من متشابهات القرآن الكريم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية على المحورين:محور الاختيار ومحور التأليف ،والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،وذلك كما في هاتين الآيتين الكريمتين :
قال تعالى:"وإذ نجَّيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم"(البقرة49)
وقال تعالى على لسان سيدنا موسى:"وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم "(إبراهيم 6)
"جعل الله – سبحانه وتعالى- ذبح الأبناء بدلا من "يسومونكم سوء العذاب" فلم يحتج إلى الواو ، أما سيدنا موسى فجعل "يسومونكم سوء العذاب عبارة عن ضروب من المكروه هي غير ذبح الأبناء فاحتاج إلى الواو" (1) فمعنى البدل لا يعني المغايرة ومعنى العطف يعني المغايرة ،نقول:جاء المعلم محمد ،ومحمد هو المعلم ،ونقول:جاء المعلم ومحمد ، والمعلم غير محمد ،والمتكلم يذكر ما يحتاج إليه ويحذف ما يستغني عنه ، فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي .
============================== =
(1)الخطيب الإسكافي - درة التنزيل وغرة التأويل – ص- 7