تمايز معنى التراكيب في إطار أداة النفي
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين :
نقول:لا طالبٌ راسباً
ونقول:لا طالبَ راسبٌ
فالتركيب الأول يتكون من : لا المشبهة بليس واسمها وخبرها ،وهو ذو دلالة احتمالية فينفي الجنس وينفي الوحدة ، ولهذا يجوز أن نقول بعده :بل طالبان أو ثلاثة ، بينما التركيب الثاني فيتكون من :لا المشبهة بإنَّ واسمها وخبرها ، وهي ،أي :"إنَّ" نص في استغراق الجنس ،ولهذا فالنفي في التركيب الثاني آكد وأقوى لأن "لا" المشبهة بإنَّ نص في نفي الجنس وطبيعتها ليست احتمالية ، وعلى هذا فنحن نقول: لا ضجيجَ ولا كلامٌ في قاعة الامتحان ،ونفي الضجيج آكد وأقوى ، جاء في التفسير الكبير في قراءة من قرأ قوله تعالى "فلا رفثٌ ولافسوقٌ ولا جدالَ في الحج " فذلك يدل على أن الاهتمام بنفي الجدال أشد من الاهتمام بنفي الرفث والفسوق ، (1) وهناك من قرأ "فلا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ في الحج "وهذه القراءة أجود لأن النفي آكد وأقوى وهو لجميع الأشياء المنهي عنها ، وهذا يدل على أن لكل قراء معنى خاص ، وهذا يدل كذلك على أن القارئ يقرأ القرآن الكريم تحت رعاية الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية عنده مع علامات أمن اللبس.
==========================
(1)التفسير الكبير –ج5ص179