تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 8 من 13 الأولىالأولى 12345678910111213 الأخيرةالأخيرة
النتائج 141 إلى 160 من 244

الموضوع: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

  1. #141

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    فأفضل الصحابة

    الخلفاء الأربعة

    أبو بكر وعمر وعثمان وعلي،

    ثم بقية
    العشرة المبشرين بالجنة،
    وهم هؤلاء الأربعة
    وطلحة،
    والزبير،
    وعبد الرحمن بن عوف،
    وأبو عبيدة بن الجراح،
    وسعد بن أبي وقاص،
    وسعيد بن زيد،


    ويَفْضُلُ المهاجرون
    على الأنصار،
    وأهل بدر
    وأهل بيعة الرضوان،


    ويَفْضُل
    من أسلم قبل الفتح وقاتل؛

    على من أسلم بعد الفتح ‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

  2. #142

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    2 ـ مذهب أهل السنة والجماعة
    فيما حدث بين الصحابة
    من القتال والفتنة



    سبب الفتنة


    تآمَرَ اليهودُ على الإسلام وأهله،
    فدسوا ماكرًا خبيثًا
    تظاهر بالإسلام كذبًا وزورًا هو‏:‏

    عبد الله بن سبأ،
    من يهود اليمن،


    فأخذ هذا اليهودي ينفث حقده وسمومه
    ضد
    الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين‏:‏
    عثمان بن عفان
    - رضي الله عنه وأرضاه -

    ويختلق التهم ضده،
    فالتف حوله من انخدع به
    من قاصري النظر
    وضعاف الإيمان ومحبي الفتنة،


    وانتهت المؤامرة
    بقتل الخليفة الراشد
    عثمان رضي الله عنه مظلومًا،


    وعلى أثر مقتله حصل الاختلاف بين المسلمين،
    وشبَّت الفتنةُ بتحريضٍ من هذا اليهودي وأتباعه،

    وحصل القتال بين الصحابة
    عن اجتهادٍ منهم‏.‏


    قال شارح الطحاوية‏:‏

    ‏(‏ إن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق،
    قصدُهُ إبطال دين الإسلام،
    والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم
    كما ذكر ذلك العلماء،

    فإن عبد الله بن سبأ؛
    لما أظهر الإسلام،

    أراد أن يُفسد دين الإسلام بمكره وخبثه
    - كما فعل بولس بدين النصرانية -


    فأظهر التنسك،
    ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

    حتى سعى في فتنة عثمان وقتله،
    ثم لما قَدِمَ على الكوفة
    أظهر الغُلوَّ في علي، والنصر له؛

    ليتمكن بذلك من أغراضه،

    وبلغ ذلك عليًّا فطلب قتله؛
    فهرب منه إلى قرقيس،
    وخبره معروف في التاريخ‏ )‏‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  3. #143

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
    رحمه الله‏:


    ‏ ‏( ‏فلما قُتل
    عثمان رضي الله عنه ،

    تفرقت القلوب
    وعظُمَت الكروب،
    وظهرت الأشرار
    وذَلَّ الأخيار،

    وسعى في الفتنة
    من كان عاجزًا عنها،

    وعجز عن الخير والصلاح
    من كان يحب إقامته،

    فبايعوا أمير المؤمنين
    علي بن أبي طالب
    - رضي الله عنه -

    وهو أحق الناس بالخلافة حينئذ،
    وأفضل من بقي،


    لكن كانت القلوب متفرقة،
    ونار الفتنة متوقدة،
    فلم تتفق الكلمة،
    ولم تنتظم الجماعة،

    ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة
    من كل ما يريدونه من الخير،
    ودخل في الفرقة والفتنة أقوام،
    وكان ما كان ‏)‏ ‏‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  4. #144

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    وقال أيضًا

    مبيّنًا عذر المتقاتلين من الصحابة؛
    في قتال علي ومعاوية ‏:‏


    ‏( ‏ومعاوية لم يَدَّعِ الخلافة،
    ولم يُبايَع له بها حين قاتل عليًّا،
    ولم يقاتل على أنه خليفة،
    ولا أنه يستحق الخلافة،

    وكان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه،
    ولا كان معاوية وأصحابه
    يَرونَ أن يبتدئوا عليًّا وأصحابه بالقتال؛


    بل لما رأى علي
    - رضي الله عنه -
    وأصحابه
    أنه يجب عليهم طاعته ومبايعته،


    إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد،
    وأنهم خارجون عن طاعته؛
    يمتنعون هذا الواجب،
    وهم أهل شوكة،

    رأى أن يُقاتلهم حتى يؤدوا هذا الواجب،
    فتحصل الطاعة والجماعة‏.


    ‏ وهم ‏ قالوا‏:‏

    إن ذلك لا يجب عليهم،
    وأنهم إذا قوتلوا على ذلك كانوا مظلومين،


    قالوا‏:‏

    لأن عثمان قُتِلَ مظلومًا باتفاق المسلمين،
    وقَتَلتُه في عسكر علي،
    وهم غالبون لهم شوكة،
    فإذا امتنعنا ظلمونا واعتدوا علينا،

    وعلي لا يمكنه دفعهم
    كما لم يمكنه الدفع عن عثمان،
    وإنما علينا أن نبايع خليفة
    يقدر على أن يُنصفنا
    ويبذل لنا الإنصاف‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  5. #145

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    ومذهب أهل السنة والجماعة

    في الاختلاف الذي حصل

    والفتنة التي وقعت من جرائها
    الحروب بين الصحابة،

    يتلخص في أمرين‏:‏

    الأمر الأول‏:‏

    أنهم يمسكون عن الكلام
    فيما حصل بين الصحابة

    ويكفون عن البحث فيه؛
    لأن طريق السلامة هو السكون عن مثل هذا،
    ويقولون‏:

    ‏ ‏{‏ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
    وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ
    وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
    رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏}‏

    ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏


    الأمر الثاني‏:‏

    الإجابة عن الآثار المروية في مساويهم

    وذلك من وجوه‏:‏

    الوجه الأول ‏:‏

    أن هذه الآثار منها ما هو كذب؛
    قد افتراه أعداؤهم ليشوهوا سمعتهم‏.


    الوجه الثاني ‏:‏

    أن هذه الآثار منها ما قد زيد ونقص فيه،
    وغُيِّرَ عن وجهه الصحيح،
    ودخله الكذب،
    فهو محرَّف لا يلتفت إليه‏.‏



    الوجه الثالث ‏:‏

    أن ما صح من هذه الآثار
    - وهو القليل -
    هم فيه
    معذورون؛

    لأنهم إما مجتهدون مصيبون،
    وإما مجتهدون مخطئون،

    فهو من موارد الاجتهاد
    الذي إن أصاب المجتهد فيه فله أجران،
    وإن أخطأ فله أجر واحد،
    والخطأ مغفور؛

    لما في الحديث‏ :‏

    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

    ‏( ‏إذا اجتهدَ الحاكمُ فأصاب فله أجران،
    وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد‏ )‏

    ‏[‏في الصحيحين
    من حديث عمرو بن العاص
    رضي الله عنه]‏‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  6. #146

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    الوجه الرابع‏:‏

    أنهم بشر يجوز على أفرادهم الخطأ،
    فهم ليسوا معصومين من الذنوب
    بالنسبة للأفراد؛

    لكن ما يقع منهم
    فله مكفرات عديدة منها‏:‏

    أن يكون قد تاب منه،
    والتوبة تمحو السيئة مهما كانت،
    كما جاءت به الأدلة‏.‏


    أن لهم من
    السوابق والفضائل
    ما يوجب مغفرة ما صدر منهم،
    إن صدر،

    قال تعالى‏:‏

    ‏{‏ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ }‏

    ‏[‏هود/114‏]‏‏.‏

    ولهم من الصُّحبة والجهاد
    مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ما يغمر الخطأ الجزئي‏.‏


    أنهم تُضاعفُ لهم الحسنات أكثر من غيرهم،
    ولا يساويهم أحد في الفضل،

    وقد ثبت بقول رسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    أنهم خير القرون،

    وأن المُدَّ من أحدهم إذا تصدق به؛
    أفضل من جبل أُحد ذهبًا
    إذا تصدق به غيرهم

    - رضي الله عنهم -
    وأرضاهم‏ )‏‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  7. #147

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية
    رحمه الله‏:‏

    ‏( ‏وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين
    لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة،
    ولا القرابة ولا السابقين
    ولا غيرهم،

    بل يجوز عندهم وقوع الذنوب منهم،

    والله تعالى يغفرُ لهم بالتوبة،
    ويرفع لها درجاتهم،
    ويغفر لهم بحسنات ماحية،
    أو بغير ذلك من الأسباب،


    قال تعالى‏:‏

    ‏{‏ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ
    أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ

    لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ
    ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ *

    لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا
    وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم
    بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ‏ }‏

    ‏[‏الزمر/32-35‏]‏‏.‏


    وقال تعالى‏:‏

    ‏{‏حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً
    قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
    الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ

    وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ
    وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي
    إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ
    وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ *

    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ
    أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا
    وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ
    فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ‏}‏

    ‏[‏الأحقاف/15، 16‏]‏

    انتهى‏ )‏ .‏

    الحمد لله رب العالمين

  8. #148

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    وقد اتخذ أعداء الله
    ما وقع بين الصحابة وقت الفتنة
    من الاختلاف والاقتتال
    سببًا للوقيعة بهم،
    والنيل من كرامتهم،


    وقد جرى على هذا المخطط الخبيث
    بعض الكتّاب المعاصرين؛
    الذين يهرفون بما لا يعرفون،

    فجعلوا أنفسهم حكمًا
    بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
    يصوّبون بعضَهم،
    ويخطئون بعضَهم،
    بلا دليل،

    بل بالجهل واتباع الهوى،
    وترديد ما يقوله المغرضون والحاقدون
    من المستشرقين وأذنابهم؛


    حتى شككوا بعض ناشئة المسلمين
    - ممن ثقافتهم ضحلة -
    بتاريخ أمتهم المجيد،
    وسلفهم الصالح الذين هم خير القرون؛


    لينفذوا بالتالي إلى الطعن في الإسلام،
    وتفريق كلمة المسلمين،
    وإلقاء البُغض في قلوب آخر هذه الأمة لأولها،
    بدلًا من الاقتداء بالسلف الصالح،


    والعمل بقوله تعالى‏:‏

    ‏{ ‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ
    يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
    وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ

    وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا
    غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
    رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏}‏

    ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  9. #149

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    الفصل السادس‏:

    ‏ في النهي عن سب الصحابة وأئمة الهدى



    1ـ النهي عن سب الصحابة


    من أصول أهل السنة والجماعة‏:‏
    سلامة قلوبهم وألسنتهم
    لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،

    كما وصفهم الله بذلك
    في قوله تعالى‏:‏ ‏

    { ‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ
    يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا

    وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ

    وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا
    غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
    رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏}‏

    ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏


    وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    في قوله‏:‏

    ‏(‏ لا تسبُّوا أصحابي،
    فوالذي نفسي بيده
    لو أنفق أحدكم مثل أُحُد ذهبًا
    ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه‏ )‏

    ‏[‏الحديث متفق عليه‏]‏‏.‏


    ويتبرأون من طريقة الرافضة والخوارج
    الذين يسبون الصحابة
    - رضي الله عنهم -
    ويبغضونَهم،
    ويجحدونَ فضائلهم،
    ويُكِّفرون أكثرهم‏.‏


    وأهل السنة
    يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة
    من فضائلهم،
    ويعتقدون أنهم خير القرون،


    كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
    ‏(‏ خيركم قرني‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ الحديث

    ‏[‏الحديث في الصحيحين‏]‏‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

  10. #150

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    ولما ذكر صلى الله عليه وسلم
    افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة،
    وأنها في النار إلا واحدة،
    وسألوه عن تلك الواحدة،

    قال‏:‏

    ‏(‏ هم من كان على مثل
    ما أنا عليه اليوم
    وأصحابي‏ )‏

    ‏[‏رواه الإمام أحمد وغيره‏]‏‏.‏


    قال أبو زرعة
    - وهو أجلّ شيوخ الإمام مسلم -‏:‏

    إذا رأيت الرجل يتنقص امرءًا من الصحابة؛
    فاعلم أنه زنديق،

    وذلك أن القرآن حق،
    والرسول حق،
    وما جاء به حق،

    وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة؛

    فمن جرحهم
    إنما أراد إبطال الكتاب والسُّنَّة؛
    فيكون الجرح به أليق،

    والحكم عليه
    بالزندقة والضلال أقوم وأحق‏.‏


    قال العلامة ابن حمدان
    في نهاية المبتدئين‏:‏


    من سَبَّ أحدًا من الصحابة مُستحلًا؛
    كـفر،

    وإن لم يستحلّ فسق ،

    وعنه‏:‏
    يكفر مطلقًا،

    ومن فَسَّقهم،
    أو طعن في دينهم،
    أو كفَّرهم؛
    كـفر‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

  11. #151

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    2 ـ النهي عن سب أئمة الهدى
    من علماء هذه الأمة


    يلي الصحابة في الفضيلة والكرامة والمنزلة‏:‏
    أئمة الهدى من التابعين
    وأتباعهم من القرون المفضلة،

    ومن جاء من بعدهم
    ممن تبع الصحابة بإحسان،


    كما قال تعالى‏:‏

    ‏{ ‏وَالسَّابِقُو َ الأَوَّلُونَ
    مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
    وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
    رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
    وَرَضُواْ عَنْهُ‏ }‏

    ‏[‏التوبة/100‏]‏‏.‏ الآية‏.‏

    فلا يجوزُ تنقّصهم وسبّهم؛
    لأنهم أعلام هدى،


    فقد قال تعالى‏:‏

    ‏{ ‏وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ
    مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى

    وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
    نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
    وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ
    وَسَاءَتْ مَصِيرًا‏ }‏

    ‏[‏النساء/115‏]‏‏.‏


    قال شارح الطحاوية‏:‏

    ‏( ‏فيجبُ على كل مسلم بعد مُوالاة الله ورسوله‏:‏
    موالاة المؤمنين،
    كما أطلق القرآن،

    خصوصًا الذين هُم ورثة الأنبياء،
    الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم،
    يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر،

    وقد أجمعَ المسلمون على هدايتهم ودرايتهم‏.‏


    فإنهم خُلفاء
    الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته،
    والمحيون لما مات من سنته،
    فبهم قام الكتاب وبه قاموا،
    وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا،
    وكلهم متفقون اتفاقًا يقينًا
    على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم،


    ولكن‏:‏

    إذا وجد لواحد منهم
    قول قد جاء حديث صحيح بخلافه،
    فلابد له في تركه من عذر ‏)‏‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

  12. #152

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    وجماع الأعذار
    ثلاثة أصناف‏:‏


    أحدها‏:‏

    عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله‏.‏


    الثاني‏:‏

    عدم اعتقاده أنه أراد تلك المسألة بذلك القول‏.‏


    الثالث‏:‏

    اعتقاده أن الحكم منسوخ‏.‏


    فلهم الفضل علينا والمنة؛
    بالسبق وتبليغ ما أُرسل به
    الرسول صلى الله عليه وسلم إلينا،

    وإيضاح ما كان منه يخفى علينا،

    فرضي الله عنهم
    وأرضاهم


    { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
    وَلإِخْوَانِنَا

    الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ


    وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا
    غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
    رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏}‏

    ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

  13. #153

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    والحطّ من قدر العلماء ؛
    بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي
    من بعضهم،

    هو من طريقة المبتدعة،

    ومن مُخططات أعداء الأمة؛
    للتشكيك في دين الإسلام،
    ولإيقاع العداوة بين المسلمين،
    ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها،
    وبثّ الفُرقة بين الشباب والعلماء،
    كما هو الواقع الآن،


    فليتنبه لذلك بعض الطلبة المبتدئين؛
    الذين يحطون من قدر الفقهاء؛
    ومن قدر الفقه الإسلامي،
    ويزهدون في دراسته،
    والانتفاع بما فيه من حق وصواب،


    فليعتزوا بفقههم،
    وليحترموا علماءهم؛
    ولا ينخدعوا
    بالدعايات المضللة والمغرضة‏.‏

    والله الموفق‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

  14. #154

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    الباب السادس‏:

    البـدع


    ويتضمن الفصول التالية‏:‏

    الفصل الأول‏:‏

    تعريف البدعة - أنواعها - أحكامها‏.‏


    الفصل الثاني‏:‏

    ظهور البدع في حياة المسلمين،
    والأسباب التي أدَّت إليها‏.‏



    الفصل الثالث‏:‏

    موقف الأمة الإسلامية من المبتدعة،
    ومنهج أهل السنة والجماعة
    في الرَّدِّ عليهم‏.‏


    الفصل الرابع‏:‏

    في الكلام على نماذج
    من البدع المعاصِرة وهي‏:‏


    1- الاحتفال بالمولد النبوي‏.‏


    2- التّبرُّك بالأماكن والآثار والأموات،
    ونحو ذلك‏.‏


    3- البدع في مجال العبادات
    والتّقرُّب إلى الله‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  15. #155

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    الفصل الأول‏:‏
    تعريف البدعة،
    أنواعها وأحكامها


    1 ـ تعريفها‏:‏ البدعة في اللغة


    مأخوذة من البَدْع،
    وهو الاختراع على غير مثال سابق،

    ومنه قوله تعالى‏:‏

    ‏{ ‏بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ‏}

    ‏ ‏[‏البقرة/117‏]‏‏.‏

    أي مخترعها على غير مثال سابق،

    قوله تعالى‏:‏

    ‏{‏ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ‏ }‏

    ‏[‏الأحقاف/9‏]‏‏.‏

    أي‏:‏ ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد،
    بل تقدمني كثير من الرسل‏.‏


    ويقال‏:‏

    ابتدع فلان بدعة،
    يعني‏:‏ ابتدأ طريقة لم يسبق إليها‏.‏


    والابتداع على قسمين‏:‏

    ابتداع في العادات
    كابتداع المخترعات الحديثة،
    وهذا مباح؛
    لأن الأصل في العادات‏:‏ الإباحة‏.‏


    وابتداع في الدين،
    وهذا مُحرَّم؛

    لأن الأصل فيه التوقيف،

    قال صلى الله عليه وسلم‏:‏

    ‏( ‏من أحدث في أمرنا هذا
    ما ليس منه
    فهو رَدٌّ ‏)‏

    [‏رواه البخاري ومسلم‏]‏،


    وفي رواية‏:‏

    ‏( ‏من عمل عملًا
    ليس عليه أمرنا
    فهو رَدٌّ ‏)‏

    ‏[‏في صحيح مسلم‏]‏‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

  16. #156

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    2 ـ أنواع البدع


    البدعة في الدين نوعان‏:‏

    النوع الأول‏:‏
    بدعة قوليّة اعتقاديّة

    كمقالات الجهميّة والمعتزلة والرّافضة،
    وسائر الفرق الضّالّة،
    واعتقاداتهم‏.‏


    النوع الثاني‏:‏
    بدعة في العبادات

    كالتّعبّد لله بعبادة لم يشرعها،

    وهي أقسام‏:‏


    القسم الأول‏:

    ‏ ما يكون في أصل العبادة‏:‏

    بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع،
    كأن يحدث صلاة غير مشروعة
    أو صيامًا غير مشروع أصلًا،
    أو أعيادًا غير مشروعة
    كأعياد الموالد وغيرها‏.‏



    القسم الثاني‏:‏

    ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة،

    كما لو زاد ركعة خامسة
    في صلاة الظهر أو العصر مثلًا‏.‏


    القسم الثالث‏:‏

    ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة؛

    بأن يؤديها على صفة غير مشروعة،
    وذلك كأداء الأذكار المشروعة
    بأصوات جماعية مُطربة،

    وكالتشديد على النفس في العبادات
    إلى حد يخرج
    عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏


    القسم الرابع‏:‏

    ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة؛
    لم يخصصه الشرع

    كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته
    بصيام وقيام،

    فإن أصل الصيام والقيام مشروع،
    ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات
    يحتاج إلى دليل‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  17. #157

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    3 ـ حكم البدعة في الدين
    بجميع أنواعها


    كل بدعة في الدين
    فهي محرمة وضلالة،

    لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏

    ‏(‏ وإياكم ومحدثات الأمور،
    فإن كل محدثة بدعة
    وكل بدعة ضلالة‏ )‏

    ‏[‏رواه الترمذي
    وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏]‏،

    وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏

    ‏( ‏من أحدث في أمرنا هذا
    ما ليس منه
    فهو رَدٌّ ‏)‏

    [متفق عليه]‏،


    وفي رواية‏:‏

    ‏( ‏من عمل عملًا
    ليس عليه أمرنا
    فهو رَدٌّ ‏)‏

    ‏[رواه مسلم‏]‏‏.‏


    فدل الحديثان على أن كل مُحْدَث في الدين
    فهو بدعة،
    وكل بدعة ضلالة مردودة،


    ومعنى ذلك

    أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة،


    ولكن التحريم يتفاوت
    بحسب نوعية البدعة،

    فمنها ما هو كفر صُراح،

    كالطواف بالقبور تقرّبًا إلى أصحابها،
    وتقديم الذبائح والنذور لها،
    ودعاء أصحابها،
    والاستغاثة بهم،
    وكأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة‏.


    ‏ ومنها ما هو من وسائل الشرك،

    كالبناء على القبور
    والصلاة والدعاء عندها،


    ومنها ما هو فسق اعتقادي

    كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة
    في أقوالهم واعتقاداتهم
    المخالفة للأدلة الشرعية،


    ومنها ما هو معصية

    كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس،
    والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع ‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  18. #158

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    تنبيـه

    من قَسَّمَ البدعة
    إلى بدعة حسنة، وبدعة سيئة؛
    فهو مخطئ

    ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏

    ‏( ‏فإن كل بدعة ضلالة ‏)‏

    لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
    حكم على
    البدع كلها بأنها ضلالة،

    وهذا يقول‏:
    ‏ ليس كل بدعة ضلالة؛
    بل هناك بدعة حسنة‏.‏


    قال الحافظُ ابنُ رجب
    في شرح الأربعين‏:‏

    ‏( ‏فقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏

    ( ‏كل بدعة ضلالة‏ )‏

    من جوامع الكلم؛
    لا يخرج عنه شيء،

    وهو أصل عظيم من أصول الدين،

    وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم‏:

    ‏ ‏( ‏من أحدث
    في أمرنا
    ما ليس منه
    فهو رَدٌّ)


    فكل من أحدث شيئًا
    ونسبَهُ إلى الدين،
    ولم يكن له أصل من الدين
    يرجع إليه
    فهو ضلالة،
    والدين بريء منه،


    وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات،
    أو الأعمال
    أو الأقوال الظاهرة والباطنة‏ )‏

    ‏ انتهى‏.‏


    وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة،

    إلا قول عمر رضي الله عنه
    في صلاة التراويح‏:‏

    ‏( ‏نعمت البدعة هذه‏ )‏‏.‏


    وقالوا أيضًا‏:‏

    أنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف،
    مثل جمع القرآن في كتاب واحد،
    وكتابة الحديث وتدوينه‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

  19. #159

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    والجواب عن ذلك

    أن هذه الأمور لها أصل في الشرع،
    فليست مُحدثة،

    وقول عمر‏:

    ‏ ‏( ‏نعمت البدعة ‏)‏

    يريدُ البدعة اللغوية
    لا الشرعيّة،

    فما كان له أصل في الشرع يُرجَعُ إليه،
    إذا قيل‏:‏ إنه بدعة،
    فهو بدعةٌ لغةً لا شرعًا؛

    لأن البدعة شرعًا‏:‏

    ما ليس له أصل في الشرع‏ .‏


    وجمع القرآن في كتاب واحد
    له أصل في الشرع؛

    لأن النبي صلى الله عليه وسلم
    كان يأمر بكتابة القرآن،
    لكن كان مكتوبًا متفرقًا،

    فجمعه الصحابة رضي الله عنهم
    في مصحف واحد
    حفظًا له‏.‏


    والتراويح

    قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم
    بأصحابه ليالي،

    وتخلَّفَ عنهم في الأخير
    خشية أن تفرض عليهم،

    واستمرّ الصحابةُ رضي الله عنهم يصلونها
    أوزاعًا متفرقين
    في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
    وبعد وفاته،

    إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
    على إمام واحد

    كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم،

    وليس هذا
    بدعة في الدين‏.‏

    الحمد لله رب العالمين

  20. #160

    افتراضي رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع

    وكتابةُ الحديث

    أيضًا لها أصل في الشرع،

    فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم
    بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه؛
    لما طلب منه ذلك،

    وكان أبو هريرة رضي الله عنه يكتب الحديث
    في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،


    وكان المحذور من كتابته
    بصفة عامة في عهده‏:


    ‏ خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه،
    فلما تُوفّي صلى الله عليه وسلم
    انتفى هذا المحذور؛

    لأن القرآن قد تكامل،
    وضُبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم،

    فدوَّنَ المسلمون الحديثَ بعد ذلك
    حفظًا له من الضياع،

    فجزاهُمُ الله
    عن الإسلام والمسلمين
    خيرًا؛

    حيث حفظوا كتاب ربهم
    وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
    من الضياع وعبث العابثين‏.‏
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •