الوهم الثّاني : ذكر همزة" الأشاء " الأخيرة أنّها منقلبة من الياء
قال الجوهري في الصحاح (6/ 2269)الاشاء ، بالفتح والمد:صغار النخل، الواحدة أشاءة، والهمزة فيه منقلبة من الياء، لان تصغيرها أُشَيٌ .
قال الشاعر :
وحبذا حين تمسى الريح باردة * وادى أشى وفتيان به هضم
ياليت شعرى عن جنبى مكشحة * وحيث تبنى من الحناءة الاطم
عن الاشاءة هل زالت مخارمها * وهل تغير من آرامها إرم
وجنة ما يذم الدهر حاضرها * جبارها بالندى والحمل محتزم
ولو كانت الهمزة أصلية لقال أشئ وهو واد باليمامة فيه نخيل. اهـــــ
وقال الفيروزأباديّ في القاموس (1/35) الأشاء كسحاب : صغار النخل قال ابن القطاع : همزته أصلية عن سيبويه فهذا موضعه لا كما توهم الجوهري "اهــــ
التعليق
اختلف اللغويّون في لام هذه الكلمة على ثلاثة أقوال
الأوّل : أن أصل لامها ياء وهو قول أبي بكر محمد بن السري وابن سِيده كما في المحكم (8/135) والجوهري والأثير كما في النّهاية (1/116).
الثّاني : أنّ أصل لامها واو وياء وهو قول القزاز كما في التّاج (1/130) .
الثّالث : أنّ لامها همزة أصلية وهو قول سيبويه وابن جني والحمويّ كما في معجم البلدان (1/194) .
وحجتهم أنّ العرب لم يسمع منهم إشاية كما سمع عباءة وعباية وصلاءة وصلاية وعطاءة وعطاية وليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها همزتان ولا عينها ولامها أيضا همزتان بل قد جاءت أسماء محصورة فوقعت الهمزة فيها فاء ولاما وهي أاءة وأجأ كما قال ابن جني .
قلت : الأشبه بالصّواب هو القول الأوّل لأنّ التصغير يعيد الأشياء إلى أصولها، فالهمزة في الأشاء من ياء، أصله أُشَيٌ وأمّا الادّعاء على أنّ العرب لم يسمع منهم إلا مهموزة فمردود لمجيء التصغير وهو حجة ظاهرة ولا يُصار إلى غيرها إلا بحجة أقوى منها وأمّا القول بأنّ الكلمات مهموزة الفاء واللام معاً محصورة في عدد وهذا صحيح ولكن الخصم لا يسلّم بأنّ الكلمة المتنازع فيها خارجة عن هذا العدد والله أعلم بالصّواب وإليه المئاب .