ربط التراكيب بواسطة الأسماء بدل الضمائر
كذب اليهود على الله تعالى

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:"وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون"
وفي هذه الآية الكريمة ما يلي:
1- الأصل أن يكون الربط بين التراكيب بواسطة الضمائر لأنها أشد اختصارا ،نقول:اشتريت الكتاب وقرأته ، ولكن قد تدعو الحاجة المعنوية عند المتكلم إلى إعادة الاسم مرة ثانية من أجل التوكيد أو التعظيم أو أمن اللبس ،قال تعالى:الحاقة *ما الحاقة * والأصل هو :الحاقة *ما هي * ولكنه أعاد الاسم مرة ثانية لتعظيم شأنها ،وتقول العرب :زيد ضرب زيد عمرا ،فيعيدون الاسم مرة ثانية تأكيدا وإظهارا للفاعل ، ومثل ذلك الآية الكريمة السابقة الذكر حيث ربط بين التراكيب بواسطة إعادة الاسم مرة ثانية وثالثة لأن مجيء الضمائر ملبس ، انظر كيف تصبح الآية الكريمة مع الضمائر وانظر اللبس الذي يحيط بها:" وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه منه وما هو منه ويقولون هو من عند الله وما هو من عنده ويقولون عليه الكذب وهم يعلمون" هناك لبس في مرجع الضمائر ولهذا دعت الحاجة المعنوية إلى إعادة الاسم لأمن اللبس وتوضيح العلاقات المعنوية ،كما أعاد لفظ الجلالة لتعظيم افتراء الكذب على الله تعالى.
2- تأخير اسم إن المتصل بلام الابتداء التي تفيد التوكيد لعدم الاحتياج المعنوي بين المؤكدين، فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي