" سلسلة الفوائد المنتقاة من كتب حديثية ودراسة نظرية تطبيقة "


من كتاب الدكتور متعب السلمي " افراد الثقات بين القبول والرد " ط دار المنهاج

الفائدة الأولى (ص 6)
" قال ابن الصلاح رحمه الله ( ت642 ه ) : " ويستعان على إدراك العلة بنفرد الراوي وبمخالفة غيره له مع قرائن تنظم إلى ذلك "

" وقال ( ص 7 )
" منهم من قال : عن تفرد الثقة لا يقبل "
وبه قال ابن القطان ( ت 198 ه ) والإمام احمد ( ت 241 ه ) وابو داود ( ت 275 ه )
وقال ( ص 8 )
" ومنهم من فرق بين ما ينفرد به شيخ من الشيوخ الثقات وبين ما ينفرد به إمام
" وقد نقل ابن رجب عن الخليلي ( ت 446 ه ) رحمهم الله فقال : " وفرق الخليلي بين ما ينفرد به شيخ من الشيوخ الثقات وبين ما ينفرد به إمام حافظ فما انفرد به إمام أو حافظ قبل واحتج به بخلاف ما تفرد به شيخ من الشيوخ وحكى ذلك عن حفاظ الحديث "

ومنهم من قال بقبول ما انفرد به الثقة مطلقا :
" وبه قال الخطيب البغدادي ( ت 463 ه ) ونقل عليه الاتفاق "

الفائدة الثانية :
قال ( ص 32 )
" وعرّف حمزة المليباري التفرد بقوله : " يراد بالتفرد : أن يروي شخص من الرواة حديثا دون أن يشاركه الآخرون وهو ما يقول فيه المحدثون النقاد : " حديث غريب " أو " تفرد به فلان " أو " هذا حديث لا يعرف إلا من هذا الوجه " أو " لا نعلمه يروى عن فلان إلا من حديث فلان " أو نحو ذلك "

الفائدة الثالثة ( ص 36 ):

" يطلق على الفرد ألفاظا أخرى هي قولهم ( غريب ) و ( فائدة ) وقد أشار ابن عدي في ترجمة حسان بن إبراهيم الكرماني إلى أن الفائدة تطلق على الغريب من الحديث فقال : " سمعت أبا عروبة يقول : كأن حديثه ( يعني : حسان ) كلها فوائد أي : غرائب " ( الكامل في ضعفاء الرجال ) ( 2/374)*

" وكما يطلق على " الأفراد والغرائب " أيضا : الحسان وقد نقل الخطيب بإسناده إلى ابراهيم النخعي أنه قال : " كانوا يكرهون اذا إجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه او أحسن ما عنده " قال الخطيب : " عنى إبراهيم بالأحسن الغريب لأن غير المألوف يستحسن اكثر من المشهور المعروف وأهل الحديث يعبرون عن المناكير بهذه العبارة ..."

الفائدة الرابعة :
قال ( ص 37 ) :
" وأما مظان ( أفراد الثقات ) فهي الكتب المعنية بالغرائب والأفراد عموما وكتب الفوائد يقول ابن حجر : " من مظان الأحاديث الأفراد مسند أبي بكر البزار فإنه أكثر فيه من إيراد ذلك وبيانه وتبعه أبو القاسم الطبراني في " المعجم الأوسط " ثم الدراقطني في " كتاب الأفراد " وهو ينبئ على اطلاع بالغ ويقع عليهم التعقب فيه كثيرا بحسب اتساع الباع وضيقه ..)

الفائدة الخامسة :
قال ( ص 42 )
" إدراك تفرد الراوي يكون بسبر روايته والبحث عن المتابعات والشواهد الواردة لهذه الرواية وتسمى عملية البحث بالاعتبار "
قال ابن الصلاح في النوع الخامس عشر : " معرفة الاعتبارات والمتابعات والشواهد
وقد تعقبه ابن حجر في " النكت " ( 2/681) فقال : " هذه العبارة توهم ان الاعتبار قسيم للمتابعة والشاهد وليس كذلك بل الأعتبار هو " : الهيئة الحاصلة في الكشف عن المتابعة والشاهد "

قال ( ص 48)
" كلما كثرت المتابعات للراوي المعتبر بها كلما أفادته في ثبوت روايته وإلى هذا أشار ابن المبارك في قوله : " العلم هو الذي يجيئك من هاهنا ومن هاهنا " وروى الزهري عن علي بن الحسين قال : " ليس من العلم ما لا يعرف إنما العلم ما عرف وتواطأت عليه الألسن "

وقال (ص 70 )
" وظاهر الأمر أن لم يجعل التفرد شرطا في حد الحديث الصحيح
" وقد قبل أهل العلم جملة من الأحاديث الأفراد قال ابن الصلاح – بعد أن أورد جملة من الأحاديث الأفراد الصحيحة : " وفي غرائب الصحيح أشباه لذلك غير قليلة وقد قال مسلم : للزهري نحو تسعين حرفا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيه أحد بأسانيد جياد "
قال ابن الصلاح : " ويستعان على إدراك العلة بتفرد الراوي وبمخالفة غيره له مع قرائن تنظم الى ذلك "
وقال رحمه الله : " الغريب ينقسم الى صحيح كالأفراد المخرجة في الصحيح وإلى غير صحيح وذلك هو الغالب على الغرائب ..."
وقال ابن رجب رحمه الله :
" وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضا ولهم في كل حديث نقد خاص وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه "

وقال ( ص 71 )
قال ابن حجر رحمه الله : " الغريب والفرد مترادفان لغة واصطلاحا إلا أن أهل الاصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الاستعمال وقلته فالفرد أكثر ما يطلقونه على الفرد المطلق والغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي وهذا من حيث إطلاق الاسمية عليهما أما من حيث استعمالهم الفعل المشتق فلا يفرقون فيقولون في المطلق والنسبي " تفرد به فلان " و " أغرب به فلان "
وقال ( ص 96 )
" ظهر من الدراسة التطبيقية أن الإمام أحمد يقبل بعض ما تفرد به الثقة
وبهذا يتبين أن ابن القطان وأحمد وابن المديني والبرديجي هم كغيرهم من الأئمة لا يردّون كل ما تفرد به الثقة ولا يطلقون النكارة لمجرد التفرد بل يطلقون النكارة إذا جزم أحدهم أو ترجح له أن هذا الحديث قد أخطأ فيه الراوي المتفرد به – ولو كان حافظا – ويستدلون على وهمه فيه بالمخالفة او مصادمته لما هو أصح منه أو عدم تحمل المتفرد لما تفرد ب هاو غيرها من القرائن التي منها ما هو ظاهر لهم ولغيرهم ومنها ما يخفى على غيرهم ..)

وقال ( ص 97 )
" ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله ان بعض الأئمة المتقدمين كيحيى بن سعيد القطان واحمد والنسائي والبرديجي يطلقون " المنكر " على مجرد التفرد .
فقال : " أطلق الإمام أحمد والنسائي وغير واحد من النقاد لفظ المنكر على مجرد التفرد لكن حيث لا يكون المتفرد في وزن من يحكم لحديثه بالصحة بغير عاضد يعضده " ( النكت ) ( 2/674)
وفي ترجمة قيس بن أبي حازم قال يحيى بن سعيد القطان : " قيس بن أبي حازم منكر الحديث " ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير منها " حديث كلاب الحوأب "
قال ابن حجر : " ومراد القطان بالمنكر الفرد المطلق "
وقال الإمام أحمد عن محمد بن ابراهيم التيمي : " يروي أحاديث مناكير أو منكرة
فعلق الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمة التيمي فقال : " المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الفرد المطلق الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك وقد احتج به الجماعة "

قال ( ص 98 )
" وذكر ابن حجر حديث " عمرو بن عاصم : " أصبت حدا فأقمه عليّ.." وإنكار البرديجي له وقال : " وقد طعن الحافظ اب بكر البرديجي في صحة ظاهر هذا الخبر مع كون الشيخين اتفقا عليه فقال : " هو منكر وهم فيه عمرو بن عاصم .." ثم قال ابن حجر – متعقبا - : " لم يبين وجه الوهم أما إطلاقه كونه منكرا فعلى طريقته في تسمية ما يتفرد به الراوي منكرا إذا لم يكن له متابع .."

وقال ( ص 100 )
قال طارق عوض الله في " لغة المحدث " ( ص 410-411 ) : " وقد حاول بعضهم تفسير المنكر " حيث أطلقه بعض الأئمة كأحمد وأبي داود والبرديجي على ما يتفرد به بعض الثقات : بالفرد المطلق محاولة منهم للتوفيق بين ما اشترطوه هم في " المنكر " من الضعف والمخالفة وما وجد في كلام الأئمة مما يقتضي عدم اشتراط ذلك وهذا التفسير ليس بشيء ففي الأمثلة التي ذكرناها عن الإمام أحمد وابي داود ما يدل على ان المنكر عندهما هو الحديث الخطأ واما الإمام البرديجي فصنيعه مثل صنيع أحمد وغيره فهو لا يطلق المنكر على مطلق التفرد وإنما حيث يترجح له أن هذا الحديث الفرد قد أخطأ فيه الراوي المتفرد به "

قال العبد الفقير لعفو ربه وغفر لوالده وأسكنه الجنة :
وللعلماء المتقدمين منهج دقيق يحتاج إلى سبر مرويات الراوي لتعليل أحاديثه "

وللفوائد بقية .....