تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 49 من 102 الأولىالأولى ... 39404142434445464748495051525354555657585999 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 961 إلى 980 من 2025

الموضوع: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي

  1. #961

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    ولكنه
    صلى الله عليه وسلم

    لم يشرع شيئاً من ذلك لأمته ،
    إكمالاً لإبلاغ الرسالة ،
    وأداء الأمانة ،
    والنصح للأمة ،

    وعليه فإن أمره صلى الله عليه وسلم
    أمته بصيام يوم عاشوراء
    شكراً لله على إنجائه نبيه موسى
    لا يعني اتخاذه
    عيداً من الأعياد
    ،
    ولا يعني الاستدلال به
    على إقامة الموالد
    ،

    وإنما يعني القيام بشكر الله تعالى ،
    وفقاً لما شرعه صلى الله عليه وسلم ،
    ومن أحدثَ في أمرنا
    ما ليس منه
    فهو رَدٌّ .

    الحمد لله رب العالمين

  2. #962

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    الدليل الخامس
    مناقشته ثم رده :-




    وذكر المالكي الدليل الخامس بقوله :

    الخامس :
    أن الاحتفال بالمولد لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم ،
    فهو بدعة ولكنها حسنة ،
    لا ندراجها تحت الأدلة الشرعية ، والقواعد الكلية ،
    فهي بدعة باعتبار هيئتها الاجتماعية،
    لا باعتبار أفرادها،
    لوجود أفرادها في العهد النبوي ،
    كما سنعلم ذلك تطبيقاً إن شاء الله " . اهـ .



    لنا مع المالكي في دليله هذا
    عدة وقفات :

    الوقـفة الأولى :

    عند
    اعترافه
    بأن الاحتفال بالمولد بدعة ،
    لأنه لم يكن
    في عهد رسول الله
    صلى الله عليه وسلم .


    الحمد لله رب العالمين

  3. #963

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    لا شك أن الاحتفال بدعة ،
    وأنه لم يكن على عهد رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ،

    بالرغم من أن عهده صلى الله عليه وسلم
    مليئ برجال هم
    أحرص الناس على حب رسول الله ،
    وأحرص الناس على الفرح برسول الله ،
    وأحرص الناس على الاستبشار برسول الله ،
    وأحرص الناس على إظهار السرور برسول الله ،
    وأخلص الناس تضحية وفداء ووقوفاً مع رسول الله ،
    وأدق الناس
    اقتداءاً وتأسياً برسول الله ،
    وأولى الناس وأقربهم التصاقاً برسول الله
    صلى الله عليه وسلم .


    الحمد لله رب العالمين

  4. #964

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    فهل يستطيع المالكي أن يقـول
    إن
    القـرامـطة
    والفاطميين
    والرافضة
    والصوفية

    وغيرهم من
    أهل البدع والمحدثات
    ومن هم سلف المالكي وقدوته ;

    هل يستطيع أن يقول :
    بأنهم أعظم من
    أصحاب رسول الله
    محبة ونصحاً وفرحاً واسبشاراً وسروراً
    وتعلقاً برسول الله
    صلى الله عليه وسلم ؟

    الحمد لله رب العالمين

  5. #965

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    أم هل يستطيع المالكي أن يقول :
    أن
    القرامطة
    والفاطميين
    والرافضة
    والصوفية

    وغيرهم من أسلافهم

    أعلم من أصحاب رسول الله
    بحق رسول الله
    ؟

    وأفقه
    من أصحاب رسول الله
    بما يقصده رسول الله
    ؟

    وأكثر فطنة وإدراكاً
    ومعرفة لأسرار
    شرع رسول الله
    من
    أصحاب رسول الله ؟ .

    الحمد لله رب العالمين

  6. #966

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    نعم لم يكن الاحتفال بالمولد
    في عهد رسول الله ،
    ولا في عهد أصحاب رسول الله ،
    ولا في عهد تابعي أصحاب رسول الله ،
    ولا في عهد الأئمة الأعلام
    في الفقه والحديث ومقاصد التشريع ،
    أمثال
    أبي حنيفة
    ومالك
    والشافعي
    وأحمد
    والأوزاعي
    والثوري
    والبخاري
    ومسلم
    والترمذي
    والنسائي
    وأبو داود
    وابن ماجه

    وغيرهم .


    الحمد لله رب العالمين

  7. #967

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    فهل نقبل أمراً أتى به
    شر من وطأ الحصا ;
    القرامطة والفاطميون وغيرهم ،
    ممن يشهد التاريخ الإسلامي
    بتدنيسهم محيا الإسلام ،
    ونترك ما عليه
    أصحاب القرون الثلاثة المفضلة ،
    من
    صحابة وتابعين وعلماء أجلاء ،

    لهم أقداحهم المعلاة في العلم والتقى ،
    والصلاح والاستقامة ،
    وسلامة المعتقد ودقة النظر
    وصدق الاتباع والاقتداء
    بمن أمرنا الله تعالى أن نجعله أسوة لنا ،
    وقدوة لمسالكنا
    وهو رسولنا وحبيبنا ونبينا
    محمد صلى الله عليه وسلم؟


    ربنا لا تزغ قلوبنا
    بعد إذ هديتنا
    .

    الحمد لله رب العالمين

  8. #968

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    الوقـفة الثانية :
    عند قوله
    بأن الاحتفال بالمولد بدعة ،
    إلا أنها بدعة حسنة .


    كم نتمنى من
    المالكي أن
    يتقي الله تعالى ،
    وأن يقف مع حماة الإسلام ،
    وألا يشترك مع غيره
    في فتح ثغرات
    شر وابتداع على المسلمين .

    فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قد
    أوتي جوامع الكلم ،
    وله من
    الفصاحة والبلاغة
    والقدرة على القول المبين
    ما يستطيع أن يبين به أقسام البدعة ;
    إن كان للبدعة أقسام ،
    وأن يبين من هذه الأقسام
    ما يجوز ومالا يجوز ،


    الحمد لله رب العالمين

  9. #969

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    ولكنه صلى الله عليه وسلم عمَّم فقال :

    " من
    أحدَثَ في أمرنا هذا
    ما ليس منه
    فهو رد
    " .

    وفي رواية :

    " من عمل عملاً
    ليس عليه أمرنا
    فهو رد
    " .

    وقال :

    " وإياكم
    ومحدثات الأمور ،
    فإن
    كل محدثة بدعة ،
    وكل بدعة ضلالة ،
    وكل ضلالة في النار" .

    فالتعبير
    بكل محدثة،
    والتعبير
    بكل بدعة،
    والتعبير
    بكل ضلالة،
    ماذا يعني
    ؟

    هل يعني ذلك العموم ،
    أم يعني التقسيم ؟


    الحمد لله رب العالمين

  10. #970

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    ولئن قال بالتقسيم بعض أهل العلم ،
    فإن
    المحققين منهم ينحون
    باللائمة على ذلك الاتجاه ،
    الذي فتح
    للبدع والمحدثات
    الأبواب على مصاريعها.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

    " وبهذا يتبين لك أن
    البدعة في الدين ،
    وإن كانت في الأصل
    مذمومة
    كما دل عليه الكتاب والسنة ،
    سواء في ذلك
    البدع القولية أو الفعلية ،

    وقد كتبت في غير هذا الموضوع
    أن المحافظة على عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم :
    كل بدعة ضلالة ،
    متعين ،
    وأنه يجب العمل
    بعمومه ،

    وأن من أخذ يصنف
    البدع إلى حسن وقبيح ،
    ويجعل ذلك ذريعة
    إلى أن لا يحتج
    بالبدعة على المنهي
    فقد
    أخطأ كما يفعل طائفة من المتفقهة والمتكلمة
    والمتصوفة والمتعبدة ،
    إذا نهوا عن العبادات
    المبتدَعة
    والكلام في التدين
    المبتدَع ;
    ادعوا أن لا بدعة مكروهة إلا ما نهى عنه،

    فيعود الحديث إلى أن يُقال :
    كل ما نهي عنه ،
    أو
    كل ما حرم ،
    أو
    كل ما خالف نص النبوة
    فهو
    ضلالة .
    وهذا أوضح من أن يحتاج إلى بيان ،
    بل كل ما لم يشرع من الدين
    فهو
    ضلالة ،

    وما سمي بدعة
    وثبت حسنه بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم ،
    إما أن يُقال ليس ببدعة في الدين
    وإن كان يسمى
    بدعة من حيث اللغة ،
    كما قال عمر :
    نعمت البدعة هذه ،

    وإما أن يقال هذا
    عام
    خُصت منه هذه الصورة ،
    لمعارض راجح
    كما يبقى فيما عداها ،
    على مقتضى
    العموم ،
    كسائر عموميات الكتاب والسنة ،

    وهذا قد قررته في اقتضاء الصراط المستقيم ،
    وفي قاعدة السنة والبدعة وغيره "
    [1] اهـ .


    ==============
    [1] - المجموع ص 370 – 371 ، ج 10 .
    الحمد لله رب العالمين

  11. #971

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    وقال رحمه الله
    في موضع آخر
    ما نصه :

    " ومعلوم أن
    كل ما لم يسنـّه
    ولا استحبه

    رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ولا أحد من هؤلاء
    الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم ;

    فإنه يكون من
    البدع المنكرات ،
    ولا يقول أحد
    في مثل هذا
    إنه بدعة حسنة "[1] . اهـ .


    ==============
    [1] - المجموع ، ص 152 ، ج 27 .
    الحمد لله رب العالمين

  12. #972

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    وقال رحمه الله في موضوع آخر ما نصه :

    " وليس لأحد أن يقول
    إن مثل هذا من
    البدع الحسنة ،
    مثل ما أحدث بعض الناس الأذان في العيد ،
    والذي
    أحدثه مروان بن الحكم
    فأنكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان ذلك ،

    هذا وإن كان الأذان ذكر الله
    إلا أنه ليس من السنـّة ،

    وكذلك لما أحدث الناس
    اجتماعاً راتباً غير الشرعي ،
    مثل الاجتماع على
    صلاة معينة أول رجب ،
    أو أول ليلة جمعة فيه ،
    وليلة النصف من شعبان ،
    فأنكر ذلك علماء المسلمين .

    ولو
    أحدَثَ ناس صلاة سادسة
    يجتمعون عليها غير الصلوات الخمس
    لأنكرَ ذلك عليهم المسلمون ،
    وأخذوا على أيديهم .

    الحمد لله رب العالمين

  13. #973

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    وأما قيام رمضان ،
    فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنـَّه لأمته ،
    وصلى بهم جماعة عدة ليال ،
    وكانوا على عهده يصلون جماعة وفرادى ،
    لكن لم يداوموا على جماعة واحدة ،
    لئلا تُفرض عليهم ،
    فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم استقرت الشريعة ،

    فلما كان عمر رضي الله عنه جمعهم على إمام واحد ،
    وهو أبيّ بن كعب ،
    الذي جمع الناس عليها
    بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،

    وعمر بن الخطاب هو من الخلفاء الراشدين ،
    حيث يقول صلى الله عليه وسلم :

    "
    عليكم بسنتي
    وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي
    ،
    عضوا عليها بالنواجذ " يعني الأضراس ،
    لأنها أعظم في القوة .
    وهذا الذي فعله هو سنة ،
    لكنه قال "
    نعمت البدعة هذه " ،
    فإنها بدعة في
    اللغة ،
    لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه
    في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    يعني من الاجتماع على مثل هذه ،
    وهي سنة من الشريعة .

    وهكذا إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ،
    وهي الحجاز واليمن واليمامة وكل البلاد
    الذي لم يبلغه ملك فارس والروم من جزيرة العرب ،
    وتمصير الأمصار كالكوفة والبصرة ،
    وجمع القرآن في مصحف واحد ،
    وفرض الديوان ،
    والأذان الأول يوم الجمعة ،
    واستنابة من يصلي بالناس يوم العيد خارج المصر ،
    ونحو ذلك
    مما سنَّه الخلفاء الراشدون ،
    لأنهم سنـّوه بأمر الله ورسوله ،
    فهو سنة
    وإن كان في اللغة يسمى بدعة "[1]. اهـ .


    ==============
    [1] - المجموع ، ج 22 ، ص 233 – 235 .
    الحمد لله رب العالمين

  14. #974

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    وقال في معرض
    كلامه على صلاة الرغائب
    ما نصه :

    " وأما صلاة الرغائب
    فلا أصل لها ،
    بل هي
    محدثة ،
    فلا تستحب لا جماعة ولا فرادى " ،

    إلى أن قال :

    " فلو أن جماعة اجتمعوا بعض الليالي
    على صلاة تطوع
    من غير أن يتخذوا ذلك
    عادة راتبة
    تشبه السنة الراتبة
    لم يكره ،

    لكن اتخاذ عادة دائرة
    بدوران الأوقات مكروه ،
    لما فيه من تغيير الشريعة ،
    وتشبيه غير المشروع بالمشروع ،

    ولو ساغ ذلك
    لساغ أن يعمل صلاة أخرى وقت الضحى ،
    أو بين الظهر والعصر ،
    أو تروايح في شعبان ،
    أو أذان في العيدين ،
    أو حج إلى صخرة بيت المقدس ،
    وهذا تغيير لدين الله ،
    وتبديل له
    ،
    وهكذا القول
    في
    ليلة المولد وغيرها " ،

    إلى أن قال :
    " فمن جعل
    شيئاً ديناً وقربة
    بلا شرع من الله ،
    فهو
    ضال مبتدع
    ،

    وهو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :

    "
    كل بدعة ضلالة " ،

    فالبدعة ضد الشرع ،
    والشرع ما أمر الله به ورسوله ،
    أمر واجب إيجاب أو أمر استحباب ،
    وإن لم يفعل على عهده
    كالاجتماع في التراويح على إمام واحد ،
    وجمع المصحف ،
    وقتل أهل الردة والخوارج ،
    ونحو ذلك ،

    ومالم يشرعه الله ورسوله
    فهو بدعة وضلالة ،

    مثل
    تخصيص مكان
    أو زمان
    واجتماع على
    عبادة فيه ،
    كما خص الشارع أوقات الصلوات
    وأيام الجمع والأعياد "
    [1].


    ==============
    [1] - المجموع ، ج 23 ، ص 132 – 133 .
    الحمد لله رب العالمين

  15. #975

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    وقال رحمه الله في موضع آخر
    ما نصه :


    "
    وأيضاً فإن الله عاب على المشركين شيئين :
    أحدهما أنهم أشركوا به مالم ينزل به سلطاناً .
    الثاني تحريمهم مالم يحرمه الله ،

    كما بينه صلى الله عليه وسلم
    في حديث عياض عن مسلم ،

    وقال :
    {
    سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا
    لَوْ شَاءَ اللَّهُ
    مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا
    وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ } [1] ،

    فجمعوا بين الشرك والتحريم ،

    والشرك يدخل فيه
    كل عبادة لم يأذن بها الله
    ،

    فإن المشركين يزعمون أن عبادتهـم إما واجبـة و إما مستحبة ،
    ثم منهم من عبد غير الله
    ليتقرب به إلى الله ،
    منهم من
    ابتدع ديناً عبد به الله ،
    كما أحدثت النصارى من العبادات .

    وأصل
    الضلال في أهل الأرض
    إنما نشأ من هذين:
    إما اتخاذ دين لم يشرعه الله ،
    أو تحريم مالم يحرمه .


    ولهذا كان الأصل
    الذي بنى عليه أحمد وغيره مذاهبهم ;
    أن الأعمال عبادات وعادات ،
    فالأصل في العبادات لا يشرع منها
    إلا ما شرعه الله ،

    والأصل في العادات لا يحظر منها
    إلا ما حظره الله ،

    وهذه
    المواسم المحدَثة
    إنما نهى عنها
    لما
    أُحدِثَ فيها من الدين
    الذي يُتقرب به " [2] اهـ .


    ==============
    [1] - سورة الأنعام ، الآية : 148 .
    [2] - المجموع ، ج 4 ، ص 195 – 196 .
    الحمد لله رب العالمين

  16. #976

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    وقال الشاطبي رحمه الله ما نصه :

    " الباب الثالث
    في أن
    ذم البدع والمحدثات عامة
    لا يخص محدثة دون غيرها ،
    ويدخل تحت هذه الترجمة
    من شبه
    المبتدعة التي احتجوا بها ،
    فاعلموا رحمكم الله
    أن ما تقدم من الأدلة حجة
    في
    عموم الذم
    من أوجه :

    أحدها :
    أنها جاءت مطلقة عامة على كثرتها ،
    لم يقع فيها استثناء ألبته ،
    ولم يأت فيها ما يقتضي أن منها ما هو هدى ،
    ولا جاء فيها كل بدعة ضلالة إلا كذا وكذا ،
    ولا شيء من هذه المعاني ،

    فلو كان هنالك محدَثة
    يقتضي النظر الشرعي فيها الاستحسان ،
    أو أنها لاحقة بالمشروعات ،
    لذُكر ذلك في آية أو حديث ،
    لكنه لا يوجد ،

    فدلَّ على أن تلك الأدلة بأسرها
    على حقيقة ظاهرها من
    الكلية
    التي لا يختلف عن مقتضاها فرد من الأفراد .


    الحمد لله رب العالمين

  17. #977

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    والثانية :

    أنه قد ثبت في الأصول العلمية
    أن
    كل قاعدة كلية ،
    أو دليل شرعي كلي ،
    إذا تكررت في مواضع كثيرة ،
    وأتى بها شواهد على معان أصولية أو فروعية ،
    ولم يقترن بها تخصيص ولا تقييد
    مع تكرارها وإعادة تقررها ،
    فدلَّ ذلك على بقائها
    على مقتضى لفظها من العموم ،

    كقوله تعالى :
    {
    أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى *
    وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى
    }[1] ،
    وما أشبه ذلك ،

    وبسط الاستدلال على ذلك هنالك ،
    فما نحن بصدده من هذا القبيل ،
    إذ جاء في الأحاديث
    المتعددة والمتكررة في أوقات شتى ،
    وبحسب الأحوال المختلفة .

    إن كل
    بدعة ضلالة ،
    وإن كل
    محدثة بدعة ،
    وما كان نحو ذلك من العبارات
    الدالة على أن
    البدع مذمومة ،
    ولم يأتِ في آية ولا حديث تقييد ولا تخصيص ،
    ولا ما يفهم منه خلاف ظاهر الكلية منها ،
    فدل ذلك دلالة واضحة
    على أنها على
    العموم وإطلاقها .


    ==============
    [1] - سورة النجم ، الآية : 38 ، 39 .
    الحمد لله رب العالمين

  18. #978

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    والثالث :

    إجماع السلف الصالح
    من الصحابة والتابعين ومن يليهم ،
    على
    ذمها كذلك وتقبيحها،

    والهروب عنها
    وعمن اتسم بشيئ منها،
    ولم يقع منهم في ذلك توقف و لا مثـنوية ،
    فهو بحسب الاستـقـراء
    إجمـاع ثابـت ،
    فدل على أن
    كل بدعـة ليست بحق،
    بل هي
    من الباطل .

    الحمد لله رب العالمين

  19. #979

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    الرابع :

    أن متعقل
    البدعة يقتضي ذلك بنفسه ،
    لأنه من باب
    مضادة الشارع ،
    وإطِّراح الشرع ،
    وكل ما كان بهذه المثابة
    فمحال أن ينقسم إلى حسن وقبيح ،
    وأن يكون منه ما يمدح ومنه ما يذم ،
    إذ لا يصح في معقول ولا منقول
    استحسان مشقة الشارع ،
    وقد تقدم بسط هذا في أول الباب الثاني .

    وأيضاً
    فلو فرض أنه جاء في النقل استحسان بعض البدع ،
    أو استثناء بعضها عن الذم ;
    لم يتصور،
    لأن البدعة طريقة تضاهي المشروعة ،
    من غير أن تكون كذلك ،
    وكون الشارع يستحسنها دليل مشروعيتها ،
    إذ لو قال الشارع المحدثة الفلانية حسنة ،
    لصارت مشروعة ،
    كما أشاروا إليه في الاستحسان ،
    حسبما يأتي إن شاء الله .

    ولمّـا ثبت
    ذمها ،
    ثبت
    ذم صاحبها ،
    لأنها ليست بمذمومة من حيث تصورها فقط ،
    بل من حيث اتصف بها المتصف ،
    فهو إذاً المذموم على الحقيقة ،
    والذم خاصة
    التأثيم
    فالمبتدع
    مذموم آثم
    ،
    وذلك على الإطلاق والعموم،

    ويدل على ذلك أربعة أوجه ،
    إلى آخر ما ذكره "
    [1].

    ==============
    [1] - الاعتصام ج 1 ، ص 180 – 182 .
    الحمد لله رب العالمين

  20. #980

    افتراضي حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته

    وقال في موضوع آخر
    في معرض شرحه تعريف
    البدعة
    ما نصه :

    " وقوله في الحد تضاهي الشرعية ،
    يعني أنها تشابه الطريقة الشرعية ،
    من غير أن تكون في الحقيقة كذلك ،
    بل هي
    مضادة لها من أوجه متعددة "

    – وذكر مجموعة أمور ثم قال :

    "
    ومنها التزام الكيفيات والهيئات المعينة ،

    كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد ،
    واتخاذ يوم ولادته
    صلى الله عليه وسلم
    عيداً

    وما أشبه ذلك "
    [1] . اهـ .


    ==============
    [1] - الاعتصام ج 1 ، ص 34 .
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •