الصوفيَّة يؤمنون بالجبريَّة المطلقة
– سلبية المطلقة –
التوكل عندهم : هو تواكل ،
يقعد ليذهب في البادية بدون أي زاد ،
يقول : متوكِّل على الله *!
يجلس في المسجد ، وتُعطى له الزكاة ،
وتعطى له الصدقات ، والهبات ،
ويقول : متوكِّل على الله .
الصوفيَّة يؤمنون بالجبريَّة المطلقة
– سلبية المطلقة –
التوكل عندهم : هو تواكل ،
يقعد ليذهب في البادية بدون أي زاد ،
يقول : متوكِّل على الله *!
يجلس في المسجد ، وتُعطى له الزكاة ،
وتعطى له الصدقات ، والهبات ،
ويقول : متوكِّل على الله .
تقول له أخته :
قم مِن الشمس إلى الظل ،
فيقول :
خُطىً لا أدري كيف تكتب.
لو قمتَ
{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله } ،
الله عز وجل قال لنا هذا ،
وأمَرَنا أنْ نتخِّذ الأسباب.
مثل هذه الأشياء ينقلها ،
ويعتبرها هي درر كلام الأخيار ،
ومِن أفضله .
ننتقل إلى صفحة (242) ،
عن أبي يزيد البسطامي :
يقول
رأيتُ ربَّ العزة
في المنام
فقلت :
"ياباراخُدا" – بالفارسية - .
الصوفيَّة يقولون :
إنَّهم يروْن الله تعالى في المنام ،
ويروْن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام ،
ويقولون :
إنَّهم يرون النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقظةً .
وبعض تلاميذ علوي مالكي
سواءٌ الذين هداهم الله ،
أو غيرهم
يقـولون :
إنَّهم يمشون في هذا الطريق – أي : الترقِّي –
حتى يرَوا الرسولَ صلى الله عليه وسلم في المنام ،
وأنَّهم سيستمرُّون حتى يصبحوا ليروْنَه يقظةً .
وهذا مِن العقائد الراسخة عند الصوفيَّة
- أغلب طرقهم ، أو كلها -
مثلا :
كتاب "التيجانية" ذكر أنَّ هذا مِن عقائد التيجانية ،
وموضَّح فيه ،
و"طبقات الشعراني" نقل هذا عن كثيرٍ منهم ،
و"جامع كرامات الأولياء" - أيضاً - نقل هذا ،
وكثيرٌ مما لا أستطيع أنْ اسمِّيَهم الآن .
في تراجمهم نقلوا أنَّهم رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وأمرهم بكذا !
ونهاهم عن كذا !
وكلُّ هذا مِن البدع ،
ومِن الضلالات
التي زيَّنها لهم الشيطان .
فالمالكي ينقل :
عن أبا يزيد البسطامي
يقول :
إنَّه رأى ربَّ العزَّة في المنام .
قول هؤلاء :
إنَّهم يرَوْن الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وأشنع منه :
مَن يدَّعي رؤية الله تبارك وتعالى منهم .
لكن تجد عند الصوفيَّة المتأخرين
أن قضية رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا
قد خفت نوعاً ما ؛
ليُكثرَ مِن رؤية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
ربما لأنَّ الاستنكار عليهم كثُر ،
ولسببٍ آخر مهمٍّ
وهو ازدياد علاقة التصوف بالتشيع،
فكلَّما غلا أولئك في علي رضي الله عنه :
غلا هؤلاء في الرسول صلى الله عليه وسلم ؛
لأنَّ الهدف واحدٌ .
وهذا يدعُنا نترك كتابَ "علوي" الآن ،
ونتحدث عن هذه القضيَّة ؛
لأنَّها قضيَّة مهمَّة.
وهي قضية أنَّ أعلى سند إلى الصوفيَّة
ينتهي إلى عليٍّ رضيَ الله عنه ،
يقولون :
إنَّ عليّاً أخذ الخِرقة مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .
فالخرقة هذه :
يتناقلونها يداً عن يدٍ إلى عليٍّ رضيَ الله عنه ،
ويتعلق الصوفيَّة بعليٍّ رضي الله عنه تعلُّقاً شديداً ،
يشبه تعلُّقَ الرافضة .
هذه تُظهر لنا الصلة بين دين الشيعة
الذي أسَّسه عبد الله بن سبأ ،
وبين التصوف ،
فتأليه البشر ،
أو الحلول والاتحاد
- الذي ادَّعاه عبد الله بن سبأ -
موجودٌ لدى الطائفتين جميعاً ،
وأصله - كما نعلم - مِن اليهود ؛
لأنَّ عبد الله بن سباً يهوديٌّ ؛
فأصلُ الحلول هذا : مِن اليهود ،
واليهودي "بولس شاول"
هو الذي أوجد هذا الحلول في دين النَّصارى
وقال : إن الله جلَّ وتعالى عن ذلك
حلَّ في عيسي عليه السلام ،
فهو مبدأ يهودي
أدخله اليهود في هذه الأديان .
الحاصل :
أَّننا نجد أنَّه في القرن الخامس
اجتمعت الضلالات والبدع ،
ونجد أنَّ نهاية سند الخرقة الصوفيَّة ،
ومبدأ العلم اللدنِّي ، والحقيقة التي يدَّعونها ،
وعلم الباطن :
ينتهي إلى عليٍّ رضي الله عنه .
المعتزلة ينتهي سندُهم إلى علي رضى الله عنه وأنَّه أولُّهم ،
ففي كتاب "طبقات المعتزلة" وكتاب "المنية والأمل" وأمثاله
يجعلون أولَّهم علي رضي الله عنه ،
فأوَّل المتكلمين :
هو علي رضي الله عنه .
أيضاً :
بالنِّسبة للشيعة معروف أنَّهم يجعلونه
أول الأئمَّة الاثني عشرية ،
وكذلك الفرق الباطنية يدَّعون أنَّ عليا رضي الله عنه
هو دور السابع مِن أدوار الباطنية ، أو الإسماعيلية ،
على اختلاف فِرَقِهم في ذلك .
إذاً هناك خطط ، ومؤامرات ،
وجدوا أنَّ نجاح هذا الهدف ،
وتحقيق هدم الإسلام :
يمكن أن يكون عن طريق تدفق العواطف
لحب علي رضي الله عنه .
والصوفيَّة لما رأوا كراهية النَّاس للتشييع ، وللرفض
- أي : عامَّة المسلمين يكرهون ذلك -
لجئوا إلى الطريق الأخبث ،
وهو الغلو في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وكلُّ ذلك بإيحاءٍ مِن الشيطان ،
فغلا هؤلاء في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم
غلُوّاً خرجوا به في كثيرٍ مِن الأمور عن حدِّ الإسلام ،
وهذا يدلُّ على أنَّ هناك تخطيطاً ، وتعاوناً ماكراً هدفه :
هو هدم الإسلام ، واجتثاث هذا الدين ،
والقضاء على عقيدة أهل السنَّة والجماعة
بالتلاعب بهذه العواطف
- أعني : عواطف العامَّة -
بالنسبة
لحبِّ علي رضي الله عنه ،
أو حب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .
ولو شئنا أن نأخذ بعضَ الأدلَّة
مِن كلام الصوفيَّة على ذلك :
ننظر مثلاً كتاب "أبو حامد الغزالي" على سبيل المثال ،
والغزالي كما هو معروف مِن أئمَّة التصوف الكبار ،
يقول في صفحة (117)
مِن كتاب أو مجموعة "قصور العوالي في رسائل الإمام الغزالي"
من الجزء الأول
يقول :
قال علي رضي الله عنه
– وهو يتحدث عن العلم اللدني - :
إنَّ الله سبحانه وتعالى أخبر عن الخضر فقال :
{ وعلَّمْناه مِن لدنَّا علماً } ،
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه !!
أدخلتُ لساني في فمي ،
ففتح في قلبي ألف بابٍ مِن العلم ،
مع كلِّ بابٍ ألفُ باب !!
وقال :
لو وُضعت لي وسادة ،
وجلستُ عليها :
لحكمتُ لأهل التوراة بتوراتهم ،
ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ،
ولأهل القرآن بقرآنهم !!.
يقول الغزالي :
وهذه مرتبة لا تُنال بمجرد التعلم الإنساني ،
بل يتحلى المرء بهذه المرتبة
بقوة العلم اللدني !! .
وقال أيضاً رضي الله عنه :
يُحكى عن عهد موسى عليه السلام
بأنَّ شرح كتابه أربعون حِملاً ،
فلو يأذن الله بشرح معاني الفاتحة :
لأشرع فيها حتى تبلغ مثل ذلك ،
يعني :
أربعين وِقراً !! .
وهذه الكثرة ، والسعة ، والانفتاح في العلم :
لا يكون إلا لدنـيّاً ، إلهيّاً ، ثانوياً .
انتهى كلام الغزالي .
إذا نظرنا إلى هذه العبر ؟
هل يمكن أنْ يقول علي رضي الله عنه هذا الكلام ؟
ما معنى "أدخلتُ لساني في فمي" ؟
وأين كان اللسان ؟
وانظر إلى ركاكة العبارة ، وصياغتها ،
ثم كيف يحكم علي رضي الله عنه لأهل التوراة بتوراتهم ،
ولأهل الإنجيل بإنجيلهم !
والله عز وجل قد نسخ هذه الكتب ،
ونسخ هذه الشرائع ؟
وكيف عرف علي رضي الله عنه ذلك ،
ونحن عندنا الحديث الصحيح
الذي رواه البخاري ، ومسلم ،
والإمام أحمد ، وغيرهم ،
والأئمَّة في مواضع كثيرة :
"أنَّ أحد أصحاب علي رضي الله عنه
– وهو أبو جحيفة - قال له :
يا أمير المؤمنين هل خصَّكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
بشيءٍ مِن العلم ؟
فقال علي رضي الله عنه :
لا والذي فلق الحبَّة ، وبرأ النسمة ،
ما خصَّنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ مِن العلم ؛
إلا ما في هذه الصحيفة ،
أو فهماً يؤتاه المرء من كتاب الله عز وجل ،
فأخرج الصحيفة ،
فإذا مكتوب فيها :
العقل - أي : الديات - ،
وفكاك الأسير ،
وأن لا يُقتل مسلمٌ بكافر ،
- وفي بعضها - :
أنَّ المدينة حَرامٌ" .
فهي وثيقة كتبها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ،
ويقال :
إنَّها مِن الوثائق التي كتبها مِن معاهدات الصلح ،
احتفظ بها علي رضي الله عنه .
المهمُّ :
أنَّه يُقسِم أنَّ ذلك لم يكن ،
هذا دليل على أنَّ الدعوة قديمة قيلت في عهده رضي الله عنه ،
وأنَّ عبد الله بن سبأ ،
والزنادقة الذين كانوا معه مِن اليهود ، وأمثالهم :
هم الذين ابتدعوها .
وننظر إلى كتاب "طي السجل"
- وهو أحد مراجع الرفاعي في ردِّه على الشيخ ابن منيع -
في صفحة (322) ،
يقول :
يُروى أنَّ الإمام جعفر الصادق أخذ علم الباطن
عن جده لأمِّه
الإمام القاسم بن محمد بن سيدنا أبي بكر الصديق
رضي الله عنهم أجمعين ،
وهو أي :
أبو بكر رضي الله عنه
أخذ عن سيِّدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه *!
وهو أخذ عن سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم ! ! .
لكن يقول بعد ذلك :
وقد صحَّ أنَّ سلمان تلقى علم الباطن
عن أمير المؤمنين علي ،
وهو ابن عمه صلى الله عليه وسلم ،
فلا فرق
إذا الكلُّ راجع إليه صلوات الله عليه.
أين هذا العلم الباطن ؟
وما هو هذا العلم الباطن الذي أخذوه ؟
وأين يوجد ؟
ولماذا وُضع سلمان بالذات ؟