بسم الله الرحمن الرحيم
آداب عيادة المريض
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وبعد،
عن أبي فاخِتَةَ سَعِيدِ بْنِ عِلاقَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِي. قَالَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ(1) نَعُودُهُ(2)، فَوَجَدْنَا عِنْدَهُ أَبَا مُوسَى، فَقَالَ عَلِيٌّ _ عَلَيْهِ السَّلام _ أَعَائِدًا جِئْتَ يَا أَبَا مُوسَى، أَمْ زَائِرًا؟ فَقَالَ: لا بَلْ عَائِدًا. فَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ "(3).
أخي المسلم، إليك بعض الآداب الإسلامية في عيادة المريض، حبذا لو تقيدت بها؛ حتى تكون زيارتك مباركة بإذن الله تعالى:
أولاً _ خفف الجلوس عند المريض، إلا إذا كانت هناك ضرورة؛ فالمريض يختلف مزاجه عما كان عليه في الصحة، فربما استوحش ممن كان يؤنسه، وأحزنه ما كان يفرحه.
ثانيًا _ لا ترفع صوتك عنده، واجتنب كل ما يؤذيه من قول أو عمل، وخصوصًا: الغيبةَ، والنميمة، والتدخين، ونحو ذلك.
ثالثًا _ أمِّله بعاجل الشفاء، وبعظيم الأجر والثواب؛ كي يكون من الصابرين على البلاء، والراضين بقضاء الله _ عز وجل _ وقدره.
رابعًا _ إذا لم يفصح المريض عن دائه، فلا تسأله عنه؛ حتى لا توقعه بالضيق والحرج، ولا بأس أن تسأله عن حاله، فتقول: كيف حالك؟ أو كيف أصبحت؟ أو كيف أمسيت؟.
خامسًا _ لا تقطع على المريض نومه، فبالنوم ينسى المريض أحزانه وآلامه.
سادسًا _ ادع له بالشفاء والمغفرة، والأفضل أن يكون دعاؤك بالمأثور، كأن تقول: " أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يَشفيَك " سبع مرات.
سابعًا _ اطلب منه الدعاء لك وللمسلمين كافةً؛ فدعوة المريض مستجابة بإذن الله تعالى.
ثامنًا _ إذا كنت ترغب في الإهداء إلى المريض، فليكن مما ينفع ويبقى، ككتاب مفيد، ونحوه.
اللهم، أدبنا بآداب الإسلام، وخلِّقنا بأخلاقه، وعافنا في ديننا وأبداننا، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) الحسن البصري، رحمه الله تعالى.
(2) أي: نزوره لمرضه.
(3) الترمذي: 969 في " الجنائز "، وهو صحيح.
كمال الدين جمعة بكرو