خامساً : التوسل البدعي .
التوسل : هو أن يتخذ الإنسان وسيلة توصله إلى مقصوده،
فأصله طلب الوصول إلى الغاية المقصودة .
والتوسل من الدعاء ، والدعاء أعظم أنواع العبادة .
والعبادة تقوم على أمرين عظيمين كما تقدم :-
الأول : الإخلاص لله تعالى .
والثاني :
أن يكون العمل موافقاً لما شرعه الله تبارك وتعالى في كتابه
أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ،
فإذا اختل واحد من هذين الشرطين ،
لم يكن العمل صالحاً ولا مقبولاً .
والإسماعيلية في التوسل قد خالفوا ذلك المنهج الحق ،
فالذي يقرأ صحيفة الصلاة يلحظ بأن ليس لديهم ضابط في قضية التوسل ،
فيتوسلون بذوات المخلوقين ، وجاههم وحقهم ،
ويتوسلون بالأموات في الجاهلية !
ويتوسلون بالجن والحيوانات ، والجمادات ، وغير ذلك !!
وإليك – أخي الحبيب – نماذج من أقوالهم من خلال صحيفة الصلاة :
قال الهندي في دعاء ليلة القدر ص ( 363 ) :
" اللهم إني أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ،
بحقك عليهم ، وبحقهم عليك " [1] .
وفي دعاء التقرب ص ( 99 ) أضاف علي بن الحسين ،
ومحمد الباقر وجعفر الصادق وإسماعيل ، وعبد الله بن محمد ،
وأحمد بن عبد الله والحسين بن أحمد ، وعبد الله المهدي ،
ومحمد القائم ، وإسماعيل المنصور ... الخ
ويتقرب بجاههم ، وحقهم على الله .
ثم دعاء الصحيفة ص ( 614 ) . توسل بكل ما هب ودب فقال :
" اللهم إني أسألك ... بضوء النهار ، بظلام الليل ، بنور القمر ،
بشعاع الشمس بهفيف الشجر بدوي الماء ، بعلو السماء ،
بهيجان البحر ... بلغات الطير .... وبحرّ الصيف وبرد الشتاء ...
وكبش إسماعيل ، وبناقة صالح ،
وبقميص يوسف وبحزن يعقوب ...
وبما فوق الفوق وبما تحت التحت ... الخ ".
وفي الدعاء ، في صلاة التهجد ص ( 239 ) ،
توسل إلى الله بمن ماتوا في الجاهلية ،
قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فتوسل بجد الرسول صلى الله عليه وسلم عبد المطلب ،
وأبي الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله ،
وبعمه أبي طالب الذي لحق البعثة وأدرك الإسلام إلا أنه لم يُسلم .
والغريب المضحك – وكل أمورهم كذلك –
أنهم يتقربون إلى الله بالجن والشياطين والعفاريت !!
فجاء في دعاء النصر والمهابة ،
الذي نسبوه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كذباً وزوراً
ص ( 660 ) ، ما يلي
" اللهم إني أسألك .... بحق المقري ، والمغيشم ، وشمشم ،
وبيشا ، وهيشا ، كبا ، كبا كبا ، ينجلي ، ينجلي ، ينجلي .... الخ "
وقد قال لي بعض الذين كانوا على معرفة بالسحر :
إن هذه أسماء مردة الجن ، ورؤسائهم ،
وهي مذكورة حسب قوله في كتاب شمس المعارف .
فتأمل أخي – رعاك الله - في ذلك .
`````````````````````````````
[1]/ لا يجوز أن يقال في الدعاء بحق نبيك أو بحق احد من خلقك
لأن ذلك من التوسل البدعي وليس لأحد حق على الله تعالى إلا ما أحقه الله على نفسه،
فإن الله هو المنعم على عباده بكل خير ، وهو الذي هداهم قال عز وجل :
{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ
بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
[ سورة الحجرات الآية : 17 ].