الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أمَّا بعد:
فقد قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}[البقرة : 183]
وها هي مواسم العطر جاءت بشذاها، تنشره بين الناس, مواسم لجني الحسنات, والتخفيف من السيئات, فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
يقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا كانت أول ليلة من رمضان فتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب, وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب, وصفِّدت الشياطين, وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر, ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة)) أخرجه البخاري ومسلم.
إنه شهر الخير والرحمة, شهر النقاء والعفة, شهر الطهر والصفاء.
فيه تصفو القلوب, وتسمو النفوس, وترقى الأرواح.
إنه شهر رمضان, شهر الرحمة والغفران, شهر البركة والإحسان, شهر العتق من النيران, شهر الصيام والقيام, شهر يبر فيه الوالدان، وتوصل فيه الأرحام، ويُزار فيه الإخوان والخلاَّن.
إنه شهر القرآن، فيه نزل، وفيه أعظم ليلةٍ يترقبها المؤمنون، هي ليلة القدر.
إنه شهر الخير والعطاء والبر والنماء, إنه شهر الإحسان والجود والكرم والبذل في سبيل الله.
إنه رمضان، يبشرنا فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم فيقول: ((إذا جاء رمضان، فتِّحت أبواب الجنة، وغلِّقت أبواب النار، وصفِّدت الشياطين)) متفق عليه.
شهرٌ يزيد فيه عفو الرحمن، فيفتح أبواب الجنان، ويغلق أبواب النيران، ويصفد الشياطين ومردة الجان.
فهنيئًا بقدوم شهر الخيرات, شهر المبرات, شهر المسرات.
إنه رمضان، قد ادخر الله لك أجر صيامه وسيجزيك به إن شاء الله، فما ظنك بصاحب الكرم والجود جل جلاله إذا ادخر لك شيئًا؟
يقول صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه: ((كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)) رواه البخاري.
إنه رمضان، إذا صمت نهاره، وقمت ليله إيمانًا واحتسابًا، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، قال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
إنه حبيب المتقين، فقد كان سيد المتقين صلى الله عليه وسلم يهتم به اهتمامًا خاصًّا، فكانت له أحوال أخرى مع رمضان، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل ليلة، وكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان يعتكف العشر الأواخر، ويكثر من الذكر.
إن الحكمة التي من أجلها شرع الصيام هي التقوى، كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة : 183]
والفائز والرابح بإذن الله هو من صام امتثالًا لأمر الله، ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى، فتكون المكافأة كبيرة والعطية جزيلة.
فأهلاً وسهلاً بضيف الرحمن، وحبيب القرآن، ومرحباً بشهر الرحمة والبركة والغفران.
أتى رمضان مزرعة العباد ×× لتطهير القلوب من الفساد
فأدِّ حقوقه قولًا وفعلًا ×× وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها ×× تأوَّهَ نادما يوم الحصاد
فهيا أخي المبارك نهيئ أنفسنا، وقلوبنا، وعقولنا، وأرواحنا؛ لاستقبال هذا الشهر العظيم، قبل أن نهيئ أجسامنا بشراء ما لذ وطاب، من الطعام والشراب، في شهرٍ أمر الله بصيامه؛ لتتزكى هذه النفوس؛ ولتقبل على باريها؛ ولتخضع لمولاها حتى تنال رضاه.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

منقول من موقع
مـوقع الدرر السنية