفس إيمانه وما تيسر له من الأعمال

    أثر من آثار إرادته الدار الآخرة.

    ولكن هذا الشقي، الذي كأنه خلق للدنيا وحدها



    { نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا }

    أي: نعطيهم ما قسم لهم في أم الكتاب من ثواب الدنيا.


    { وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ }

    أي: لا ينقصون شيئا مما قدر لهم، ولكن هذا منتهى نعيمهم.


    { أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ }

    خالدين فيها أبدا، لا يفتَّر عنهم العذاب،
    وقد حرموا جزيل الثواب.


    { وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا } أي: في الدنيا،

    أي: بطل واضمحل ما عملوه مما يكيدون به الحق وأهله،

    وما عملوه من أعمال الخير التي لا أساس لها،

    ولا وجود لشرطها وهو الإيمان.
    الحمد لله رب العالمين

  2. #222

    افتراضي


    ( 144 )

    من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )



    { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

    وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ

    أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }


    { 23 }



    يقول تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا } بقلوبهم،

    أي:صدقوا واعترفوا لما أمر الله بالإيمان به،

    من أصول الدين وقواعده.


    { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }

    المشتملة على أعمال القلوب والجوارح، وأقوال اللسان.


    { وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ }

    أي: خضعوا له، واستكانوا لعظمته، وذلوا لسلطانه،

    وأنابوا إليه بمحبته، وخوفه، ورجائه، والتضرع إليه.


    { أُولَئِكَ } الذين جمعوا تلك الصفات

    { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

    لأنهم لم يتركوا من الخير مطلبا، إلا أدركوه،

    ولا خيرا، إلا سبقوا إليه.
    الحمد لله رب العالمين

  3. #223

    افتراضي

    ( 145 )


    من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )


    { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحاً

    قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ

    هُوَ أَنشَأَكُمْ مّنَ ٱلاْرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُ مْ فِيهَا

    فَٱسْتَغْفِرُوه ُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }

    { 61 }


    أي:{ و } أرسلنا { إِلَى ثَمُودَ }

    وهم: عاد الثانية، المعروفون، الذين يسكنون الحجر، ووادي القرى،

    { أَخَاهُمْ } في النسب

    { صَالِحًا } عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،

    يدعوهم إلى عبادة الله وحده،



    فـ { قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ }

    أي: وحدوه، وأخلصوا له الدين

    { مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }

    لا من أهل السماء، ولا من أهل الأرض.



    { هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ } أي: خلقكم فيها

    { وَاسْتَعْمَرَكُ مْ فِيهَا } أي: استخلفكم فيها،

    وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة،

    ومكنكم في الأرض، تبنون، وتغرسون، وتزرعون،

    وتحرثون ما شئتم، وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون مصالحها،


    فكما أنه لا شريك له في جميع ذلك،

    فلا تشركوا به في عبادته.



    { فَاسْتَغْفِرُوه ُ }

    مما صدر منكم، من الكفر، والشرك، والمعاصي, وأقلعوا عنها،

    { ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ } أي: ارجعوا إليه بالتوبة النصوح، والإنابة،



    { إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ }

    أي: قريب ممن دعاه دعاء مسألة، أو دعاء عبادة،

    يجيبه بإعطائه سؤله، وقبول عبادته، وإثابته عليها، أجل الثواب،


    واعلم أن قربه تعالى نوعان: عام، وخاص،

    فالقرب العام: قربه بعلمه، من جميع الخلق،

    وهو المذكور في قوله تعالى:

    { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }


    والقرب الخاص: قربه من عابديه، وسائليه، ومحبيه،

    وهو المذكور في قوله تعالى { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }




    وفي هذه الآية، وفي قوله تعالى:

    { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ }

    وهذا النوع قرب يقتضي إلطافه تعالى،

    وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمراداتهم،

    ولهذا يقرن، باسمه "القريب" اسمه "المجيب"


    الحمد لله رب العالمين

  4. #224

    افتراضي

    ( 146 )


    من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )


    { قَالُواْ يٰصَـٰلِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّا قَبْلَ هَـٰذَا

    أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا

    وَإِنَّنَا لَفِى شَكّ مّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ }

    { 62 }


    فلما أمرهم نبيهم صالح عليه السلام ،

    ورغبهم في الإخلاص لله وحده,

    ردوا عليه دعوته، وقابلوه أشنع المقابلة.



    { قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا }

    أي: قد كنا نرجوك ونؤمل فيك العقل والنفع،

    وهذا شهادة منهم لنبيهم صالح،

    أنه ما زال معروفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم،

    وأنه من خيار قومه.


    ولكنه لما جاءهم بهذا الأمر، الذي لا يوافق أهواءهم الفاسدة,

    قالوا هذه المقالة التي مضمونها أنك [ قد] كنت كاملا،

    والآن أخلفت ظننا فيك، وصرت بحالة لا يرجى منك خير.


    وذنبه، ما قالوه عنه، وهو قولهم:

    { أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا }

    وبزعمهم أن هذا من أعظم القدح في صالح،

    كيف قدح في عقولهم، وعقول آبائهم الضالين،


    وكيف ينهاهم عن عبادة من لا ينفع ولا يضر،

    ولا يغني شيئا من الأحجار والأشجار ونحوها.


    وأمرهم بإخلاص الدين لله ربهم،

    الذي لم تزل نعمه عليهم تترى,

    وإحسانه عليهم دائما ينزل،

    الذي ما بهم من نعمة إلا منه،

    ولا يدفع عنهم السيئات إلا هو.


    { وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ }

    أي: ما زلنا شاكين فيما دعوتنا إليه،

    شكا مؤثرا في قلوبنا الريب،

    وبزعمهم أنهم لو علموا صحة ما دعاهم إليه لاتبعوه،

    وهم كذبة في ذلك.

    الحمد لله رب العالمين

  5. #225

    افتراضي

    ( 147 )


    من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )


    { ذٰلِكَ مِنْ أَنْبَاء ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ *

    وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ

    فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ ءالِهَتَهُمُ

    ٱلَّتِى يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ

    لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبّكَ

    وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ }

    { 100 -101 }



    ولما ذكر قصص هؤلاء الأمم مع رسلهم،

    قال الله تعالى لرسوله: { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ْ}

    لتنذر به، ويكون آية على رسالتك،

    وموعظة وذكرى للمؤمنين.


    { مِنْهَا قَائِمٌ ْ} لم يتلف، بل بقي من آثار ديارهم، ما يدل عليهم،

    { وَ ْ} منها { حَصِيدٌ ْ} قد تهدمت مساكنهم،

    واضمحلت منازلهم، فلم يبق لها أثر.


    { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ْ} بأخذهم بأنواع العقوبات

    { وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ْ} بالشرك والكفر، والعناد.



    { فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ

    الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ

    لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ْ}

    وهكذا كل من التجأ إلى غير الله،

    لم ينفعه ذلك عند نزول الشدائد.


    { وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ْ}

    أي: خسار ودمار،

    بالضد مما خطر ببالهم.

    الحمد لله رب العالمين

  6. #226

    افتراضي

    ( 148 )


    من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )


    { فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ

    مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ

    وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ ْ}


    { 109 ْ}




    يقول الله تعالى، لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم:

    { فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ ْ} المشركون،

    أي: لا تشك في حالهم، وأن ما هم عليه باطل,

    فليس لهم عليه دليل شرعي ولا عقلي،

    وإنما دليلهم وشبهتهم،


    أنهم { مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ْ}


    ومن المعلوم أن هذا، ليس بشبهة، فضلا عن أن يكون دليلا،

    لأن أقوال ما عدا الأنبياء، يحتج لها لا يحتج بها،

    خصوصا أمثال هؤلاء الضالين،

    الذين كثر خطأهم وفساد أقوالهم في أصول الدين،

    فإن أقوالهم وإن اتفقوا عليها فإنها خطأ وضلال.



    { وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ ْ}

    أي: لا بد أن ينالهم نصيبهم من الدنيا، مما كتب لهم،

    وإن كثر ذلك النصيب، أو راق في عينك,

    فإنه لا يدل على صلاح حالهم،

    فإن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب،

    ولا يعطي الإيمان والدين الصحيح، إلا من يحب.



    والحاصل أنه لا يغتر باتفاق الضالين،

    على قول الضالين من آبائهم الأقدمين،

    ولا على ما خولهم الله، وآتاهم من الدنيا.
    الحمد لله رب العالمين

  7. #227

    افتراضي

    ( 149 )



    من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )


    { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ

    وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *

    وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ

    وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ْ}


    { 113 ْ}


    أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المؤمنين،

    أن يستقيموا كما أمروا، فيسلكوا ما شرعه الله من الشرائع،

    ويعتقدوا ما أخبر الله به من العقائد الصحيحة،

    ولا يزيغوا عن ذلك يمنة ولا يسرة، ويدوموا على ذلك،

    ولا يطغوا بأن يتجاوزوا ما حده الله لهم من الاستقامة.


    وقوله: { إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ْ}

    أي: لا يخفى عليه من أعمالكم شيء, وسيجازيكم عليها،

    ففيه ترغيب لسلوك الاستقامة، وترهيب من ضدها،


    ولهذا حذرهم عن الميل إلى من تعدى الاستقامة فقال:

    { وَلَا تَرْكَنُوا } أي: لا تميلوا { إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ْ}

    فإنكم إذا ملتم إليهم، ووافقتموهم على ظلمهم،

    أو رضيتم ما هم عليه من الظلم

    { فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ْ} إن فعلتم ذلك


    { وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ْ} يمنعونكم من عذاب الله،

    ولا يحصلون لكم شيئا، من ثواب الله.


    { ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ْ} أي: لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم،



    ففي هذه الآية:

    التحذير من الركون إلى كل ظالم،

    والمراد بالركون، الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك،

    والرضا بما هو عليه من الظلم.


    وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة،

    فكيف حال الظلمة بأنفسهم؟!!

    نسأل الله العافية من الظلم.

    الحمد لله رب العالمين

  8. #228

    افتراضي

    ( 150 )


    من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )



    { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

    وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ

    فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ

    وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }


    { 123 ْ}


    { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }

    أي: ما غاب فيهما من الخفايا، والأمور الغيبية.


    { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ }

    من الأعمال والعمال، فيميز الخبيث من الطيب


    { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }

    أي: قم بعبادته، وهي جميع ما أمر الله به مما تقدر عليه،

    وتوكل على الله في ذلك.


    { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } من الخير والشر،

    بل قد أحاط علمه بذلك، وجرى به قلمه،

    وسيجري عليه حكمه، وجزاؤه.
    الحمد لله رب العالمين

  9. #229

    افتراضي

    ( 151 )


    من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )


    { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ

    أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *

    مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ

    مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ

    إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ

    أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ

    ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }


    { 39 - 40 }


    { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }

    أي: أرباب عاجزة ضعيفة لا تنفع ولا تضر،

    ولا تعطي ولا تمنع،

    وهي متفرقة ما بين أشجار وأحجار وملائكة وأموات،

    وغير ذلك من أنواع المعبودات التي يتخذها المشركون،


    أتلك { خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ } الذي له صفات الكمال،

    { الْوَاحِدُ } في ذاته وصفاته وأفعاله

    فلا شريك له في شيء من ذلك.


    { الْقَهَّارُ } الذي انقادت الأشياء لقهره وسلطانه،

    فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن


    { ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها }


    ومن المعلوم أن من هذا شأنه ووصفه

    خير من الآلهة المتفرقة التي هي مجرد أسماء،

    لا كمال لها ولا أفعال لديها.


    ولهذا قال: { مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ }

    أي: كسوتموها أسماء، سميتموها آلهة،

    وهي لا شيء،

    ولا فيها من صفات الألوهية شيء،


    { مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ }

    بل أنزل الله السلطان بالنهي عن عبادتها وبيان بطلانها،

    وإذا لم ينزل الله بها سلطانا،

    لم يكن طريق ولا وسيلة ولا دليل لها.


    لأن الحكم لله وحده، فهو الذي يأمر وينهى،

    ويشرع الشرائع، ويسن الأحكام،

    وهو الذي أمركم { أن لا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }

    أي: المستقيم الموصل إلى كل خير،

    وما سواه من الأديان، فإنها غير مستقيمة،

    بل معوجة توصل إلى كل شر.


    { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } حقائق الأشياء،

    وإلا فإن الفرق بين عبادة الله وحده لا شريك له،

    وبين الشرك به، أظهر الأشياء وأبينها.


    ولكن لعدم العلم من أكثر الناس بذلك،

    حصل منهم ما حصل من الشرك،


    فيوسف عليه السلام دعا صاحبي السجن

    لعبادة الله وحده، وإخلاص الدين له،

    فيحتمل أنهما استجابا وانقادا، فتمت عليهما النعمة،

    ويحتمل أنهما لم يزالا على شركهما،

    فقامت عليهما -بذلك- الحجة،

    الحمد لله رب العالمين

  10. #230

    افتراضي

    ( 152 )


    من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )


    {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ

    وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ

    إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }


    { 87 - 88 }


    أي: قال يعقوب عليه السلام لبنيه:

    { يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ }

    أي: احرصوا واجتهدوا على التفتيش عنهما


    { وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ }

    فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه،

    والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ،

    وأولى ما رجا العباد،
    فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه،


    { إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }

    فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته،

    ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.



    ودل هذا على أنه بحسب إيمان العبد

    يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه.


    الحمد لله رب العالمين

  11. #231

    افتراضي

    ( 153 )


    من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )


    {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ *

    وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ *

    وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

    يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ *

    وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ *

    أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ

    أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }


    { 103 - 107 }


    يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:

    { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ } على إيمانهم

    { بِمُؤْمِنِينَ } فإن مداركهم ومقاصدهم قد أصبحت فاسدة،

    فلا ينفعهم حرص الناصحين عليهم ولو عدمت الموانع،

    بأن كانوا يعلمونهم ويدعونهم إلى ما فيه الخير لهم،

    ودفع الشر عنهم، من غير أجر ولا عوض،

    ولو أقاموا لهم من الشواهد والآيات الدالات على صدقهم ما أقاموا.



    ولهذا قال:

    { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }

    يتذكرون به ما ينفعهم ليفعلوه، وما يضرهم ليتركوه.


    { وَكَأَيِّنْ } أي:

    وكم { مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا }

    دالة لهم على توحيد الله { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }



    ومع هذا إن وجد منهم بعض الإيمان فلا

    { يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ }

    فهم وإن أقروا بربوبية الله تعالى،

    وأنه الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور،

    فإنهم يشركون في ألوهية الله وتوحيده،

    فهؤلاء الذين وصلوا إلى هذه الحال

    لم يبق عليهم إلا أن يحل بهم العذاب،

    ويفجأهم العقاب وهم آمنون،



    ولهذا قال:

    { أَفَأَمِنُوا } أي: الفاعلون لتلك الأفعال، المعرضون عن آيات الله


    { أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ }

    أي: عذاب يغشاهم ويعمهم ويستأصلهم،

    { أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً } أي: فجأة

    { وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } أي: فإنهم قد استوجبوا لذلك،

    فليتوبوا إلى الله، ويتركوا ما يكون سببا في عقابهم.

    الحمد لله رب العالمين

  12. #232

    افتراضي

    ( 154 )


    من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )



    { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي

    وَسُبْحَانَ اللَّهِ
    وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }


    { 108 - 109 }



    يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:

    { قُلْ } للناس { هَذِهِ سَبِيلِي } أي: طريقي التي أدعو إليها،

    وهي السبيل الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته،

    المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره،

    وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له،


    { أَدْعُو إِلَى اللَّهِ } أي: أحثُّ الخلق والعباد إلى الوصول إلى ربهم،

    وأرغِّبهم في ذلك وأرهِّبهم مما يبعدهم عنه.


    ومع هذا فأنا { عَلَى بَصِيرَةٍ } من ديني،

    أي: على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية.

    { وَ } كذلك

    { مَنِ اتَّبَعَنِي } يدعو إلى الله كما أدعو على بصيرة من أمره.



    { وَسُبْحَانَ اللَّهِ }

    عما نسب إليه مما لا يليق بجلاله، أو ينافي كماله.


    { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

    في جميع أموري،

    بل أعبد الله مخلصا له الدين.

    الحمد لله رب العالمين

  13. #233

    افتراضي

    ( 155 )


    من سورة الرعد


    { اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا

    ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ

    وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى

    يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ

    لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }


    { 2 }


    يخبر تعالى عن انفراده بالخلق والتدبير، والعظمة والسلطان

    الدال على أنه وحده المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له



    فقال: { اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ }

    على عظمها واتساعها بقدرته العظيمة،

    { بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } أي: ليس لها عمد من تحتها،

    فإنه لو كان لها عمد، لرأيتموها


    { ثُمَّ } بعد ما خلق السماوات والأرض

    { اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } العظيم الذي هو أعلى المخلوقات،

    استواء يليق بجلاله ويناسب كماله.



    { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } لمصالح العباد ومصالح مواشيهم وثمارهم،

    { كُلِّ } من الشمس والقمر { يَجْرِي } بتدبير العزيز العليم،

    { لأَجَلٍ مُسَمًّى } بسير منتظم، لا يفتران ولا ينيان،

    حتى يجيء الأجل المسمى وهو طي الله هذا العالم،

    ونقلهم إلى الدار الآخرة التي هي دار القرار،

    فعند ذلك يطوي الله السماوات ويبدلها، ويغير الأرض ويبدلها.

    فتكور الشمس والقمر، ويجمع بينهما فيلقيان في النار،


    ليرى من عبدهما أنهما غير أهل للعبادة؛

    فيتحسر بذلك أشد الحسرة

    وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين.



    وقوله { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ }

    هذا جمع بين الخلق والأمر،

    أي: قد استوى الله العظيم على سرير الملك،

    يدبر الأمور في العالم العلوي والسفلي، فيخلق ويرزق،

    ويغني ويفقر، ويرفع أقواما ويضع آخرين،

    ويعز ويذل، ويخفض ويرفع،

    ويقيل العثرات، ويفرج الكربات،

    وينفذ الأقدار في أوقاتها التي سبق بها علمه،

    وجرى بها قلمه،

    ويرسل ملائكته الكرام لتدبير ما جعلهم على تدبيره.

    وينـزل الكتب الإلهية على رسله

    ويبين ما يحتاج إليه العباد من الشرائع والأوامر والنواهي،

    ويفصلها غاية التفصيل ببيانها وإيضاحها وتمييزها،


    { لَعَلَّكُمْ } بسبب ما أخرج لكم من الآيات الأفقية والآيات القرآنية،

    { بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } فإن كثرة الأدلة وبيانها ووضوحها،

    من أسباب حصول اليقين في جميع الأمور الإلهية،

    خصوصا في العقائد الكبار،

    كالبعث والنشور والإخراج من القبور.


    وأيضا فقد علم أن الله تعالى حكيم لا يخلق الخلق سدى،

    ولا يتركهم عبثا،

    فكما أنه أرسل رسله وأنزل كتبه لأمر العباد ونهيهم،

    فلا بد أن ينقلهم إلى دار يحل فيها جزاؤه،

    فيجازي المحسنين بأحسن الجزاء،

    ويجازي المسيئين بإساءتهم.

    الحمد لله رب العالمين

  14. #234

    افتراضي

    ( 156 )


    من سورة الرعد


    {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ

    وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ *

    عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ *

    سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ

    وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ *

    لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ

    إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

    وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ

    وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ }


    { 8 - 11 }


    يخبر تعالى بعموم علمه وسعة اطلاعه وإحاطته بكل شيء فقال:

    { اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى } من بني آدم وغيرهم،


    { وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ }

    أي: تنقص مما فيها إما أن يهلك الحمل أو يتضاءل أو يضمحل

    { وَمَا تَزْدَادُ } الأرحام وتكبر الأجنة التي فيها،


    { وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ }

    لا يتقدم عليه ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص

    إلا بما تقتضيه حكمته وعلمه.


    فإنه { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ }

    في ذاته وأسمائه وصفاته

    { الْمُتَعَالِ } على جميع خلقه بذاته وقدرته وقهره.



    { سَوَاءٌ مِنْكُمْ } في علمه وسمعه وبصره.

    { مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ }

    أي: مستقر بمكان خفي فيه،

    { وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ } أي: داخل سربه في النهار

    والسرب هو ما يختفي فيه الإنسان إما جوف بيته

    أو غار أو مغارة أو نحو ذلك.


    { لَه} أي: للإنسان

    { مُعَقِّبَاتٌ } من الملائكة يتعاقبون في الليل والنهار.


    { مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ }

    أي: يحفظون بدنه وروحه من كل من يريده بسوء،

    ويحفظون عليه أعماله، وهم ملازمون له دائما،

    فكما أن علم الله محيط به،

    فالله قد أرسل هؤلاء الحفظة على العباد،

    بحيث لا تخفى أحوالهم ولا أعمالهم، ولا يُنسى منها شيء،



    { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ }

    من النعمة والإحسان ورغد العيش

    { حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }

    بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر

    ومن الطاعة إلى المعصية،

    أو من شكر نعم الله إلى البطر بها

    فيسلبهم الله عند ذلك إياها.


    وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية،

    فانتقلوا إلى طاعة الله،

    غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء

    إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة،




    { وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا }

    أي: عذابا وشدة وأمرا يكرهونه،

    فإن إرادته لا بد أن تنفذ فيهم.


    فـإنه { لَا مَرَدَّ لَهُ } ولا أحد يمنعهم منه،

    { وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ }

    يتولى أمورهم فيجلب لهم المحبوب،

    ويدفع عنهم المكروه،

    فليحذروا من الإقامة على ما يكره الله

    خشية أن يحل بهم من العقاب

    ما لا يرد عن القوم المجرمين.


    الحمد لله رب العالمين

  15. #235

    افتراضي

    ( 157 )


    من سورة الرعد


    {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا

    وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ *

    وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَة ُ مِنْ خِيفَتِهِ

    وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ

    وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ

    وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ }

    { 12 - 13 }


    يقول تعالى: { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا }

    أي: يخاف منه الصواعق والهدم

    وأنواع الضرر على بعض الثمار ونحوها

    ويطمع في خيره ونفعه،



    { وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ }

    بالمطر الغزير الذي به نفع العباد والبلاد.



    { وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ }

    وهو الصوت الذي يسمع من السحاب المزعج للعباد،

    فهو خاضع لربه مسبح بحمده،

    { و } تسبح { الْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ }

    أي: خشعا لربهم خائفين من سطوته،


    { وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ } وهي هذه النار التي تخرج من السحاب،


    { فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ } من عباده بحسب ما شاءه وأراده


    وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ أي: شديد الحول والقوة

    فلا يريد شيئا إلا فعله،

    ولا يتعاصى عليه شيء ولا يفوته هارب.


    فإذا كان هو وحده الذي يسوق للعباد الأمطار والسحب

    التي فيها مادة أرزاقهم، وهو الذي يدبر الأمور،

    وتخضع له المخلوقات العظام

    التي يخاف منها وتزعج العباد

    وهو شديد القوة -

    فهو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له.
    الحمد لله رب العالمين

  16. #236

    افتراضي

    ( 158 )


    من سورة الرعد



    { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ

    وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ

    إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ

    وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ }



    { 14 }


    أي: لله وحده { دَعْوَةُ الْحَقِّ }

    وهي: عبادته وحده لا شريك له،

    وإخلاص دعاء العبادة ودعاء المسألة له تعالى،

    أي: هو الذي ينبغي أن يصرف له الدعاء، والخوف، والرجاء،

    والحب، والرغبة، والرهبة، والإنابة؛

    لأن ألوهيته هي الحق،
    وألوهية غيره باطلة




    { وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ }

    من الأوثان والأنداد التي جعلوها شركاء لله.


    { لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ }

    أي: لمن يدعوها ويعبدها بشيء قليل ولا كثير

    لا من أمور الدنيا ولا من أمور الآخرة


    { إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ } الذي لا تناله كفاه لبعده،

    { لِيَبْلُغَ } ببسط كفيه إلى الماء

    { فَاهُ } فإنه عطشان ومن شدة عطشه يتناول بيده،

    ويبسطها إلى الماء الممتنع وصولها إليه، فلا يصل إليه.



    كذلك الكفار الذين يدعون معه آلهة لا يستجيبون لهم بشيء

    ولا ينفعونهم في أشد الأوقات إليهم حاجة

    لأنهم فقراء كما أن من دعوهم فقراء،

    لا يملكون مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء،

    وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير.



    { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ }

    لبطلان ما يدعون من دون الله،

    فبطلت عباداتهم ودعاؤهم؛

    لأن الوسيلة تبطل ببطلان غايتها،


    ولما كان الله تعالى هو الملك الحق المبين،

    كانت عبادته حقًّا متصلة النفع لصاحبها في الدنيا والآخرة.



    وتشبيه دعاء الكافرين لغير الله

    بالذي يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه من أحسن الأمثلة؛

    فإن ذلك تشبيه بأمر محال،

    فكما أن هذا محال، فالمشبه به محال،

    والتعليق على المحال من أبلغ ما يكون في نفي الشيء


    كما قال تعالى:

    {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها

    لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة

    حتى يلج الجمل في سم الخياط }
    الحمد لله رب العالمين

  17. #237

    افتراضي

    ( 159 )


    من سورة الرعد

    { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ

    قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم ْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ

    لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا

    قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ

    أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ
    قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }


    { 16 }


    أي: قل لهؤلاء المشركين به أوثانا وأندادا يحبونها كما يحبون الله،

    ويبذلون لها أنواع التقربات والعبادات:

    أفتاهت عقولكم حتى اتخذتم من دونه أولياء

    تتولونهم بالعبادة وليسوا بأهل لذلك؟


    فإنهم { لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا }

    وتتركون ولاية من هو كامل الأسماء والصفات،

    المالك للأحياء والأموات،

    الذي بيده الخلق والتدبير والنفع والضر؟


    فما تستوي عبادة الله وحده، وعبادة المشركين به،

    كما لا يستوي الأعمى والبصير،

    وكما لا تستوي الظلمات والنور.


    فإن كان عندهم شك واشتباه،

    وجعلوا له شركاء زعموا أنهم خلقوا كخلقه وفعلوا كفعله،

    فأزلْ عنهم هذا الاشتباه واللبس

    بالبرهان الدال على توحد الإله بالوحدانية،


    فقل لهم: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }

    فإنه من المحال أن يخلق شيء من الأشياء نفسه.

    ومن المحال أيضا أن يوجد من دون خالق،

    فتعين أن لها إلها خالقا لا شريك له في خلقه لأنه الواحد القهار،


    فإنه لا توجد الوحدة والقهر إلا لله وحده،

    فالمخلوقات وكل مخلوق فوقه مخلوق يقهره

    ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه،

    حتى ينتهي القهر للواحد القهار،

    فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده،


    فتبين بالدليل العقلي القاهر،

    أن ما يدعى من دون الله ليس له شيء من خلق المخلوقات

    وبذلك كانت عبادته باطلة.


    الحمد لله رب العالمين

  18. #238

    افتراضي

    ( 160 )


    من سورة الرعد


    { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ

    وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ

    أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ

    بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ

    وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ *

    لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ

    وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ }



    { 33 - 34 }


    يقول تعالى: { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ }

    بالجزاء العاجل والآجل، بالعدل والقسط،

    وهو الله تبارك وتعالى كمن ليس كذلك؟


    ولهذا قال: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ }

    وهو الله الأحد الفرد الصمد،

    الذي لا شريك له ولا ند ولا نظير،



    { قُلْ } لهم إن كانوا صادقين:

    { سَمُّوهُمْ } لتعلم حالهم

    { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ }

    فإنه إذا كان عالم الغيب والشهادة وهو لا يعلم له شريكا،

    علم بذلك بطلان دعوى الشريك له،

    وأنكم بمنـزلة الذي يُعَلِّمُ الله أن له شريكا وهو لا يعلمه،

    وهذا أبطل ما يكون؛



    ولهذا قال: { أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ }

    أي: غاية ما يمكن من دعوى الشريك له تعالى أنه بظاهر أقوالكم.


    وأما في الحقيقة،


    فلا إله إلا الله،

    وليس أحد من الخلق يستحق شيئا من العبادة،


    ولكن { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ }

    الذي مكروه وهو كفرهم وشركهم، وتكذيبهم لآيات الله

    { وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ }

    أي: عن الطريق المستقيمة الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته،

    { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

    لأنه ليس لأحد من الأمر شيء.


    { لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ }

    من عذاب الدنيا لشدته ودوامه،


    { وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ }

    يقيهم من عذاب الله،

    فعذابه إذا وجهه إليهم لا مانع منه.
    الحمد لله رب العالمين

  19. #239

    افتراضي

    ( 161 )

    من سورة الرعد


    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً

    وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ

    لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ *

    يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }

    { 38 - 39 }


    أي: لست أول رسول أرسل إلى الناس حتى يستغربوا رسالتك،

    { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً }

    فلا يعيبك أعداؤك بأن يكون لك أزواج وذرية،

    كما كان لإخوانك المرسلين،

    فلأي شيء يقدحون فيك بذلك وهم يعلمون أن الرسل قبلك كذلك؛

    إلا لأجل أغراضهم الفاسدة وأهوائهم؟

    وإن طلبوا منك آية اقترحوها فليس لك من الأمر شيء.



    { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ }

    والله لا يأذن فيها إلا في وقتها الذي قدره وقضاه،


    { لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } لا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه،

    فليس استعجالهم بالآيات أو بالعذاب

    موجبا لأن يقدم الله ما كتب أنه يؤخر

    مع أنه تعالى فعال لما يريد.



    { يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ } من الأقدار

    { وَيُثْبِتُ } ما يشاء منها،


    وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه وكتبه قلمه

    فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير لأن ذلك محال على الله،

    أن يقع في علمه نقص أو خلل



    ولهذا قال: { وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }

    أي: اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشياء،

    فهو أصلها وهي فروع له وشعب.


    فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب،

    كأعمال اليوم والليلة التي تكتبها الملائكة،

    ويجعل الله لثبوتها أسبابا ولمحوها أسبابا،

    لا تتعدى تلك الأسباب ما رسم في اللوح المحفوظ،


    كما جعل الله البر والصلة والإحسان

    من أسباب طول العمر وسعة الرزق،

    وكما جعل المعاصي سببا لمحق بركة الرزق والعمر،

    وكما جعل أسباب النجاة من المهالك والمعاطب سببا للسلامة،

    وجعل التعرض لذلك سببا للعطب،


    فهو الذي يدبر الأمور بحسب قدرته وإرادته،

    وما يدبره منها لا يخالف ما قد علمه وكتبه في اللوح المحفوظ.
    الحمد لله رب العالمين

  20. #240

    افتراضي

    ( 162 )


    من سورة إبراهيم ( عليه الصلاة والسلام )

    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا

    وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ *

    جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ *

    وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ

    قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ }

    { 28 - 30 }


    يقول تعالى - مبينا حال المكذبين لرسوله من كفار قريش

    وما آل إليه أمرهم:

    { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا }

    ونعمة الله هي إرسال محمد صلى الله عليه وسلم إليهم،

    يدعوهم إلى إدراك الخيرات في الدنيا والآخرة

    وإلى النجاة من شرور الدنيا والآخرة،

    فبدلوا هذه النعمة بردها،

    والكفر بها والصد عنها بأنفسهم.



    { و } صدهم غيرهم حتى { أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ }

    وهي النار حيث تسببوا لإضلالهم،

    فصاروا وبالا على قومهم، من حيث يظن نفعهم،

    ومن ذلك

    أنهم زينوا لهم الخروج يوم " بدر " ليحاربوا الله ورسوله،

    فجرى عليهم ما جرى،

    وقتل كثير من كبرائهم وصناديدهم في تلك الوقعة.


    { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا } أي: يحيط بهم حرها من جميع جوانبهم

    { وَبِئْسَ الْقَرَارُ }



    { وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا } أي: نظراء وشركاء

    { لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ }

    أي: ليضلوا العباد عن سبيل الله

    بسبب ما جعلوا لله من الأنداد ودعوهم إلى عبادتها،


    { قُلْ } لهم متوعدا:

    { تَمَتَّعُوا } بكفركم وضلالكم قليلا،
    فليس ذلك بنافعكم


    { فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ }

    أي: مآلكم ومقركم ومأواكم فيها وبئس المصير.

    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •