27-07-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
من جديد خرج علينا الصحافي المصري المثير للجدل إبراهيم عيسى عبر برنامجه "مدرسة المشاغبين"، للتشغيب على أصل آخر وثابت جديد من ثوابت عقيدتنا، حيث قال الإعلامي إبراهيم عيسى في برنامجه الذي يذاع على قناة "أون تى فى" إنه لا يوجد شيء في الدين الإسلامي يسمى عذاب القبر، أو الثعبان الأقرع، وأن الغرض من ذلك هو تهديد وتخويف الناس.


من جديد خرج علينا الصحافي المصري المثير للجدل إبراهيم عيسى عبر برنامجه "مدرسة المشاغبين"، للتشغيب على أصل آخر وثابت جديد من ثوابت عقيدتنا، حيث قال الإعلامي إبراهيم عيسى في برنامجه الذي يذاع على قناة "أون تى فى" إنه لا يوجد شيء في الدين الإسلامي يسمى عذاب القبر، أو الثعبان الأقرع، وأن الغرض من ذلك هو تهديد وتخويف الناس.
ويبدو أن هدف عيسى الأول من هذا البرنامج ومن كتاباته عامة هو التشغيب على ثوابتنا الإسلامية وتشكيك المسلمين فيها، وهو طرح علماني، ينتهجه التيار العلماني منذ زمن بعيد إزاء القضايا الإسلامية، وتحديداً مع القضايا التي تمس العقيدة الإسلامية، أو تلك التي تمثل أهمية لحياة الناس العامة.
وقد شنَّ الدكتور مختار عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بأسيوط، هجوماً حاداً على الكاتب إبراهيم عيسى، بعدما أنكر "عذاب القبر".
وأكد عبد الرحيم أن إنكار إبراهيم عيسى لعذاب القبر خروج عن دائرة الإيمان إلى دائرة الفسق، وقال:" إن عيسى دأب في الفترة الأخيرة على الطعن في الثوابت لدى المسلمين، فطعن من قبل في جمع القرآن الكريم".
وأشار إلى أن عذاب القبر أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه حينما مر على قبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أحدهما كان لا يستبرئ من بوله، والآخر كان يمشى بالنميمة بين الناس.
وأكد عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن مفتى الجمهورية الأسبق الشيخ حسانين مخلوف، قال: "استقر رأى الأمة على ما جاء في الأحاديث الصحيحة عن عذاب القبر ونعيمه، ولا عبرة لمن ينكرها"، لافتا إلى أن كلام الصحفي لا يمت للحقيقة بصلة، وهو كعادته دائماً ما يطعن في الثوابت التي أجمعت عليها الأمة.
ومن جانبه قال الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، إن حديث الإعلامي إبراهيم عيسى، الذي أكد فيه أنه لا يوجد شيء اسمه عذاب القبر أو الثعبان الأقرع، لا يستحق التعليق، وأضاف "عبد الجليل" في تصريحات لـه أن إبراهيم عيسى لا صلة له بالعلم الشرعي ولا يجب أن يتحدث في العقيدة وما ليس له به علم.
بينما أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف "سابقا"- رداً على عيسى- أن عذاب القبر من السمعيات التي وردت في القرآن والسنة، وأضاف الأطرش: "للأسف نرى من يقرأ رأياً شاذاً، فيقول به في وسائل الإعلام، فيحدث بلبله للمسلمين في أمور دينهم، فيتحدث في أمور يجهلها غير الدارسين خاصة المتلقين لآرائه وكلامه".
وكلام عيسى يرتبط بشكل كبير بالطرح العلماني المادي الذي ينكر الغيبيات والمعجزات، وللشيعة- وليس فكر عيسى ومعتقدة ببعيد عنهم- آراء تقترب إلى حد كبير مع ما طرحه عيسى، حيث يخالف الشيعة جمهور أهل السنة في مسألة عذاب القبر ونعميه؛ فيرى فريق منهم أن العذاب والنعيم يقعان على الروح لا الجسد، وينكر فريق آخر هذين الأمرين بالكلية، حيث ينكر الحوثيون – الشيعة- عذاب القبر ونعيمه، ويعتبرون أن مرحلة البرزخ مرحلة مرور إلى الدار الآخرة فقط، يمكث الإنسان فيها كمكوثه وراحته في بيته.