دور الاحتياج المعنوي في المفعول معه ومستوياته اللغوية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه الأمثلة من موضوع المفعول معه ،وهي من مستوى الكلام المستقيم الحسن :
نقول:اشترك زيد وصديقُه في التجارة ، ولا يجوز النصب على المعية لأن الجملة مبنية على الفعل اشترك الذي يدل على اشتراك اثنين أو أكثر في فعل ما ،ولهذا يجب العطف ولا تجوز المعية بسبب عدم الاحتياج المعنوي بين الفعل والمفعول معه . ونقول:جاء زيد وعمرو قبله أو بعده ،ولا يجوز النصب على المعية ،بسبب عدم الاحتياج المعنوي بين واو المعية التي بمعنى "مع"والتي تفيد المصاحبة ، وكلمة قبله أو بعده . ونقول:كل رجل وضيعتُه بالعطف ولا يجوز النصب على المعية لعدم تقدم الفعل الطالب ولعدم اكتمال المعنى . ونقول:مات المريض وطلوع الشمس ،فيجب النصب لأن طلوع الشمس لا يموت ، ولا يجوز العطف ، حيث لا يمكن اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في فعل الموت لعدم الاحتياج المعنوي . ونقول:ما أنت وزيدا ؟وكيف أنت وزيدا؟ وما أنت وزيدٌ؟ وكيف أنت وزيدٌ؟ففي حالة الرفع نعطف الاسم الظاهر على الضمير وفي حالة النصب يكون الضمير"أنت" فاعلا لا مبتدأ ،والأصل :ما تكون ،وكيف تصنع ؟فلما حذف الفعل وحده برز الضمير وانفصل ،وفي الحالتين:الرفع والنصب هناك احتياج معنوي بين أجزاء التركيب. وقال الشاعر:علفتها تبنا وماء باردا ،وهو كلام من المستوى القبيح ،قاله الشاعر تحت تأثير الضابط اللفظي ، فهنا يمتنع العطف لأن الماء لا يعلف ، والمعية ممتنعة لانتفاء المصاحبة فإنه لا بد من تقدم أحدهما على الآخر ، ولهذا قدَّر بعض النحاة الفعل "علفتها " بالفعل "أنلتُها" ليحصل الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب وليتحول التركيب إلى مستوى الكلام المستقيم الحسن . الأمثلة طويلة وهذه أشهرها وهي تؤكد قيام اللغة على الاحتياج المعنوي الذي يتحدث الإنسان تحت رعايته ،وهو خير بديل للقواعد،والقواع د لا مكان لها تحت الشمس .