قال الشيخ صالح ال الشيخ في محاضرته نـواقـض الإيمـان وضوابطها عند أهل السنة والجماعة
فلهذا يحدث الخلل عند كثيرين ممن تكلموا أو كتبوا سواء في الجرائد أو المجلات أو ممن تكلموا في الناس أو بين الشباب على اختلافهم ، يحدث خلط كثير في هذه المسألة -*اي في فهم نواقض الايمان*-
وهذا الخلط والغلط راجع إلى عدم فهم الإيمان ،
هذا السبب الأول عند أهل السنة والجماعة بتفصيله .
والسبب الثاني
أن يظن الظان أن الحكم بالنقض إنما هو راجع إلى السلب دون فقه . ونقض الإيمان هذا مبحث فقهي يبحثه الفقهاء في باب مختص بذلك هو باب حكم المرتد ، ويقولون في أوله : باب حكم المرتد وهو مَن كَفَر بعد إسلامه بقول أو اعتقاد أو شك أو فعل . هذه عبارتهم في أول الباب .

والسبب الثالث
في الخلط في مسألة النواقض أن يقرأ القارئ كلام العلماء دون معرفة بمعاني الكلام .

فللعلم لغة ، وانتبه لهذه القاعدة ، للعلم لغة ، ولغة العلم محكمة ، أي إذا قرأت في الفقه فإنما تقرأ الفقه بلغة الفقهاء ، وإذا قرأت الفقه بلغة الصحفيين فإنك لن تفهم الفقه وربما خلطت فيه ، كذلك العقيدة إذا قرأت العقيدة بلغة الفقه ، ربما حدث عندك خلل في الفهم .
كذلك التكفير ونقض الإيمان إذا قرأته أو إذا قرأه القارئ – وأخذ عن الكتب دون معرفة بالاصطلاحات ، معاني الكلمات التي تستعمل في هذا الباب فإنه يضل .
ومن أمثلة ذلك لفظ الاستحلال ، لفظ الإباء ، الاستكبار ، الامتناع ، الالتزام ، الإعراض ، هذه ألفاظ يستعملونها ، ولكل لفظ أو مصطلح منها ضابط يضبطها . فقد يأتي القارئ إلى لفظ الإعراض فيفسره بفهمه ، كذلك ألفاظ كالتولي ، مظاهرة المشركين ، فما معاني هذه الكلمات ؟ حين كتب العلماء في ذلك وبينوه ، بينوه لطالب العلم ؛ لأن هذه أحكام والأحكام غير التعليم . الحكم إنما هو لأهل العلم .
ونخلص من هذا إلى
السبب الرابع
للغلط في الخوض في هذه المسائل ، وهو أن من خاض فيها رام فهمًا لأساس المسألة ، وظن أن من أحكم الأساس فإنه يحكم الحكم ، أي إن من فَهِم الإيمان فسيكون بالتبعية مؤهلاً لأن يحكم بنقض الإيمان والكفر ، وهذا غير صحيح ؛ لأن الحكم غير الاعتقاد

لحكم على معين بأنه كافر ، بأنه غير مؤمن ، بأنه فاسق ، بأنه مبتدع ، لكل ذلك ضوابط ، وشروط ، وموانع وهذا كله يعلمه أهل العلم . يأتي من يأتي ويطبق بعض تلك الألفاظ على واقع معين أو على أشخاص معينين . . . إلى آخره ، فلا يكون خطؤه من جهة قصده السيء ، ولكن من جهة أنه جَهِل وسار في هذا الأمر في جهالة ، ولم يضبط المسألة ضبطا علميًا .
http://salehalshaikh.com/wp2/?p=344