ثم تكلم الكاتب على حديث رواه الطبراني في "معجمه الكبير"
أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
منافق يؤذي المؤمنين،
فقال أبو بكر الصديق:
قوموا بنا لنستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم
من هذا المنافق،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إنه لا يستغاث بي
وإنما يستغاث بالله ).
ساقه هكذا الكاتب،
ثم قال في معناه (ص101):
( فلا بد من تأويله بما يناسب عمومات الأحاديث
لينتظم شمل النصوص،
فنقول: إن المراد بقوله ذلك
هو إثبات حقيقة التوحيد في أصل الاعتقاد،
وهو أن المغيث حقيقة هو الله تعالى
والعبد ما هو إلا واسطة في ذلك ) اهـ .
أقول:
ما أجرأ الكاتب
على عسف الأحاديث،
فإن أبا بكر - رضي الله عنه -
هو الصديق
أول المؤمنين
وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار،
وفضائله وسبقه مشهور،
أفيظن به
أنه يحوم على خاطره
استقلال الرسول
صلى الله عليه وسلم
بالإغاثة ؟!