الوجوه الجائزة في جملة " إن تكرم سالما أكرمْك وأساعدْك"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه الجمل:
تقول العرب:إن تكرمْ سالما أكرمْك وأساعدْك
ويقولون:إن تكرمْ سالما أكرمْك وأساعدَك
ويقولون:إن تكرمْ سالما أكرمْك وأساعدُك
في الجملة الأولى يربط المتكلم بين المعطوف والمعطوف عليه برابط الأهمية المعنوية ومنزلة المعنى ، وتعني:أنك تكرمه و تساعده إن أكرم سالما، فالإكرام والمساعدة جواب للشرط ، فقد ربطت مساعدتك وإكرامك للمخاطب بإكرامه لسالم ،وفي الثانية تنصب الفعل بأن المضمرة ، وتعني:أنك تساعده مع الإكرام وبمصاحبته،وفي الثالثة تقطع العلاقة المعنوية مع الكلام السابق وتستأنف كلاما جديدا،وتعني أنك تساعده سواء أأكرمه أم لا،وهو إخبار مستأنف.(1)فالعربي يقول كل شيء تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس، وبمعان متعددة ، قال تعالى:"من يضلل الله فلا هادي له ويذرَُْهم "فقد قرئت "يذرهم" بالحركات الثلاث، وقال تعالى:"وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفرَُْ لمن يشاء" فقد قرئت "يغفر" بالحركات الثلاث كذلك ،وكل قراءة لها معنى خاص ،وقول النحاة بجواز هذه الوجوه صحيح ، ولكن لكل وجه معنى .
============================== =================
(1) ابن هشام –أوضح المسالك –ج2 –ص171 وكذلك د.فاضل السامرائي- معاني النحو-ج4 ص118 بتصرف