تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [للمشار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    Lightbulb شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [للمشار

    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    أما بعد
    فطالب العلم يحافظ على معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة وفهمها ، سيتم إن شاء الله تعالى شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق في هذا الموضوع ، والله سبحانه وتعالى أسأل أن ينفع به قارئه وكاتبه ، وأن يبلغنا من فضله وإحسانه ما نؤمله ونرتجيه ، وإنه ولي ذلك والقادر عليه .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    جزاكم الله خيرًا على اهتمامكم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ونفعنا الله تعالى بمواضيعكم الطيبة النافعة
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل


    ذكر في السيرة النبوية حديث :
    " ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام " .

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:

    وقوله : " ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام " قيل : كان مناما رأته حين حملت به ، وقصته على قومها فشاع فيهم واشتهر بينهم ، وكان ذلك توطئة .
    وتخصيص الشام بظهور نوره إشارة إلى استقرار دينه وثبوته ببلاد الشام؛ ولهذا تكون الشام في آخر الزمان معقلا للإسلام وأهله، وبها ينزل عيسى بن مريم بدمشق بالمنارة الشرقية البيضاء منها, ولهذا جاء في الصحيحين: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»، وفي صحيح البخاري: «وهم بالشام» .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    ذكر في السيرة النبوية حديث : "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أتاهُ جبريلُ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ يلعَبُ معَ الغلمانِ ، فأخذَهُ فصرعَهُ فشقَّ عن قلبِهِ ، فاستَخرجَ القلبَ ، فاستَخرجَ منهُ علَقةً ، فقالَ : هذا حظُّ الشَّيطانِ منكَ ، ثمَّ غسلَهُ في طَستٍ من ذَهَبٍ بماءِ زمزمَ ، ثمَّ لأَمَهُ ، ثمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ ، وجاءَ الغِلمانُ يسعَونَ إلى أمِّهِ ( يَعني ظئرَهُ ) فقالوا : إنَّ محمَّدًا قد قُتِلَ ، فاستَقبلوهُ وَهوَ مُنتقعُ اللَّونِ ، قالَ أنسٌ : وقد كنتُ أرى أثرَ ذلِكَ المِخيَطِ في صدرِهِ".

    قال ابن حجر رحمه الله في الفتح :
    وجميع ما ورد في شق الصدر، واستخراج القلب، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة، مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة، فلا يستحيل شيء من ذلك..
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    ذكر في السيرة النبوية حديث :
    " كانَ أوَّلُ ما بُدِئَ بهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الرؤيا الصادقةُ في النومِ ، فكانَ لا يرَى رؤيَا إلا جاءتْ مثلَ فَلَقِ الصُّبحِ ، ثم حُبِبَ إليهِ الخَلاءُ ، فكانَ يلْحَقُ بغارِ حِرَاءٍ ، فيَتَحَنَّثُ فيهِ - قالَ : والتَّحَنُّثُ التَّعَبُّدُ - الليالِيَ ذواتِ العددِ قبْلَ أن يَرجِعَ إلى أهلِهِ ، ويَتَزَوَّدُ لذَلِكَ ، ثمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ ، فيَتَزَوَّدُ بمثْلِهَا ، حتى فَجِئَهُ الحقُّ وهوَ في غَارِ حِرَاءٍ ، فجاءَهُ المَلَكُ فقالَ : اقرأْ ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( ما أنَا بِقَارِئٍ ) . قالَ : ( فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتى بلغَ مني الجَهدَ ، ثم أرسلنِي فقالَ : اقرأْ ، قلتُ : ما أنَا بقارِئٍ ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانيةَ حتى بلَغَ مني الجَهدَ ، ثم أرسلَني فقالَ : اقرأْ ، قلتُ : ما أنَا بقَارِئٍ ، فأخذَنِي فَغَطَّنِي الثَالِثَةَ حتى بلَغَ مني الجَهْدَ ، ثمَّ أرسلَنِي فقالَ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ . الآياتِ إلى قَوْلِهِ : عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) . فرجَعَ بهَا رسولُ اللهِ صلَى اللهُ عليهِ وسلمَ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ ، حتى دَخَلَ على خَدِيجَةَ ، فقالَ : ( زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ) . فَزَمَّلوهُ حتَّى ذهَبَ عنهُ الروعُ . قالَ لخَدِيجَةَ : ( أيْ خَدِيجَةُ ، مَا لِي ، لقدْ خَشِيتُ على نفسِي ) . فأخبرَهَا الخَبَرَ ، قالتْ خَدِيجَةُ : كلَّا ، أَبْشِرْ ، فواللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا ، فواللهِ إنَّكَ لَتَصِلُ الرحِمَ ، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ ، وتَقْرِي الضَّيْفَ ، وتُعِينُ على نَوَائِبِ الحقِّ . فانْطَلَقَتْ بهِ خديجةُ حتَّى أَتَتْ بهِ وَرَقَةَ بنَ نَوْفَلٍ ، وهوَ ابنُ عمِّ خديجَةَ أَخِي أبِيهَا ، وكانَ امرأً تَنَصَّرَ في الجاهِلَيَّةِ ، وكانَ يكْتُبُ الكتابَ العربِيَّ ، ويكتُبُ من الإنجيلِ بالعربيةِ ما شاءَ اللهُ أن يكتُبَ ، وكانَ شيخًا كبيرًا قد عَمِيَ ، فقالتْ خديجةُ : يا ابنَ عَمِّ ، اسمَعْ من ابْنِ أخِيكَ ، قالَ ورَقَةُ : يا ابنَ أخِي ، ماذا تَرَى ؟ فأَخْبَرهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خَبَرَ ما رأَى ، فقالَ ورَقَةُ : هذا النَّامُوسُ الذي أُنِزَل على موسَى ، لَيْتَنِي فيهَا جذَعًا ، ليتَنِي أكُونُ حيًّا ، ذَكَرَ حَرفًا ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ ) . قالَ وَرَقَةُ : نَعمْ ، لم يأتِ رجلٌ بمَا جِئْتَ بهِ إلا أُوِذِيَ ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ حيًا أنْصُرُكَ نصرًا مُؤَزَّرًا . ثمَّ لم يَنْشَبْ ورقةُ أنْ تُوُفِّيَ ، وَفَتَرَ الوحْيُ فَتْرَةً ، حتى حَزِنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . "



    قال ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 8/ 915-918 ) :

    "قوله : (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم الرؤيا الصادقة ) زاد في رواية عقيل كما تقدم في بدء الوحي (من الوحي) أي في أول المبتدآت من إيجاد الوحي الرؤيا وأما مطلق ما يدل على نبوته فتقدمت له أشياء مثل تسليم الحجر كما ثبت في صحيح مسلم وغير ذلك ، و(ما) في الحديث نكرة موصوفة ، أي أول شيء ." ,

    " قوله : ( الخلاء ) بالمد المكان الخالي ، ويطلق على الخلوة ، وهو المراد هنا ." .

    " قوله : ( إلى أهله ) يعني خديجة وأولاده منها وقد سبق في تفسير سورة النور في الكلام على حديث الإفك تسمية الزوجة أهلا ويحتمل أن يريد أقاربه أو أعم .
    قوله : ( ثم يرجع إلى خديجة فيتزود ) خص خديجة بالذكر بعد أن عبر بالأهل إما تفسيرا بعد إبهام ، وإما إشارة إلى اختصاص التزود بكونه من عندها دون غيرها ." .

    " قوله : ( فغطني ) تقدم بيانه في بدء الوحي ووقع في (السيرة لابن إسحاق) فغتني بالمثناة بدل الطاء وهما بمعنى ، والمراد غمني .
    وصرح بذلك بن أبي شيبة في مرسل عبد الله بن شداد وذكر السهيلي أنه روى سأبي بمهملة ثم همزة مفتوحة ثم موحدة أو مثناة وهما جميعا بمعنى الخنق ، وأغرب الداودي فقال : معنى فغطني صنع بي شيئا حتى ألقاني إلى الأرض كمن تأخذه الغشية .
    والحكمة في هذا الغط شغله عن الالتفات لشيء آخر أو لإظهار الشدة والجد في الأمر تنبيها على ثقل القول الذي سيلقى إليه ، فلما ظهر أنه صبر على ذلك ألقى إليه ، وهذا وإن كان بالنسبة إلى علم الله حاصل لكن لعل المراد إبرازه للظاهر بالنسبة إليه صلى الله عليه و سلم ، وقيل : ليختبر هل يقول من قبل نفسه شيئا فلما لم يأت بشيء دل على أنه لا يقدر عليه ، وقيل : أراد أن يعلمه أن القراءة ليست من قدرته ولو أكره عليها ، وقيل : الحكمة فيه أن التخييل والوهم والوسوسة ليست من صفات الجسم ، فلما وقع ذلك لجسمه علم أنه من أمر الله .
    وذكر بعض من لقيناه أن هذا من خصائص النبي صلى الله عليه و سلم إذ لم ينقل عن أحد من الأنبياء أنه جرى له عند ابتداء الوحي مثل ذلك .
    قوله : ( فغطني الثالثة ) يؤخذ منه أن من يريد التأكيد في أمر وإيضاح البيان فيه أن يكرره ثلاثا وقد كان صلى الله عليه و سلم يفعل ذلك كما سبق في كتاب العلم..." .





    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    ذكر في السيرة النبوية حديث :
    " صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا فنادى يا صباحاه ، فاجتمعت إليه قريش ، فقال : إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد أرأيتم لو أني أخبرتكم أن العدو ممسيكم أو مصبحكم أكنتم تصدقوني ؟ فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا تبا لك ، فأنزل الله تبارك وتعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب }." .



    تحفة الأحوذي (9/ 181) :
    ( يا صباحاه ) هذه كلمة يقولها المستغيث وأصلها إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون بالصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح ، وكأن القائل يا صباحاه يقول قد غشينا العدو...
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    ذكر في السيرة حديث :
    قال العباس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : ما أغنيت عن عمك ؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك. قال : ( هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار).



    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 7/ 244) :

    قوله : ( ما أغنيت عن عمك ) يعني أبا طالب .

    قوله : ( كان يحوطك ) بضم الحاء المهملة من الحياطة وهي المراعاة .

    قوله : ( ويغضب لك ) يشير إلى ما كان يرد به عنه من قول وفعل .

    قوله : ( هو في ضحضاح ) بمعجمتين ومهملتين هو استعارة ، فإن الضحضاح من الماء ما يبلغ الكعب ، ويقال أيضا لما قد قرب من الماء وهو ضد الغمرة ، والمعنى أنه خفف عنه العذاب .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    ذكر في السيرة النبوية :
    أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسولَ اللهِ ، هذه خديجةُ قد أَتَتْ ، معها إناءٌ فيه إِدامٌ أو طعامٌ أو شرابٌ ، فإذا هي أَتَتْكَ فاقَرِأْ عليها السلامَ مِن ربِّها ومنِّي ، وبِشِّرْهَا ببيتٍ في الجنةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبٌ فيه ولا نصبٌ .



    قال الحافظ ابن حجر في الفتح الجزء السابع :

    " قوله : ( خديجة ) هي أول من تزوجها - صلى الله عليه وسلم - ، وهي بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي ، تجتمع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصي ، وهي من أقرب نسائه إليه في النسب ; ولم يتزوج من ذرية قصي غيرها إلا أم حبيبة ، وتزوجها سنة خمس وعشرين من مولده في قول الجمهور ...".

    " ...قوله : ( من قصب ) بفتح القاف والمهملة بعدها موحدة ، قال ابن التين : المراد به لؤلؤة مجوفة واسعة كالقصر المنيف . قلت : عند الطبراني في " الأوسط " من طريق أخرى عن ابن أبي أوفى " يعني قصب اللؤلؤ " ، وعنده في " الكبير " من حديث أبي هريرة " بيت من لؤلؤة مجوفة " وأصله في مسلم ، وعنده في الأوسط " من حديث فاطمة قالت : قلت : يا رسول الله ، أين أمي خديجة ؟ قال : في بيت من قصب . قلت : أمن هذا القصب ؟ قال : لا ، من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت" قال السهيلي : النكتة في قوله : " من قصب " ولم يقل : من لؤلؤ ؛ أن في لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها ، ولذا وقعت هذه المناسبة في جميع هذا الحديث . انتهى .
    وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه ، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها ، إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن ، ولم يصدر منها ما يغضبه قط كما وقع لغيرها .".

    " قوله : ( لا صخب فيه ولا نصب ) الصخب بفتح المهملة والمعجمة بعدها موحدة : الصياح والمنازعة برفع الصوت ، والنصب بفتح النون والمهملة بعدها موحدة التعب . وأغرب الداودي فقال : الصخب : العيب ، والنصب : العوج ، وهو تفسير لا تساعد عليه اللغة . وقال السهيلي : مناسبة نفي هاتين الصفتين - أعني المنازعة والتعب - أنه - صلى الله عليه وسلم - لما دعا إلى الإسلام أجابت خديجة طوعا فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك ، بل أزالت عنه كل نصب ، وآنسته من كل وحشة ، وهونت عليه كل عسير ، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها ."

    " ...قوله : ( إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ) شك من الراوي ، وكذا عند مسلم ، وفي رواية الإسماعيلي " فيه إدام أو طعام وشراب " وفي رواية سعيد بن كثير المذكورة عند الطبراني أنه كان حيسا .

    قوله : ( فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ) زاد الطبراني في الرواية المذكورة " فقالت : هو السلام ومنه والسلام وعلى جبريل السلام " وللنسائي من حديث أنس قال" : قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله يقرئ خديجة السلام - يعني فأخبرها - فقالت : إن الله هو السلام ، وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته " زاد ابن السني من وجه آخر " وعلى من سمع السلام ، إلا الشيطان " ، قال العلماء : في هذه القصة دليل على وفور فقهها ، لأنها لم تقل : " وعليه السلام " كما وقع لبعض الصحابة حيث كانوا يقولون في التشهد : " السلام على الله فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : إن الله هو السلام ، فقولوا : التحيات لله " فعرفت خديجة لصحة فهمها أن الله لا يرد عليه السلام كما يرد على المخلوقين ؛ لأن السلام اسم من أسماء الله ، وهو أيضا دعاء بالسلامة ، وكلاهاما لا يصلح أن يرد به على الله فكأنها قالت : كيف أقول : عليه السلام والسلام اسمه ، ومنه يطلب ومنه يحصل .
    فيستفاد منه أنه لا يليق بالله إلا الثناء عليه فجعلت مكان رد السلام عليه الثناء عليه ، ثم غايرت بين ما يليق بالله وما يليق بغيره فقالت : " وعلى جبريل السلام " ثم قالت : " وعليك السلام " ويستفاد منه رد السلام على من أرسل السلام وعلى من بلغه . "
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    السيرة النيوية لابن هشام (2 / 55-56) :
    ...قال : فاعترض القول ، والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بنُ التيِّهان فقال: يا رسولَ الله، إنّ بيننا وبيْن الرِّجال حبالاً، وإنَّا قاطِعوها - يعني: اليهود - فهل عسيْتَ إنْ نحن فعَلْنا ذلك ثم أظهرَك الله أن تَرجِع إلى قومِك وتدَعَنا؟
    فتبسَّم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم قال: ((بل الدَّمَ الدَّم، والهَدْمَ الهَدْم
    (1)، أنا منكم وأنتُم منِّي، أُحارِبُ مَن حاربتُم، وأُسالم من سالمتُم))
    قال ابن هشام : ويقال : الهدم الهدم : ( يعني الحرمة ). أي ذمتي ذمتكم ، وحرمتي حرمتكم
    (2).

    وفي هامش السيرة :
    (1) قال ابن قتيبة : كانت العرب تقول عند عقد الحلف والجوار: دمي دمك وهدمي هدمك ، أي ما هدمت من الدماء هدمته أنا.

    (2) قال السهيلي : وإنما كنى ابن هشام عن حرمة الرجل وأهله بالهدم ، لأنهم كانوا أهل نجعة وارتحال ، ولهم بيوت يستخفونها يوم ظعنهم ، فكلما ظعنوا هدموها ، والهدم : بمعنى المهدوم . ثم جعلوا الهدم ، وهو البيت المهدوم ، عبارة عما حوى .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    بارك الله فيكم
    الحمد لله رب العالمين

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    ذكر في السيرة
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدِمْنا المدينةَ وهي وبيئةٌ . فاشتكى أبو بكرٍ واشتكى بلالٌ . فلما رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شكوى أصحابِه قال : " اللهمَّ ! حبِّبْ إلينا المدينةَ كما حبَّبتَ مكةَ أو أشدَّ . وصحِّحْها . وبارِكْ لنا في صاعها ومُدِّها . وحوِّلْ حُمَّاها إلى الجُحْفَةِ " ..


    شرح النووي لصحيح مسلم (9/127-128) :
    قولها : ( قدمنا المدينة وهي وبيئة ) هي بهمزة ممدودة ، يعني ذات وباء ، بالمد والقصر وهو الموت الذريع ، هذا أصله ، ويطلق أيضا على الأرض الوخمة التي تكثر بها الأمراض لا سيما للغرباء الذين ليسوا مستوطنيها .

    فإن قيل : كيف قدموا على الوباء ، وفي الحديث الآخر في الصحيح النهي عن القدوم عليه ؟
    فالجواب من وجهين ذكرهما القاضي :
    أحدهما : أن هذا القدوم كان قبل النهي ؛ لأن النهي كان في المدينة بعد استيطانها .
    والثاني : أن المنهي عنه هو القدوم على الوباء الذريع والطاعون، وأما هذا الذي كان في المدينة فإنما كان وخما يمرض بسببه كثير من الغرباء . والله أعلم .

    قوله صلى الله عليه وسلم : ( وحول حماها إلى الجحفة ) قال الخطابي وغيره : كان ساكنو الجحفة في تلك الوقت يهودا ، ففيه : دليل للدعاء على الكفار بالأمراض والأسقام والهلاك . وفيه : الدعاء للمسلمين بالصحة وطيب بلادهم والبركة فيها وكشف الضر والشدائد عنهم ، وهذا مذهب العلماء كافة ، قال القاضي : وهذا خلاف قول بعض المتصوفة : إن الدعاء قدح في التوكل والرضا ، وأنه ينبغي تركه ، وخلاف قول المعتزلة : إنه لا فائدة في الدعاء مع سبق القدر ، ومذهب العلماء كافة أن الدعاء عبادة مستقلة ، ولا يستجاب منه إلا ما سبق به القدر ، والله أعلم .

    وفي هذا الحديث : علم من أعلام نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فإن الجحفة من يومئذ مجتنبة ، ولا يشرب أحد من مائها إلا حم .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    الخوذة أو البيضة : هي غطاء من الحديد أو الفولاذ تحمى راس المقاتل فيما عدا الرقبة والأذنين، وشكلها يكون مستديراً ولها مقــدم يقال له (القونس)، و من أسماءها سابغ وموائمة.

    المغفر : هو عبارة عن زرد أو حلقات الدرع ينسج علي قدر الرأس وهي وقاية مماثلة يجعلها المقاتل تحت البيضة السابقة ، إلا أنها مزودة بشملة من حلقات الزرد يغطى الرقبة والأذنين، وقد يتصل الدرع بواسطة بعض العرى ، وربما صنع المغفر من ديباج وخز أسفل البيضة.


    صورة البيضة والمغفر :





    منــــقووول
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    مخطط غزوة أحد 3 هــ :

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل

    عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ(1) ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟»، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟»، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟»، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: «قُمْ يَا حُذَيْفَةُ فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ»، فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ، قَالَ: «اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ (2) » فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّام (3) حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ(4)، فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: «وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ»، وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ، فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ، وَفَرَغْتُ ،قُرِرْتُ (5)، فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ : ( قُمْ يَا نَوْمَانُ !) وفي رواية: قال حذيفة: يا رسول الله تفرق الناس عن أبي سفيان، فلم يبق إلا عصبة يوقد النار، وقد صبَّ الله عليهم من البرد مثل الذي صبَّ علينا، ولكنا نرجوا من الله ما لا يرجون.
    ______________________________ _____

    (1) القُرُّ: البرد.

    (2) لا تذعرهم عليَّ: أي لا تُهيجهم عليَّ.

    (3) أي: في جوٍّ دافئ.

    (4) أي: يدفئه ويدنيه منها.

    (5) أي: شعرتُ بالبرد، أي أنه لما ذهب لقضاء مهمته التي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم من أجلها لم يشعر بالبرد بل شعر بدفءٍ تام، ولم يشعر بالريح الشديدة كبقية القوم، فلما قضى مهمته، عاد إليه البرد الذي يجده الناس.
    قال النووي رحمه الله: وهذه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.اهـ. «شرح مسلم»
    6/327.





    المصدر : كتاب الأغصان الندية لأبي يوسف محمد طه ص 294 - 295
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ غريب أو كلام مستغلق... [لل


    وَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّىٰ إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: حَلْ حَلْ(1) فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا: خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ (2) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ(3) ).


    (1) حَلْ حَلْ: كلمة تقال للناقة إذا تركت السير.

    (2) خلأت القصواء: خلأت أي بركت من غير علَّة، والقصواء: اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل كان طرف أذنها مقطوعًا، والقصو: قطع طرف الأذن، وقيل: إنها كانت لا تُسبق فقيل لها القصواء لأنها بلغت من السبق أقصاه. «فتح الباري» 5/395.

    (3) حبسها حابس الفيل: قال ابن حجر: أي حبسها الله عن دخول مكة كما حبس الفيل عن دخولها، ومناسبة ذكرها أن الصحابة لو دخلوا مكة علىٰ تلك الصورة وصدهم قريش عن ذلك لوقع بينهم قتال قد يفضي إلىٰ سفك الدماء ونهب الأموال كما لو قُدر دخول الفيل وأصحابه مكة.اهـ. أي: فيل أبرهه الأشرم الذي كان يريد هدم الكعبة.


    المصدر: كتاب الأغصان الندية لأبي يوسف محمد طه ص 325
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •