المستويات اللغوية في جملة:"علمت زيدا أبو من هو"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هاتين الجملتين:
يقول العرب:علمت زيدا أبو من هو .(وهو المختار)
ويقولــون: علمت زيدٌ أبو من هو.(جائز)
فعندما يتقدم على الاستفهام أحد المفعولين لعلمت نحو: علمت زيدا أبو من هو،اختير نصبه ،لأن العامل متسلط عليه وبينهما احتياج معنوي ،فهذا المفعول (المبني) متعلق (بالمبني عليه)"علمت" وهذا المفعول أصبح خارج جملة الاستفهام فصار مطلوبا لما قبله ،ويجوز رفعه لأنه والذي بعد الاستفهام شيء واحد ،فكأنه في حيز الاستفهام والاستفهام مشتمل عليه ، والمتكلم يراعي منزلة المعنى بين الاسم المتقدم وما بعده ،ولو كان الاسم المتقدم على الاستفهام بعد "أرأيت" بمعنى "أخبرني" تعين نصبه ،نحو:أرأيت زيدا أبو من هو؟ لأنه بمعنى ما لا يعلق ،وهو بحاجة إلى ما بعده بفعل علاقة الاحتياج المعنوي،ولذلك يتعلق المفعول بالفعل. ومن هنا فإن معيار الاحتياج المعنوي ومنزلة المعنى هو المتحكم في الكلام وفي انتقاله من مستوى إلى مستوى آخر ،واللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم.(1)
===========================
(1) ابن مالك -شرح التسهيل -ج2-ص 22 بتصرف