للأسف المثبِّط والمتهِم والمتهجِّم والمتعدِّي والمؤذِي من الخواصّ
قلتُ: أخرج للدعوة إلى الله والنصح والإرشاد والأمر بالمعروف بعد صلاة العشاء في المقاهي ... فدخلتُ الكثير منها .. فأوزع على الجالسين نصيحة بعنوان : ( لا بد من الصلاة لذهاب الذنوب ) .. فتناولها الناس بقبول وفرح ... ولكنني وجدتُ من يناديني من بعيد .. فالتفت إليه وذهبت نحوه .. ما الأمر ؟
قال لي : عذا الحديث الذي توزعه ليس عن عثمان بن عفان لكن عن أبي هريرة .... قلت له: لبعض الأحاديث أكثر من راوٍ أو صحابي ... قال لي : لا ، الحديث عن أبي هريرة ، وأنا مدرس في الأزهر ، وحافظ وفاهم ...
قلت له: (وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)، (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) ....
فقال لي : أنت تكذب على النبي ومن كذب متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ...
قلت له: لا حول ولا قوة إلا بالله ... إن شئت صورت لك مصدر الحديث والتخريج .. لا يقبل ... المهم الهدف إسقاط العمل والنصيحة .. والشكوى لله ...

من هنا نعلم أن المتصدر لأمر النصيحة لا بد له من الصبر الجميل والحلم مع أمثال هؤلاء ...

والذي فعلته هو أنني وزعت حديث عثمان بن عفان الذي رواه أحمد وابن ماجه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهَرٌ يَجْرِي ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، مَا كَانَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ ؟ " قَالُوا : لَا شَيْءَ ، قَالَ : " إِنَّ الصَّلَوَاتِ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ " ..
ورواه أيضا أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء "قالوا: لا يبقى من درنه شيء قال:" فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا "متفق عليه.

__________________