هناك في التاريخ عِــبرة < لك أنت أيها المفسد في الأرض > ..
حين جانب بعضُ من تولى وحكم العدلَ في الرعية ، واغتروا بنفوذهم وسلطانهم : تسلطوا على الناس بالظلم والقتل ، والتعــذيب .. كانــوا يدفنون الناس وهـــم أحياء ، ويقطعون أطراف النساء ، ويقتلون الأطفال ، ويتلذذون بعذاب الناس وهم ينظرون إلى المعذبين المصلوبين على جذوع النخل ، ولهم أفاعيل عجيبة - ذكرتها كتب التاريخ - في حرق وتعذيب الناس ونفيهم وتشريدهم في البلدان ..
ولحقهم في أفعالهم المشؤمة بعض من جاء بعدهم ، فقد كان هؤلاء الظالمون : يُنعلون الناس بنعال الدواب ، ويسمرون الناس في الحيطان ، ويسلون أظافرهم ، ويشرحون لحوم الناس بجر القصب المشقوق على أبدانهم .. وكانــوا يدقون الأوتاد في العيون ، ويهدمون البيوت على أصحبها وهم أحياء .. ألوان من العذاب زينها الشيطان في رؤوس هؤلاء الطغاة الظالمين ..
فماذا كانت العاقبة لهؤلاء الظالمين ؟ : كلهم كان جزاؤه أسوأ الجزاء ، هلكوا جميعاً وتركوا هذه الدنيا التي من أجلها تقاتلوا وظلموا وبغوا .. وهلك نسلهم من بعدهم ، ولم يبق لهم من أثر ، سوى صفحات مظلمة دونها لهم التاريخ ، وعند الله الموعد والجزاء ..

حسن الحملي ..