لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم !! ..


ذئاب المتشيطنة نصبت شباكها - صائدةً - في كل وقت وزمان .. وكم هي سعادة الشيطان ، ونوابه من بني البشر غامرةً حين يرون منفرداً عن الجماعة المؤمنة برأي ، أو فكرة شذَّ بها عنهم دون حجة وبرهان ، وإنما هي فكرةٌ ورأي يُــدَار على أقيسة ، واجتهاد بين الإصابة والخطأ كائن ..


يَا رَافِعاً رَايةَ الشُورَى وحَارسَهـــا ... جَــــزَاك ربُك خَيراً عَنْ مُحِبـــــيهــا
رَأْي الجَمَاعَةِ لا تَشْقى البِـلادُ به ... رَغــمَ الخِلافِ وَرَأْي الفْردِ يُشْقِيهـا


والانحراف عن طريق الصواب بدايته : خطوة التعصب للقول والفعل ، ثم تكون تلك الإجالة التي يفرح بها شيطان الهوى .. ومن نظر بعين التأمل في حال بعض أهل الانحراف : وَجَــدَ أنَّ المؤثر فكرة قيلت ، وانقدحت في فؤاد ذلك المفكر، فلـمَّـا بين له الأقران ، أو من هـــو فوقه رتبةً خطأها .. جاءه من يؤز عواصفَ التعصب في داخله ..


وزاد الطين بِـلَّــةً : < مجموعةُ الفرحين > بزلة ذلك الإنسان الذي هو منا ، ونحن منه .. فهم هداهم الله أكثروا من القيل والقال ، وكثرة رقم السطور الكاسرة لظهر ذلك الإنسان ، والكثير منهم تحبيرُهم : انتصار وتشفي ، ونصرة للانتماء والطائفة ، < وهم أولى بالنصح من المنصوح !! > ، والقلة منهم ناصحة ، مكتفية بالإشارة ، ولغة : ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا !! ..


وهذا المتفرد : لو قدمتَ له قُـرَابَ الأرضِ تدليلاً وتعليلاً ، لا يعود طالبــاً لحق الصواب ؛ لأنَّ البصيرة عميت بنكت سواد الانتصار للذات والهوى ، أو شبهة غلبت على التعقل والحكمة في القول والفعل ..


وهو في ميزان عدالة الإسلام ورحمته ، ومطالبه المؤلفة لا المفرقة !! : < أخٌ لنا في الديانة > ، يُدعى له ، ويُـصبر عليه ؛ فعسى ولعلَّ يعود إلى أنوار الحق راشداً , وما سبق منه من زلل يكون تجربةً نافعةً له ، في مستقبل الأيام < ولا حكيم ألا ذو تجربة > ..


أما إقصاؤه وتركه ، وسلوك طرق الحرق للآخرين ، ونسيان محاسن الإصابة ، وبحر الحسنات السابقة : فذلك إسلامٌ له مذموم لحظ النفس الظالمة ، ونصرٌ لشيطان الهوى عليه ، وفي الحديث : ( لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ) ..


فيا أيها العقلاء : لا تعينوا الشيطان على أخيكم ، فهو إمَّــا راجع إليكم ، وإمَّـا يـَقلبُ ظهرَ مِـجَـنِّ النُّــصرة للحق ، إلى عدو كاشحٍ معادٍ للحق وأهله !! .. ومن قرأ تاريخ الحياة ، علم تلك الحقيقة المؤلمة ، إلا من رحم الله تعالى وعصم ..


حسن الحملي ..