تصفيد الشياطين في شهر رمضان ..
الحديث على ظاهره بقي فهمه ، وضوابط فقهه كيف يكون ؟! والبعض ممن تطفل على مائدة العلم ينكر دلائل النصوص سواء كانت كتابـًا أو سنة ؛ لغلبة طبع المؤثرات فيه !! .. ولو رجع لشرح الحديث : لأراح نفسه من معانة الشك في خطاب النبوة ..
ولمَّا كان قاصر الفهم : ظن أن حديث يخبر بتوقف المعاصي في شهر رمضان من جملة الناس ، وأن الشياطين قد عُطلت عن أعمالها في الإغواء .. وذاك فهم غير مراد من الحديث ..
ولم يقل نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام : بانتفاء المعاصي في رمضان ؛ بل أخبر أن المردة لا يخلصون إلى مكان كانوا يخلصون إليه .. وبقية مؤثرات أخر : وهي مطلق الشياطين ، وشياطين الإنس ، والنفس الأمارة ، والهوى .. والمبتعد عن آداب الإسلام قبل رمضان وفيه وبعده ..
قال الحافظ بن حجر في الفتح : قال القرطبي : ( فإن قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك ؟ فالجواب :
- أنها تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه .
- أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما تقدم في بعض الروايات .
- أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره.
إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية ، لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية ) ( فتح الباري (4 / 114 ) ..
ورحم الإمام أحمد لما سُئل عن معنى الحديث حين جاءه سائل مستفسرًا عن المعنى المراد ؛ فأجابه الإمام المعظم للنصوص الشرعية ، بقول مختصر دال على علم وورع وتقوى : ( هكذا جاء الحديث ) تسليم وإذعان ، وراحة للقلب والـجَنان ، من عبث الشك والضلال ..
والخيرية حاصلة في شهر رمضان بدليل زيادة الخير من أهل الصيام والقيام .. وفقنا الله وإياكم لتعظيم نصوص الشريعة ، كتاباً وسنةً .. والله الهادي لا موفق سواه ..
حسن الحملي ..