تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مسلمة الدار ومسلمة الاختيار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي مسلمة الدار ومسلمة الاختيار

    يحق لكل مسلم أن يشك في إسلامه حينما يسمع أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يخشى على نفسه النفاق ويسأل حذيفة : أستحلفك بالله هل عدني رسول الله من المنافقين ؟

    إنَّ النفاق يعني الاقتصار على إظهار الإسلام وعدم تمكينه باطناً ، فيشمل من أبطن الكفر قاصداً ، ومن لم يقصد إبطانه ممن هو مسلم لا إرادياً .

    المسلم اللاإرادي هو ذلك الذي تلقى إسلامه من مجتمع الناس الذين حوله ، ولم يتعمق في فهم الإسلام وأصوله ، بل لو كان مولوداً عند يهود لكان يهودياً ، ولو ولد بين هندوس لأصبح هندوسيا ، فالدين عنده موروث ، وَجَد آباءه على أمة فقال : إني على آثارهم مقتدٍ .

    إنَّ التعليم اللاإرادي واجب الحصول ، لا يمكن لإنسان أن لا يتقبله أو أن لا يخضع له ، إلا أن يعيش وحيداً ، ولكن الممكن و الواجب تمييز الدين بطريقة الدليل وليس بطريقة الفرض الاجتماعي .

    والواجب أيضاً : أن لا يسلم المرء لذلك التعليم ، بل يميزه بالآلة التي تكمن مسؤوليته فيها ، عقله الذي سيُسأل عنه ولن يُسأل عن عقول الناس .

    لقد كانت الرقابة الاجتماعية آفة خطيرة ، وداء عضال ، لا يكاد يسلم منها بشر ، وهي عندما تتعلق بأمر الدين أكثر خطراً ، وأعظم ضرراً ، بل وأخوف ما خافه نبي الإسلام ، وخير الأنام ، على صحبه الكرام ، حينما قال لهم - صلوات ربي وسلامه عليه - : ( ألا أنبئكم بما هو أخوف عليكم من المسيح الدجال ؟ الرياء ) أو كما قال .

    إنَّ عملية ( الدين بالوراثة ) عملية تذهب قيمة الدين ، بل وتهدمه مع مرور الزمن ، وهي عملية ثابتة الحدوث بالنصوص الشرعية ، وأقوال سلف الأمة .

    في ظلها يختلط أمر الدين بإحداث المحدثين ، وشرك المشركين ، وكفر الكافرين ، فلا يزال الله يبعث على رأس كل مائة سنة للأمة من يجدد دينها ، ولا يزال في كل خلف مَن يحمل العلم مِن عدوله ، ينفون عنه تأويل المتأولين ، وانتحال المبطلين ، وتحريف الغالين .

    فرقُ مابين التدين بالعقل والدليل ، والتدين بالإرث والتأثير فرق السماء عن الأرض !

    إنَّ مُسلمَ الدار ( وهو المتدين بتأثير المجتمع ) قد لا تنقصه حمية لدينه ، ولا إخلاص لعقيدته ، ولا استعداد لسفك دمه في سبيلها ، ولكنه لا يعلم كيف كانت ؟ ولا يدري كيف صحت ؟ ولا يمتلك الدليل عليها ، وليس مستعداً للتخلي عن ما ثبت عنده مما ليس منها ، فترى كثيراً من المنتسبين للإسلام ، لا يتركون بدعهم التي ورثوها على أنها من الدين وليست منه في شيء ، ولا يسلمون لما يصح من الأدلة مما يعارض ما ألفوه ، بل يعملون التأويل على أشده ، ويشتغلون بالتحريف ، ويختلط عندهم كلام الله ورسوله بكلام الأحبار والرهبان الذين اتخذوهم أرباباً من دون الله .

    بخلاف مُسلم الاختيار ( وهو الذي بنى إسلامه على الدليل والبرهان ) فهو لا يألوا جهداً في نكير البدعة ، ولا يدخر قوة في حرب الزيادة و النقص في دين الله ، بل ويفهم دينه وفق مراد الله ، و يستلهم ذلك من عقله الذي وهبه الله له ، ولا يرى لغير الله ورسوله عصمة ، ولا يعطي لغيرهما تسليماً وانقياداً .

    إنَّ الأول يجتمع فيه من سوء الخلق ما هو نتاج لعقيدته التي لا يدري كيف اعتقدها ، والثاني حسن الأخلاق نتيجة العقيدة السليمة المبنية على التبصر ، وكما قال الغزالي : ( الأخلاق رشح المعارف )

    وكما قال صلى الله عليه وسلم : ( أربع من كانت فيه إحداهن كانت فيه خصلة من نفاق ومن كن فيه كان منافقاً خالصاً : إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر ) أو كما قال .

    لقد كانت عبادة التفكر - التي هي السبيل للاعتقاد الاختياري - من أجلِّ العبادات وأعظمها ، ولقد كثر خطاب الله تعالى في القرآن المنادي بها بما يدل على أهميتها ، تفكرٌ في الآيات الكونية ونظام العالم البديع ، وعجائبه الكثيرة ، و المخلوقات العظيمة ، والجمال ، والدقة ، كل ذلك يدلك على أمرين : وجود الموجد لها ، ويدلك على صفاته من :
    القوة التي انتجت هذا الملكوت وحوته وسيطرت عليه وخضع لها ، والقدرة الكاملة ، والقيومية ، و العلم ، والإحاطة ، و الحكمة ، والعظمة ، وكمال الخبرة .. الخ ، و تفكرٌ في الآيات الشرعية : وهذا التفكر يفيدك الاستفادة من مقاصدها ، ويعطيك اليقين بها مما تراه من جمالها و كمالها ما لا يُرى إلا بالتفكر !

    قال ابن أبي العزّ في شرح العقيدة الطحاوية :

    " وهذه حال كثير من الناس من الذين وُلدوا على الإسلام ، يتّبع أحدهم أباه فيما كان عليه من اعتقاد ومذهب ، وإن كان خطأ ليس هو فيه على بصيرة ، بل هو من مسلمة الدار ، لا مسلمة الاختيار ، وهذا إذا قيل له في قبره : من ربك ؟ قال : هاه هاه ، لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .
    فليتأمل اللبيب هذا المحل ، ولينصح لنفسه ، وليقم لله ، ولينظر من أي الفريقين هو ، والله الموفق "
    ج/ 1 صـ : 379

    أقسم - غير حانث - أنه لا يكاد يسلم من هذا الخطر أحد منا ، فمقل ومستكثر ، وليس تشكيكاً في دينكم ، إن هي إلا دعوة لتدبر الدين وتأمل العقيدة .


  2. #2

    افتراضي رد: مسلمة الدار ومسلمة الاختيار

    يحق لكل مسلم أن يشك في إسلامه
    بالله عليك، كيف يحق لك الشك في إسلامك؟! عجيبة هذه
    طيب، تخيل لو مات الإنسان وهو في شك ؟
    ثم إن استدلالك بأثر عمر الفاروق رضي الله عنه عجيب أيضا !

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: مسلمة الدار ومسلمة الاختيار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن الزهراء مشاهدة المشاركة
    بالله عليك، كيف يحق لك الشك في إسلامك؟! عجيبة هذه
    طيب، تخيل لو مات الإنسان وهو في شك ؟
    ثم إن استدلالك بأثر عمر الفاروق رضي الله عنه عجيب أيضا !
    من كان متديناً بالوراثة فليشك في إسلامه !
    أما من ملك الدليل و البرهان على ما يعتقد فليطمئن
    رغم أنه ليس في مأمن من الرياء فيتوجب عليه أن يكون في حالة شك كحالة عمر !
    وهذه الحالة لا تعني الشك في ذات الدين ( صحة وخطأ ) بل هي شك في سلامة دينك من الموبقات

  4. #4

    افتراضي رد: مسلمة الدار ومسلمة الاختيار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عُبيدة مشاهدة المشاركة
    من كان متديناً بالوراثة فليشك في إسلامه !
    أما من ملك الدليل و البرهان على ما يعتقد فليطمئن
    رغم أنه ليس في مأمن من الرياء فيتوجب عليه أن يكون في حالة شك كحالة عمر !
    وهذه الحالة لا تعني الشك في ذات الدين ( صحة وخطأ ) بل هي شك في سلامة دينك من الموبقات
    اشرح كلامك يا مولانا، فالشبكة مفتوحة على الدنيا، ويأتينا العامي والجاهل و و و و !
    الله المستعان

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ~ المــرِّيـْـخ ~
    المشاركات
    1,261

    افتراضي رد: مسلمة الدار ومسلمة الاختيار

    عش رجبـا ترى عجبـا !

    والظاهر أنك تقصد بـ قولك : شك في سلامة دينك من الموبقات يعني : أنك ما تضمن نفسك من الانتكاس وعدم الثبات على الدين حتى الممات .

    وإن يكن قصدك غير هذا ؛ فلله الحمد أنا عن نفسي متأكدة من سلامة ديني من الموبقات . .

    طيب ماذا تقول عن أجدادنا وإسلامهم ؟

    بصراحة كلامك غريب جدا يا ليت توضح لنا أكثر .
    يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً ..
    وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ !..
    كُل المَنافي لا تبدد وحشتي ..
    ما دامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي !

  6. #6

    افتراضي رد: مسلمة الدار ومسلمة الاختيار

    لو بدلت العبارات المرجوح ب

    الفرق بين الدين و العادة

    لان في مقال الاخ فيه شيء من الواقع و من الحق اللهم الا ان قضية التشكيك
    ربما لو فكرنا ان الذي يجعل الناس ياخذون الاسلام عادة هو عدم فهم للاسلام

    لابد من التفريق.
    لو تسأل اي شاب في الشارع لماذا تصلي, لماذا تصوم. لماذا لا تشرب الخمر الخ. ستجد ان الكثير لا يشك في اسلامه و لكن في نفس الوقت يخشى المعاتبة المجتمع
    بناء على ذلك نقول : بدلا ان نقول يشكك في الدين نقول اسال نفسك: هل تعمل هذا لأنه دين و عقيدة او لانه عادة و ان لم افعله سياتي العتاب؟
    هنا منطلق لفحص و محاسبة النفس
    هل انا مسلم لاني ولدت بين المسلمين او لأن الله أنعم علي و ولدت بين المسلمين حتي يسهل لي اسلامي؟
    هذا امر مهم جدا يا جماعة الخير
    هل انا مسلم وراثي و لذلك لا ضير سواء اطبق الاسلام او لا؟
    و انبه الى امر مهم
    القضية ليست ان ولدت مسلما او عشت كمسلم
    العبرة بخواتمها
    يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن الا و انتم مسلمون

    ثم نسال و نتساأل

    هل انا هل امنت و اتقيت على مراد الله و مراد روسله؟
    هل الوراثة و البيئة تضمن لك ان تموت مسلما كما يريد الله و رسوله؟
    ماذا نفعل لنستشعر عظمة هذا الدين؟
    ماذا نفعل باسلامنا؟ هل نحصره و نقتصره بين صلوات و صيام؟
    انا صليت و تركت اللحية و الاخت ارتدت الحجاب و انتهى القضية؟

    و الله يا اخواتي

    نحن بحاجة الى شعور. الشعر لا ينقصنا. نحن بحاجة من يستشعر عظمة و جمال هذا الدين.

    ربما مسلم الدار يغفل عن هذه نعم.
    تعال معي و نجلس في اي مكتبة الجاليات في السعودية و نشاركهم في الخير و هو الدعوة الى الله.

    ايا ااخواتي و الله العظيم

    و لا يستوعب عظمة هذا الدين الا من بذل جهده لوصول الى الاسلام

    اخيرا:

    نسال الله ان يثبتنا و اياكم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •