وقت العاقل ..
العاقل يحافظ على أنفاس حياته ، ولحظات وجوده .. ووقته الثمين مشغول بفاضل العمل عن غيره مما لا يعود عليه بنفع في دين ودنيا ..
والاستجمام ترويح يكــون كملح الطعام ، وكالدواء يؤخذ بمقدار ؛ فإن زاد ضر وما نفع ..
ومن اشتغل بالمفضول عن الفاضل : أضــاع زمانــاً هو بحاجــة إلى إنفاقه في الخير والعمل البناء ..
وبعض الناس يعيش حياته سبهللا .. ثم بعد ذلك ترى منه ذماً للزمان ، وغدر الناس من حـوله .. وهذا المخلوق فشل في إدارة ذاته فراح يُـحطّم جهود الناجحين ، والعالم من حوله يُبنى ، وينجح فيه المتحركون العاملون ، ويجمعون من المال ما يصونون به أنفسهم وأعراضهم وأهلهم .. وهو قارع سن الندم على حياته الفاشلة ، متمنياً نزول الذهب من سماء الأحلام الكاذبة ..
وأعجب منه من يخبر الناسَ عن عقل هو أقرب إلى عالم الأطفال ، فتراه يكتب ويتكلم بأشياء يضحك منها المجانين قبل عقلاء الرجال .. فيا هذا : لن يصلح حالك ، وحال مجتمعك بهذرمة اللسان التي تـُـفسد ولا تُصلح ، إلا إنْ اخترت طريق بُنيات الطريق ، وحمقى العقول ، فلك الاختيار ؛ فأنت الطاعم الكاسي !! .. هذا إنْ وجدت ذلك الطعام والكساء في دنيا البطالة والكسل !! ..
فتدارك أمرك ، فإمـَّــا أنْ تكون رقماً مهماً فاعلاً ، وإمَّــا تكون صفراً من الأصفار ، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ..
يقول ابن هبيرة ناصحاً ولده ..
والوقتُ أنفسُ ما عُنِيتَ بحفظِه ... وأراهُ أسهلَ ما عَلَيْكَ يَضيعُ
رحمنا الله وإياك يا ابن هبيرة ، فقد كنت ناصحاً لولدك ، ولنا نحن من جاء بعد زمانك الجميل ..
حسن الحملي ..