بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

جلاء عتمات الدروب: سنا القرآن ..
********************

ما في آفاق الدنى كلها كتاب يفعل بالقلب مايفعله القرآن ..
ولقطرة واحدة من معين الوحي أجدى وأنفع للقلب من سكب بحور العلوم عليه ..
القرآن نمير عذب .. ومورد ثجاج ..
ينبت في النفوس الخشية .. ويخرج فيها ثمر اليقين .. ويسكنها مهابة الله .. ويعمرها بخشيته ..
وهو داعيها إلى سواء السبيل .. وحاديها إلى الثبات ..
قال تعالى: { كذلك لنثبت به فؤادك } ..
ما وجد للقلوب مثل القرآن، يوقظها من سنتها، ويحي مواتها .. ويلم شتاتها ..
ويذكي فيها جذوة التقوى .. ويحرك كوامن الخير ..


أرأيتم ..
كيف تكون الأرض نفانف قاحلة ومهامه جرداء، حتى إذا تغشاها القطر صارت جنات مورقة وبساتين غناء؟
كذلك القلب يكون يبابا خرابا، حتى إذا سقي نمير القرآن أنبت كلأ الإيمان، واخضر ب التقوى.
والقلب يحتاج إلى أن يتعاهد ب سكب هذا المعين عليه .. مرة بعد مرة ..
ف كما أن الأرض إذا اشتد عليها التصحر وطال بها الجدب .. لم تنبت من سقيا مرة واحدة ..
كذلك القلب .. لكن إن تواترت عليه مواعظ هذا الكتاب انتفع وزكا ونما الإيمان فيه وتبارك ..
حتى لو تسورت القسوة جداره، أو كان من صلب الحديد أو صم الصفا، لا بد أن ينتفع، قال تعالى:
{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله }.